|
مؤتمر دولي يناقش الحالة العالمية لجهود الحد من المخاطر للمدخنين
نشر بتاريخ: 13/02/2020 ( آخر تحديث: 13/02/2020 الساعة: 10:50 )
بيت لحم- معا- على هامش انعقاد المؤتمر الدولي للحد من أضرار الأمراض غير السارية (غير المعدية)، الذي جمع حشداً من الباحثين والعلماء والأطباء والمعنيين من قطاعات عدة تحت سقف واحد في العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً، تم مناقشة تأثير العديد من السلوكيات السائدة المؤثرة على الصحة العامة، وكيفية الوقاية من الأمراض غير السارية، فضلاً عن مناقشة البدائل والحلول المبتكرة المتاحة التي تعزز تغيير نمط الحياة وتسهل الانتقال لنمط أقل ضرراً.
وكان المؤتمر قد شهد انخراط عالم الأورام السرطانية البارز، البروفيسور ديفيد خيّاط، في فعالياته، متحدثاً حول منهج "الحد من الضرر" فيما يتعلق بالتدخين باعتباره من السلوكيات المضرة بالصحة، وحول فاعلية هذا المنهج في الحد من العديد من الأمراض، ومصرحاً بالقول: "بصفتي أخصائياً في الأورام، فإنني أشجع مرضاي على الإقلاع عن التدخين، وأرى أنه من واجبي أن أقدم لهم البدائل وأعزز وعيهم حولها في حال عدم تمكنهم من الإقلاع عن التدخين نهائياً." وقال البروفيسور خيّاط خلال حديثه: "إن الحد من التدخين يتطلب منا دعم المرضى الذين لم ينجحوا في محاولات الإقلاع عن التدخين باستخدام المنتجات المخصصة لذلك، أو باتباع أساليب ووسائل عديدة، ذلك أنهم سيواصلون التدخين ما لم ندعمهم، خاصة أنه وبالرغم من معرفة وإدراك المدخنين البالغين حول العالم بأن التدخين يضر بالصحة، إلا أن معظمهم يواصل ممارسة هذه العادة. هذا وقد بينت الإحصائيات بأن ما نسبته 64% من المصابين بسرطان الرئة يواصلون التدخين." وأوضح البروفيسور خيّاط بأن التقنيات الحديثة قدمت أدوات وبدائل تسهم في تخفيف الضرر، مبيناً بالقول: "على سبيل المثال، عدما تنصح المرضى بتقليل الكميات المتناولة من الدهون أو باستخدام حزام الأمان في المركبات، فإنك تساعدهم في اللجوء لبدائل يمكنها التخفيف من الضرر الذي قد يصيبهم. كذلك الحال بالنسبة للتدخين والتبغ الذي لا يجب علينا رفض البدائل المتاحة عنهما للتخفيف من ضررهما. كأطباء متخصصين في علم الأورام، فإن دورنا لا يتمثل في القضاء على التبغ، بل أننا نطمح للقضاء على مرض السرطان، كما نطمح لأن يتاح المزيد من الوقت أمام المرضى لعيش حياتهم. وفي ظل التقنيات الحديثة، فإن بدائل السجائر التقليدية باتت متاحة بوجود تلك المعتمدة على التسخين والتبخير كخيارات أفضل حالياً، كما ستقدم مستقبلاً حلولاً أخرى لتعزيز باقة الخيارات." وقال البروفيسور خيّاط في سياق حديثه: "إن منظمة الصحة العالمية تسعى لمعرفة ما إذا كانت هذه البدائل الجديدة آمنة، لا معرفة أنها قد تكون أكثر أماناً من المنتجات التقليدية أم لا، وهنا يكمن الفارق الكبير." وهذا وقد عارض بعض الخبراء موقف منظمة الصحة العالمية، ومنهم مدير مركز دراسات التبغ والكحول والمستشار في الطب التنفسي بجامعة نوتنغهام، البروفيسور جون بريتون؛ حيث قال خلال المؤتمر: "تقوم منظمة الصحة العالمية بتشويه الأدلة العلمية المتوافرة حول بدائل السجائر