|
معركة الكرامة أعادت الاعتبار للشرف العسكري العربي
نشر بتاريخ: 23/03/2020 ( آخر تحديث: 23/03/2020 الساعة: 11:37 )
الكاتب: عباس زكي
تركت هزيمة حزيران 1967 أجوائها المحبطة على الأمة العربية بتدمير القوة العسكرية العربية، واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة، وعادت ثلاث جيوش عربية تجر أذيال الهزيمة يعتصرها الألم بفعل هذه النكسة أمام ارتفاع معنويات قوات الاحتلال الصهيونية. فقد تباهى وزير الحرب الصهيوني موشي ديان حينها عندما قال " نحن الجيش الأسطورة في التفوق والقدرة ...الجيش الذي لا يقهر" وانتظر يومها إلى جانب الهاتف ليتلقى اتصالات القادة العرب ليوقعوا صكوك الصلح والاستسلام .رفضت الجماهير العربية في مصر إعلان جمال عبد الناصر تنحيه عن الحكم على إثر الهزيمة، وأعادته إلى الحكم على قاعدة رفض الهزيمة والاستمرار في المواجهة التي تتطلب آليات عمل جديدة في الجيش المصري وكافة ميادين العمل السياسي. وعلى المستوى الفلسطيني رفضت حركة فتح منطق الهزيمة وجمعت ما أمكنها من أسلحة تركتها الجيوش العربية المهزومة، واستمرت في التعبئة القصوى حيث استدعت جميع كوادرها التنظيمية في العالم إلى سوريا، وبدأت بتنظيم دورات عسكرية شاقة، استعدادا لتحمل مسئولياتها الوطنية والقومية باعتبارها الطليعة لهذه الأمة، ورأس الرمح بالصراع العربي – الصهيوني.وانتصر لفكرتنا الرئيس عبد الناصر الذي لم يكن على وفاق مع حركتنا، كما أن مجموعاتنا الفدائية كانت ملاحقة في أكثر من ساحة...ووصل الأمر إلى اعتقال بعض خلايانا المقاتلة، إلا أن الرئيس عبد الناصر أدرك دور حركة فتح بعد الهزيمة وأرسل لفتح نداء قال فيه " يا شباب الفتح هبوا وقاتلوا حتى ولو بإشعال الحرائق ... فإنكم إن لم تفعلوا فلن ترفع أعلاما عربية على أرضكم " كان لهذا النداء مكانة القداسة لدى قيادة فتح، فتوجه الأخ أبو عمار وأبو صبري إلى الأرض المحتلة فورا للمسح والاستطلاع والتحضير اللائق لإشعال الأرض المحتلة نارا تحت أقدام الاحتلال، فأنشأ القائد ممدوح صبري صيدم " ابو صبري " وهو من أبرز عسكريي فتح قاعدة فتحاوية في بيت فوريك / نابلس جبل النار، وأسس أبو عمار قاعدة له في قباطية / جنين القسام أو " جينينغراد " على حد وصف ابو عمار، حيث التقى مع عدد من وجهاء قباطية وشخصيات جنين في البيت العتيق " بيت عزت أبو الرب " خطاب " وبايع المجتمعون ابو عمار على الانضمام للثورة عبر عمودها الفقري فتح. فكانت الذكرى الثالثة لانطلاقة العاصفة في الأول من يناير عام 1968 مذهلة للعدو فتعددت العمليات العسكرية في مختلف مناطق الأرض المحتلة، وبدا واضحا التعاون بين الفرقة العسكرية الأردنية الأولى بقيادة مشهور حديثة الجازي الذي عمل على مدار الساعة لإعداد هذه الفرقة لرد الاعتبار للعسكرية العربية....