|
حكومة قويّة وقرارات شجاعة
نشر بتاريخ: 06/03/2020 ( آخر تحديث: 06/03/2020 الساعة: 01:15 )
الكاتب: 316783
بقلم: منير الجاغوبليس سهلاً أن تتخذَّ حكومةٌ قراراً بفرض حالة الطوارئ بغضّ النظر عن ظروف البلد ومقوّمات الدّولة وحجم ما يحيط بها من أخطار، وفي الحالة الفلسطينيّة يتّخذ هذا القرار أهمية استثنائيةَ غير مسبوقة، فالأخطار التي تتربّص بالوطن والشعب ليس لها مثيلٌ في التّاريخ، فالخطر الأوّل هو الاحتلالُ الاستيطاني الاستعماريّ الإسرائيليّ وممارساته الإرهابيةُ اليومية ضد فلسطين أرضاً وشعباً ومقدّسات. لكن هذا لا يمكن أن يكون مبرّراً للتقاعس عن مواجهة خطر وباء فيروس كورونا الذي يدقّ الآن أبواب الوطن حاملاً معه تهديداً مباشراً لحياة المواطنين وللصحّة العامة ولقدرة شعبنا على الإستمرار في الصمود ومواجهة محاولات فرض المشاريع المعادية على أمنه ومستقبله ومشروعه الوطني.المرسوم الرئاسيّ بفرض حالة الطوارئ وما أعلنت عنه حكومة الدكتور محمد اشتيّة من إجراءاتٍ تنفيذيةٍ شاملة هو تعبيرٌ عن قدرة مؤسسات دولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال على الاضطلاع بكامل مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن الصحيّ للمواطن وللشعب بكل مكوناته، وهو امتحانٌ لمدى قدرتنا على التصدي لنوع جديد من التحديات لم نواجه مثيلاً لها من قبل.لقد جاء المرسوم الرئاسي والإجراءات الحكومية التنفيذية ليشكل ردّاً يرتقي إلى مستوى هذه التحديات، فهذا الشعب الصامد الصابرُ العنيد لن يتردّد في دعم قيادته السياسية في خطواتها الهادفة إلى تجنيب فلسطين خطرَ انتشار العدوى وخروجها عن السيطرة. من هنا تأتي أهمية الالتزام بالإجراءات الاستثنائية وتوفير الدعم والمساندة لها، فهذا امتحانٌ لمنظومة عملنا الوطني بكل مكوناتها، وستجتاز فلسطين هذا الامتحان مثلما صمدت على الدوام في وجه الحصار والاجتياح ومثلما أفشلت سياسة القرصنة وسرقة أموال شعبنا لشهور طويلة، ومثلما ظلت شامخةً رافضةً لصفقة القرن رغم التعديد والوعيد الأمريكي-الإسرائيلي.هذا هو وقت المبادرة والالتزام بمصلحة الشعب، وهذه ميادين التسابق للقيام بالواجب كل من موقعه وفي مجال اختصاصه.ولا يسعنا سوى التعبير عن دعمنا اللامحدود للخطوات الجريئة التي توفّر لفلسطين مروراً آمناً من هذه الأزمة بأقلّ الخسائر الممكنة.حمى الله فلسطين وشعبها من كل مكروهرئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح
|