وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اشتية للقمة الافريقية: ما قدمه "ترمب" خطة إسرائيلية ترسخ الاحتلال

نشر بتاريخ: 09/02/2020 ( آخر تحديث: 09/02/2020 الساعة: 19:27 )
اشتية للقمة الافريقية: ما قدمه "ترمب" خطة إسرائيلية ترسخ الاحتلال
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية إنّ الخطة الأميركية التي قدمها الرئيس الأمريكي ترمب في 28 يناير، تتجاوز المرجعيات الدولية، وتضرب بعرض الحائط أسس ومرتكزات القانون الدولي، وهي خطة أحادية لم تنسق معنا، في حين شاركت إسرائيل في صياغة جميع بنودها، وهي خطة تحرمنا من الاستقلال، وترسخ الاحتلال، وتحرمنا من حق الانتفاع من مصادرنا الطبيعية ومياهنا. وفي حين أتاحت الخطة لإسرائيل ضم أراض فلسطينية فوراً فإنها وضعت شروطا معقدة ليحصل الفلسطيني على ما هو وارد في الخطة، مثل اشتراط الاعتراف بيهودية الدولة.
وأضاف في كلمته نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال أعمال قمة الاتحاد الافريقي الـ33، التي انطلقت اليوم الأحد، تحت شعار "إسكات البنادق لتهيئة الظروف المواتية لتنمية افريقيا"، ان فلسطين تلتزم بالحل السياسي على أساس المرجعيات الدولية، ولكن هذه الخطة تريد شرعنة الأمر الواقع، وإلغاء تسمية هذا الوضع باسمه الحقيقي (الاحتلال العسكري) المخالف للقوانين والمرجعيات الدولية.
وأوضح "ان فلسطين تَتوق لإسكات بنادق الاحتلال الإسرائيلي التي تُعيق الحياة الطبيعية والتنمية، وإن إزالة الاحتلال تحتاج جهدا دوليا تشارك فيه افريقيا إلى جانب بقية اللاعبين الدوليين بمؤتمر دولي للسلام في فلسطين، تكون مرجعيته قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي".

ودعا رئيس الوزراء القمة الافريقية لتأكيد رفضها للخطة الأميركية "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، والرد بالمطالبة بتسوية القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقا للمرجعيات الدولية، ودعم فكرة مؤتمر دولي للسلام في فلسطين.

وأضاف اشتية: "الخطة الأميركية تعطي القدس بشكل كامل للإسرائيليين، وتقتطع ما نسبته 40% من أراضي الدولة الفلسطينية، وتبقي على المستوطنات اليهودية وعلى نحو 720 ألف مستوطن بشكل غير قانوني وغير شرعي على أراضينا التي استولت عليها إسرائيل بالقوة والقسر، لتكون الدولة الفلسطينية دولة مقطعة الأوصال، يعيش فيها الفلسطينيون في "بانتوستانات" ضمن نظام فصل عنصري، الذي ناضلتم لإسقاطه، إضافة إلى حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقهم بالعودة لديارهم".

وأكد رئيس الوزراء إلتزام القيادة الفلسطينية بالحل السياسي على أساس قيام دولة فلسطين وفق الشرعية والإجماع الدولي، مجددا الرفض لـ"صفقة القرن" التي رفضتها الدول العربية والإسلامية، بالإضافة للاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وكندا.

وقال: "إن عقلنا وقلبنا مفتوحان من أجل السلام الجدي والحقيقي الذي تكون فيه فلسطين شريكا في المفاوضات وليست تحت الإملاءات".

وأضاف اشتية: "إنّ فلسطين التي تستفيد من مساعدات وإسناد دول كثيرة في العالم، بما في ذلك إفريقيا، لديها ما تقدمه أيضًا في مجالات مختلفة؛ كالطب والزراعة والبيئة والتعليم والأمن خدمة للأصدقاء في افريقيا".

وتابع رئيس الوزراء: "إنَّ علاقة فلسطين وافريقيا جزء مهم وبنّاء من مسيرة شعوبنا في السعي لبناء عالم أفضل، أكثر إيمانًا بقيم الحُريّة والعدل وبناء نظام دولي تعددي، يعطي لمختلف شعوب العالم ودوله، مكانها وفرصتها، لتقرر مصيرها بنفسها، ولتسهم بفعالية في الشؤون الدولية".