وأمام الضربات الموجعة التي وجهتها قوات العاصفة الجناح العسكري لفتح ضد الاحتلال، والخسائر التي لحقت بقواته، جعلت وزير الحرب الصهيوني موشيه ديان يدلي بتصريحه المشهور والذي قال فيه " استطيع أن أصل إلى ما تصل إليه طائرة الفانتوم... وأن فتح كالبيضة في يدي احتاج إلى شيء من الضغط حتى اسحقها " . وقد تعززت قواعد فتح في غور الأردن الذي أصبح بالنسبة لنا المناطق الآمنة التي يتعايش فيها الفدائي مع المواجهة والقصف اليومي فيصبح مؤهلا للعمل الفدائي على قاعدة الصمود والحيطة والحذر. وقبل معركة الكرامة البطولية بثلاثة أيام، أي يوم الاثنين 1968/ 3 /18وصلت معلومات لقيادة فتح من المخابرات الحربية المصرية تؤكد بأن إسرائيل ستقوم بغزو شامل لغور الأردن بهدف القضاء على رجال المقاومة. وعلى ضوء هذه المعلومات توجه الزعيم ياسر عرفات على رأس وفد من حركة فتح إلى قائد الجيش الأردني عامر خماش... ويومها كان الفريق محمود عريم قائد القوات العراقية ونائبه اللواء حسن النقيب متواجدان إلى جانب الخماش ، حيث كانت القوات العراقية قد جاءت إلى الأردن للمشاركة في حرب حزيران ولم تنسحب بعد، وعندما أبلغهم عرفات بالمعلومات بشأن عزم القوات الإسرائيلية شن هجوم على منطقة الأغوار، رد الخماش قائلا انه يعلم بالأمر... وأن جلالة الملك حسين أرسل رسالة إلى صناع القرار الدولي محذرا من مغبة أي هجوم على الأراضي الأردنية ... ولدى سؤال أبو عمار عن دور الفدائيين فيما إذا وقع الهجوم رد الخماش بقوله " انتم خميرة الأمة ...اتركوا المنطقة ولا تطعموا أجساد فدائييكم للدبابات... إنها معركة جيوش عسكرية نظامية ... عاد عرفات وابلغ من تواجد من القيادات في الكرامة برأي الجيش الأردني والعراقي بضرورة الانسحاب، وهو ما ينسجم مع قانون حرب العصابات " إضرب إذا أقبل العدو واهرب... وإذا أدبر العدو اضربه ولكن لا تضرب الرأس... بل الأطراف كي لا يعطي أمرا حاسما بالهجوم عليك " ... عندها قال عرفات عكس ذلك تماما " لكننا نحن ننتمي إلى امة فاقدة النصر ...والنصر ثمنه الدم .. فمن أراد منكم أن ينزف دما ليصنع نصرا لامته فليبقى معي ...ومن يغلب قانون حرب العصابات فله الحق بالانسحاب ولا عيب في ذلك ". وفي اليوم التالي الثلاثاء 19 / 3 دعا الأخ أبو عمار إلى اجتماع لقادة القواعد وقال " كل من في السهل سيستشهد أو يؤسر... فمن يرغب قي الصعود إلى الجبل ليفك عنا الطوق فليفعل " فخرج عدد من الفدائيين إلى الجبال، وكانوا أول من اشتبكوا مع سلاح المظليين الإسرائيليين. ويوم الأربعاء 20 / آذار / 1968 قام أبو عمار بجولة تفقدية، فرأى خندقا متقدما على نهر الأردن فاستدعى الشهيد عبد المطلب الدنبك " الفسفوري " وهو من مدينة " نابلس جبل النار " الذي حفر الخندق، وطلب منه تغيير موقع خندقه تحسبا أن يكون الخندق معبرا للدبابات الإسرائيلية ... فقال له الفسفوري : ألم تلغي يا أبا عمار قانون حرب العصابات بقانون الصمود ؟... فقال له نعم .... ألم تقل أن من في السهل سيستشهد أو يؤسر؟ قال نعم .... عندها قال الفسفوري " أنا لم آتي لحفر خندق لأقاتل منه فقط... بل آتيت لحفر خندقي وقبري ليكون متقدما على قبوركم جميعا " وكذلك فعل المهندس ربحي وأبو أمية الذين لفوا أنفسهم بالأحزمة الناسفة استعدادا لتفجير أنفسهم بدبابات العدو، بالإضافة إلى ابو علي المدني وأبو هواش، وغيرهم الكثيرون الذين قاتلوا كل في موقعه ببسالة نادرة. بهذه الروح خاض مقاتلونا معركة الكرامة فجر يوم الخميس الحادي والعشرون من مارس / آذار / 1968 ردا على تصريحات دايان عشية المعركة التي قال فيها " أنا ذاهب لتطهير أوكار المخربين ولأحضرهم بحواماتنا بالشباك إلى ساحات إسرائيل " .