وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"اسرائيل" تزاحم المشاريع لحسم السيادة على القدس

نشر بتاريخ: 19/03/2020 ( آخر تحديث: 19/03/2020 الساعة: 11:50 )
"اسرائيل" تزاحم المشاريع لحسم السيادة على القدس
الكاتب: راسم عبيدات
قيام اسرائيل بلدوزرات وجرافات الإحتلال أول امس الإثنين 16/3/2020 بإزالة الأسلاك الشائكة التي تفصل جبل المكبر- صورباهر عن قرية الشيخ سعد،والتي كان يتمكن المواطنين الفلسطينيون من العبور والتنقل منها وبينها الى مدينة القدس وإستبدالها بجدار اسمنتي،يدلل على ان الإحتلال في هذه المرحلة يسعى الى القيام بترجمة صفقة القرن الأمريكية إلى خطوات عملية على الأرض،بحيث يرسم حدود مدينة القدس وفق مصالحه ،ويعزلها عن بقية المدن والقرى الفلسطينية ،وبالذات الواقعة منها جنوب مدينة القدس،وضمن اهداف هذه الخطة وفي قلبها مشروع الشارع الأمريكي،الذي يجري تنفيذ اعماله الإنشائية على مدار الساعة من صورباهر مروراً بأحياء جبل المكبر والذي يلتهم مئات الدونمات من أراضي السكان ويهدد بالهدم عشرات المنازل المبنية على جانبيه.... وفي المنطقة المسماة بواد النار،ذات التضاريس الصعبة في جبل المكبر يعمل الإحتلال على اقامة جسر هو الأعلى والأطول لخدم الإستيطان والمستوطنات والمستوطنين،حيث سيربط هذا الجسر المستوطنات والبؤر الإستيطانية الواقعة داخل جدار الفصل العنصري مع الأخرى التي تقع خارج هذا الجدار،ربط مستوطنات "جيلو" وجفعات همتوس" و"هار حماه " أبو غنيم،مع مستوطنات شمال شرق المدينة "معالية ادوميم" و"ميشور ادوميم" و"كيدار" و"متسبيه يريحو"،وسيكون ذلك عبر نفقين واحد من منطقة دير السنة وتحت بلدة ابو ديس ونفق أخر اسفل جبل الزيتون،ويلتقي النفقان اسفل معبر الزعيم ضمن ما يسمى بشارع السيادة الذي تحدث عنه وزير جيش الإحتلال بينت،بحيث يجري العمل على إقامة بنى تحتية لشارعين منفصلين، واحد للمستوطنين واخر للفلسطينيين،ويمتد هذا الشارع الى بادية القدس والأغوار،والهدف تنفيذ مخططات الضم وفق ما يسمى بصفقة القرن.ومخطط شارع الطوق سيعزل ستة ألآلآف مواطن من اهالي قرية صورباهر عن قريتهم ومدينتهم،ويمنعهم من الوصول الى اربعة ألآلاف دونم من اراضيهم الواقعة ضمن مناطق ( ألف وباء ) في الضفة الغربية،مشروع ضم اكبر مساحة ممكنة من الأرض وأقل عدد من السكان.

مشروع الشارع الأمريكي ،هو مشروع جديد قديم،مقر منذ عام 1995 ،وهو يلتهم مئات الدونمات من أراض جبل المكبر،هذا الشارع الجاري تنفيذه رفضت كل اعتراضات السكان لتقليل عرضه من 32 متراً مربعاً الى 24 متراً مربعاً او 18 متراً مربعاً،والغريب هنا بدلاً ان تعوض بلدية الإحتلال السكان عن اراضيهم التي سيلتهما الجدار بإعطائهم الرخص للبناء السكني،وجدنا بانها اعطت تراخيص لأبنية تجارية بنسبة 80 % مقابل 20 % للسكن،تلك الأبنية التجارية التي ستقام في مناطق وعرة جدا،وعملية تأهيلها تحتاج الى مبالغ مالية باهظة وإمكانيات ضخمة،والمخطط الذي يستهدف إقامة أبنية تجارية وفنادق ومناطق صناعية ومرافق عامة وسكة حديد سيقام على ارض فلسطينية خاصة،ويهدد بالهدم لعشرات المنازل في احياء جبل المكبر.