وفي السياق، هنأ اشتية نظيره الإثيوبي آبي أحمد، بحصوله على جائزة نوبل للسلام، مؤكدا الدور المحوري الذي تلعبه اثيوبيا في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء في القمة:

" فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي،

أصحاب الفخامة، والمعالي، رؤساء الوفود

دولة رئيس وزراء أثيوبيا، السيد آبي أحمد

معالي الأخ موسى فِقي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي

الحضور الكريم،

إنّه لشرف كبير، ومناسبة مهمة وعزيزة، لفلسطين وشعبها، أن تستمر في حضور القمم الإفريقية، ليس فقط لما لهذه القمة من أثر ينبع من أهميّة القارة الإفريقية، وحسب بل ولأنّ هناك تاريخ طويل لفلسطين مع إفريقيا، وهناك إرث كبير من العلاقات الفلسطينية – الإفريقية.

أنقل تحيات وأمنيات فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، لكم ولقمتكم بالنجاح وتحقيق أهدافها، وكذلك شكره على الدعم الإفريقي المستمر للقضية الفلسطينية العادلة.

وأقدم التحية لمصر الشقيقة ولفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما تحقق خلال فترة ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي العام الماضي، مع أمنياتنا لدولة جنوب إفريقيا الصديقة، بالتوفيق والنجاح في قيادة الاتحاد في هذه الدورة.

وأهنئ دولة رئيس الوزراء آبي أحمد على حصوله على جائزة نوبل للسلام، الأمر الذي يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه اثيوبيا في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين من أجل استقرار إفريقيا.

أصحاب الفخامة والمعالي،

إنّ علاقة فلسطين وإفريقيا جزء مهم وبنّاء من مسيرة شعوبنا في السعي لبناء عالم أفضل، أكثر إيماناً بقيم الحُريّة والعدل وبناء نظام دولي تعددي، يعطي لمختلف شعوب العالم، ودوله، مكانها وفرصتها، لتقرر مصيرها بنفسها، ولتسهم بفعالية في الشؤون الدولية.

وتحرص فلسطين وتنشد استمرار الاهتمام الإفريقي بقضاياها، وتسعى للاستمرار بعلاقات إيجابية بناءة لا بين فلسطين وإفريقيا، وحسب، بل وللعب دور في تجسير العلاقات العربية والآسيوية – الإفريقية.

إنّ انعقاد قمتكم لهذا العام تحت عنوان مهم وحيوي، هو "إسكات البنادق، تهيئة الظروف المواتية لتنمية إفريقيا" شعارٌ يتعدى حدود إفريقيا لمناطق أخرى حول العالم. لا سيما فلسطين التي تتوق لإسكات بنادق الاحتلال الإسرائيلي التي تعيق الحياة الطبيعية، وتعيق تنميتها، وتريد الإسهام في نجاح شعاركم وتعميمه والتعاون من أجله.

إنّ فلسطين تستفيد من مساعدات وإسناد دول كثيرة في العالم، بما في ذلك من إفريقيا، وتتعاون في مجالات مختلفة، كالطب، والزراعة، والبيئة، والتعليم في خدمة الأصدقاء، وكذلك تقديم الخبرات في المجال الأمني والمشاركة في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة،،

لقد دعمت الدول الإفريقية حل الصراع العربي الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، بإنشاء دولة فلسطين على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، التي تشكل نحو 22 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية، ودعمت عبر قراراتها في القمم المتعاقبة، حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين.

إنّ الخطة الأميركية التي قدمها الرئيس الأمريكي ترمب في 28 يناير، تفتقر إلى مرجعيات دولية، وتضرب بعرض الحائط أسس ومرتكزات القانون الدولي، وهي خطة أحادية لم تنسق معنا، في حين شاركت إسرائيل في صياغة جميع بنودها، إن الخطة تحرمنا من الاستقلال، وترسخ الاحتلال، وتحرمنا من حق الانتفاع من مصادرنا الطبيعية ومياهنا. وفي حين أتاحت الخطة لإسرائيل ضم أراض فلسطينية فوراً فإنها وضعت شروطا معقدة ليحصل الفلسطيني على ما هو وارد في الخطة، مثل اشتراط الاعتراف بيهودية الدولة.

لقد رفضت الدول العربية والإسلامية هذه المبادرة الأمريكية، كما رفضها الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، وروسيا والصين وكندا، ولم تجد الولايات المتحدة شريكا دوليا واحدا لها يؤيد مبادرتها.