التقليدية، كما أن تداعيات استخدامها والتي تتحدث بها المنظمة مضللة من عدة جوانب. وبينما تزعم المنظمة بعدم وجود دليل علمي وقوي على أن البدائل التي تعمل على التسخين والتبخير هي وسائل فعالة للإقلاع عن التدخين، فإن الأدلة السريرية المعاكسة لمزاعمها متاحة، وقد أثبتت هذه المنتجات فعالية أكبر من منتجات الإقلاع عن التدخين ومنتجات النيكوتين التي تدعمها المنظمة." وبالرغم من اختلاف وجهات النظر، فإن جميع الخبراء يتفقون على أن الإقلاع عن التدخين هو الخيار الأفضل للصحة الجيدة المستدامة. ومن جانبه، قال الطبييب الكيني، أنتوني كياماتي: "هناك المزيد من المدخنين الذين يموتون في أفريقيا. المشكلة الحقيقية تكمن في نظرة الصناعات لأفريقيا والتي تعتبر صناعة الأدوية جزءاً منها؛ حيث يسود الافتراض بأن القارة لا تستطيع تحمل حلول مبتكرة قائمة على العلم لتقليل الضرر. ويعد عدم التفكير في إدخال البدائل المبتكرة لأفريقيا من الفرص الضائعة، والتي يتوجب على المستهلكين وصناع القرار والحكومات والمعنيين بالطب والصحة اقتناصها وذلك بهدف إنقاذ أرواح مدخني السجائر التقليدية من غير الراغبين أو غير القادرين على الإقلاع عن ممارسة هذا السلوك. وهنا، يجب تشجيع البدائل الخالية من الدخان حتى في ظل ضعف السياسات التنظيمية الصحية". هذا وقد أعرب المشاركون في المؤتمر عن مدى اقتناعهم بضرورة وأهمية الابتكار من أجل العمل على تقليل الضرر الناتج عن استهلاك التبغ. البدائل المفقودة بين الوقاية والتوقف في معظم الدول، تستند التشريعات وعملية تبادل المعلومات بهدف التوعية (الاتصال) إلى الوقاية والتوقف، بمعنى آخر، فإن التشريعات والاتصال تستهدف غير المدخنين ومن يريدون الإقلاع عن التدخين. وبالنسبة لمن هم غير ذلك، فتبرز الحاجة الماسة لوجود تشريعات أخرى تستهدفهم، وذلك وفقاً للخبراء الذي شاركوا في فعالية جانبية ضمن المؤتمر. وعلى هذا الشأن، علقت المديرة التنفيذية/ رئيسة شركة فيليب موريس فرنسا، جين بوليس بالقول: "تمتلك فرنسا تشريعات وقوانين هي الأكثر تقييداً وصرامة فيما يتعلق بالتبغ في أوروبا، ومع ذلك فإنها تعد الدولة الثانية من حيث انتشار البدائل فيها." وفي الوقت الذي تميل الحكومات فيه إلى الاعتقاد بأنه يجب على مصنعي التبغ الابتعاد عن مناقشة البدائل التي قد تكون أقل ضرراً، تتخذ شركة فيليب موريس منهجاً آخراً. أما الباحثة في شركة فيليب موريس إنترناشونال، جيزيل بيكر، فقالت: "يوجد اليوم مليار مدخن في العالم. ونحن هدفنا هو إبعاد الناس عن السجائر التقليدية العاملة على الاحتراق، وهو ما يعزز الحاجة لتطوير منتجات مختلفة بالاعتماد على الابتكار والعلوم لمساعدة هؤلاء المدخنين. على سبيل المثال، نعلم أن هناك عدد من المدخنين الذين لا يرغبون بالإقلاع عن التدخين، وأن المنتجات القابلة للتسخين ورغم كونها أقل سُمّيّة، فإنها تقدم تجربة مشابهة للسجائر التقليدية القابلة للاحتراق." ويتمثل طموح شركة فيليب موريس إنترناشونال والذي تم الإعلان عنه مؤخراً في تقديم "مستقبل خالٍ من التدخين" في ظل رؤية مفادها "أن المنتجات الخالية من الدخان ستكون البديل للسجائر التقليدية." |