من الواضح انه في ظل إنشغال العالم في محاربة فيروس " الكورونا" الوبائي،فإن اسرائيل ماضية في مشاريعها ومخططاتها الإستيطانية،لكي تغير المشهد الكلي في المدينة،فنحن نشهد هجمة استيطانية مسعورة لإقامة وحدات إستيطانية بالألآف في مدينة القدس من جبل ابو غنيم الى خربة الرابية" جفعات همتوس" في بيت صفافا الى "جفعات يائيل" في بلدة الولجة، ومنطقة عطاروت وقلنديا والمطار الى إقامة أكثر من 3500 وحدة إستيطانية في المنطقة المسماة (E1)،من أجل عزل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها ووسطها عن شمالها وجنوبها،والإغلاق الكلي لبوابة القدس الشرقية،وبما يربط المستوطنات الواقعة شمال شرق مدينة القدس،مجمع"معالية أدوميم" الإستيطاني بمدينة القدس،وتصبح جزءاً من ما يسمى بالقدس الكبرى....والأمور ليست وقفاً على هذا الجانب أو المجال،فنحن نرى بان حكومة الإحتلال تصعد من عمليات " ذبح " الحجر الفلسطيني من خلال توسيع عمليات الهدم،كما جرى في منطقة واد الحمص/ صورباهر،فقد طالت عمليات الهدم في تموز من العام الماضي أكثر من 72 شقة سكنية،تحت ذريعة الأمن والقرب من جدار الفصل العنصري،رغم أن تلك الشقق السكنية والبنايات حاصلة على تراخيص من السلطة الفلسطينية...والآن تجري محاولات جادة من قبل ما تسمى بسلطة حماية الطبيعة والحدائق العامة،من اجل السيطرة على منطقة واد الربابة في سلوان،بذريعة تحويل المنطقة الى حدائق عامة،والهدف إستيطاني بحت،تزوير الواقع والتاريخ،وفي سلوان أيضاً تجري عملية تطهير عرقي غير مسبوقة بحق 82 عائلة مقدسية في منطقة بطن الهوى،جرى طرد وترحيل 10 عائلات منها حتى اللحظة،بذريعة ان الأبنية الفلسطينية مقامة على أرض يملكها يهود منذ عام 1881 .وما يجري في سلوان يجري في منطقة الشيخ جراح وكبانية ام هارون،طرد وترحيل لعشرات العائلات المقدسية،تحت نفس الذريعة والحجة .

وهنك خطر جدي وحقيقي أخر،يتمثل فيما يجري تداوله في الأروقة السياسية والدينية الإسرائيلية، مؤخراً، بما يسمى بالمخطط المعتدل لتقسيم المسجد الأقصى المبارك دون هدم مبانٍ، ويمكن اعتماده “كحلٍّ وسط” لبناء الهيكل دون هدم قبة الصخرة المشرفة، التي تُعدّ بؤرة ذلك الهيكل المزعوم ومركزه.

وهذا المخطط يهدف إلى بناء الهيكل المزعوم في شمال صحن الصخرة المشرفة مع الإبقاء عليها للمسلمين دون هدمها، ويقتطع الساحة الشمالية بالكامل لإقامة البناء بشكل مستطيل (شرق غرب)، حسب البوابة السفلية الموازية لباب الرحمة، بحيث يتم اقتطاع أكثر من ثلث مساحة المسجد الأقصى المبارك في المرحلة الأُولى من الاحتلال والسيطرة، ليبقى المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة دون أي تغيُّر.

وقد راج وانتشر خلال الأشهر القليلة الماضية مثل هذا المخطط بالتوازي مع صفقة القرن التي يتبناها اليمين المسيحي المتصهين، وكذلك تدعم هذا التوجه شريحة كبيرة من الإنجيليين المتصهينين وتدعو علناً إلى الشروع بتنفيذه بصورة متدرجة وغير صاخبة بالتنسيق مع من يسمونهم المعتدلين من العرب الذين يتفقون على التطبيع والشراكة والتسامح الديني، على حد زعمهم.

ووفق ذلك المخطط الإسرائيلي الأمريكي اليميني: “تبدأ عملية تنفيذ هذا المخطط العدواني على المسجد الأقصى بتهيئة باب الرحمة من الخارج لافتتاحه، ثم وضع “مذبح الهيكل” في قبة الأرواح، ثم إحاطة القبة لاحقاً بخيمة، ثم عزلها بسور خفيف عن غير اليهود، ثم توسعة السور ليضم شمالي صحن الصخرة حتى باب الرحمة، ومن ثم فتح باب الرحمة، ثم الشروع بالبناء الفعلي”.

"اسرائيل " ماضية في مشاريعها ومخططاتها،في ظل انشغال العالم بفيروس" الكورنا" الوبائي ،فهي تعمل على فتح الطرق الى مستوطنة " معاليه ادوميم" وتقوم بتعبيدها،وكذلك تعبيد الطرق المؤدي لبرية القدس وفتح شارع الزعيم،وبناء جدار الفصل العنصري حول قرية الشيخ سعد،كل ذلك يجري لتنفيذ عمليات الضم والتهويد في القدس والأغوار وشمال البحر الميت.