بالوقت الذي التزمنا ونلتزم بالحل السياسي على أساس قيام دولة فلسطين وفق الشرعية والإجماع الدولي، جاءت الخطة الأميركية لتعطي القدس بشكل كامل للإسرائيليين، وتقتطع ما نسبته 40% من أراضي الدولة الفلسطينية، وتبقي على المستوطنات اليهودية وعلى نحو 720 ألف مستوطن بشكل غير قانوني وغير شرعي على أراضينا التي استولت عليها إسرائيل بالقوة والقسر، لتكون الدولة الفلسطينية دولة مقطعة الأوصال، يعيش فيها الفلسطينيون في "بانتوستانات" ضمن نظام فصل عنصري، الذي ناضلتم لإسقاطه، إضافة إلى حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقهم بالعودة لديارهم.

إن خطة الرئيس ترامب تريد شرعنة الأمر الواقع، والحصول على موافقة من الشعب الفلسطيني، والعالم، على هذا الوضع، وعلى إلغاء تسمية هذا الوضع باسمه الحقيقي، الاحتلال المخالف للقوانين الدولية والإنسانية.

إنّ الخطة الأميركية لا تتضمن أي معنى حقيقي للسيادة، ولا تعطي الفلسطينيين سيادة على أراضيهم أو أجوائهم أو مياههم ومقدراتهم، أو حدود بلادهم؛ فلا تتضمن سيادة أو حرية في عبور الأفراد من وإلى فلسطين، أو حرية نقل البضائع والمنتجات. فستبقى الحدود بموجب هذه الخطة تحت سلطة الاحتلال، وسيبقى لم شمل الفلسطينيين مع بعضهم، ودخول الزوار من العالم مرهوناً بقرار إسرائيلي، كما هو الأمر الآن.

السيد الرئيس، السيدات والسادة..

إنّ إسكات البنادق، ومحاربة الإرهاب، والمضي على درب التنمية، يحتاج لتطبيق القانون والمرجعيات الدولية، وإعطاء الشعوب حق تقرير المصير، والديمقراطية، والحرية، إننا نعول على استمرار دعمكم لحق الشعوب في الاستقلال والحرية، ومن ضمن هذه الشعوب الشعب الفلسطيني.

إنّ حماية الاستقرار العالمي، يتطلب تكاتفاً دولياً في مجالات المناخ، والتجارة الحرة العادلة، ومحاربة الإرهاب، ومواجهة الاحتلالات والاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، لذلك نتطلع للعمل معكم في إطار الأمم المتحدة، والمؤتمرات الدولية المتخصصة في هذه القضايا. وبهذه المناسبة نثمن مواقف دولكم واتحادكم العتيد وتعاونكم الوثيق مع دولة فلسطين خلال ترؤسها لمجموعة 77 والصين، مما كان له الأثر الكبير على تحقيق إنجازات لنا جميعاً وكرس العلاقة التاريخية بيننا.

إن إزالة الاحتلال عن أرض فلسطين يحتاج جهدا دوليا تشارك فيه إفريقيا إلى جانب بقية اللاعبين الدوليين في مؤتمر دولي للسلام في فلسطين، تكون مرجعيته قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بفلسطين والقانون الدولي. وذلك لأن تجارب المفاوضات بشكلها الحالي وبرعاية أمريكية منفردة قد عجزت عن الوصول إلى حل يفضي لإقامة دولة فلسطين وإنهاء الاحتلال. ولا بد من إعادة التفكير في الآليات القديمة التي مضى عليها أكثر من 29 عاما.

لذلك ندعو قمتكم لتأكيد رفضها للمبادرة الأميركية الأخيرة لتصفية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى تسوية للقضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقا للمرجعيات الدولية، كما نتطلع لدعم إفريقيا لفكرة مؤتمر دولي للسلام في فلسطين، مثلما نتطلع لاستمرار التعاون الإفريقي العربي في مجالات التنمية وحفظ الأمن والاستقرار العالميين، ونؤكد على دور فلسطيني إيجابي في ذلك.

ونعول كثيراً على مخرجات القمة العربية الافريقية التي ستعقد في الرياض منتصف الشهر القادم لترسي مرحلة جديدة لمواجهة التحديات وتمتين أسس التعاون بين الطرفين.

إن عقلنا وقلبنا مفتوحان من أجل السلام الجدي والحقيقي الذي تكون فيه فلسطين شريكا في المفاوضات وليست تحت الإملاءات.

في الختام، نعرب عن شكرنا وتقديرنا للصداقة الإفريقية الفلسطينية، ونتطلع لتنمية واستمرار هذه العلاقات، ولتعميق العلاقات العربية الإفريقية لما فيه مصلحة شعوب الطرفين، والعالم.

عاشت إفريقيا، وعاشت فلسطين، وعاشت علاقات الشعوب الحرة.