ومع بطولات وتضحيات فدائية عالية المستوى... وصمود الجيش العربي الأردني في ارض المعركة... ولهيب نيران المدفعية السادسة الثقيلة المتمركزة في جبال السلط التي أمطرت بقنابلها أرتال الدبابات الإسرائيلية المتجهة إلى الكرامة عبر الجسر، جعلت العدو يعيش بذهول غير مسبوق ووضعته في حالة إرباك و فرضت عليه أن يطلب وقف إطلاق النار الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، إلا أن الجانبين الفلسطيني والأردني رفضا وقف القتال ما دام بقي جندي إسرائيلي واحد على الأراضي الأردنية. صنع الفدائيون الفلسطينيون جنبا إلى جنب مع الجيش العربي الأردني ملحمة بطولية انتهت بانتصار كبير وهزيمة نكراء لقوات الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ بالانسحاب بصعوبة مع حلول مساء يوم الخميس مخلفا وراءه بعض أسلحته ودباباته التي عرضت علنا أمام الجماهير في ساحة المدرج الروماني بعمان دلالة على خسارة الجيش الذي قيل عنه لا يقهر. ويومها أعلن المرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال " نحن الفدائي الأول " . وأمام هذا الانتصار ارتفعت معنويات الشعب الأردني...وامتلأت شوارع عمان بالأناشيد الثورية التي تؤكد التلاحم الفلسطيني – الأردني وكان أبرزها " وحدنا الدم يا كرامة وحدنا الدم ...والشمل إلتم يا كرامة والشمل إلتم .... كنموذج للدعوة لوحدة الأمة العربية لمواجهة الاحتلال....كانت مسيرات وداع شهداء الكرامة مليئة بالفخر والاعتزاز والكبرياء... ورفعت الجماهير شعارات ثورية مفادها بأن المقياس الحقيقي لأية ثورة هو بمقدار ما تنزفه من دماء... وما تقدمه من تضحيات ...والنصر له ثمن ...ودماء الشهداء شموع تضيء لنا الطريق ....وبالتالي كانت تضحيات الفدائيين والأردنيين ودمائهم الزكية الطاهرة قد ردت الاعتبار إلى امتنا المهزومة، وأعادت الشرف العسكري العربي... وسرعان ما استقبل الرئيس عبد الناصر وفد قادة فتح المكون من " أبو عمار.. وصلاح خلف.. وفاروق القدومي.. وهايل عبد الحميد " ...وعندها قال عبد الناصر " فتح أنبل ظاهرة وجدت لتبقى ... ورد عليه عرفات " لتبقى وتنتصر يا سيادة الرئيس " وزود عبد الناصر ثورتنا الفلسطينية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الآر.بي.جي، ومن ثم اصطحب عبد الناصر ياسر عرفات إلى الاتحاد السوفيتي وقدمه للقادة السوفيت كقائد للثورة الفلسطينية .. وفتحت مصر معسكر إمبابة لتدريب الفدائيين، كما فتحت العراق معسكر الرشيد، وتحولت الأردن إلى هانوي العرب ...وكانت سوريا الحاضنة لفضائها الأرحب لرجال العاصفة، والجزائر اعتبرت استقلالها ناقصا ما دامت فلسطين غير محررة، هذا بالإضافة إلى العلاقة التاريخية التي ربطت فتح مع الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني العظيم ... وعلى ضوء نتائج معركة الكرامة أصبحت حركة فتح العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية والرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط والخصم الذي يحسب له الإسرائيلي ألف حساب ...ولم تعد فتح بيضة في يد ديان قابلة للكسر، حيث اعترف ديان حينما سئل عن فتح بعد المعركة قائلا : " إن من يضع يده في بيت الدبابير عليه أن يتحمل لسعها " وأضاف " ماذا افعل إذا من هم أمامنا قد قرروا الموت، لو فعلوا عكس ذلك لقضي الأمر " ...وبالنتيجة شكلت الكرامة بصمود الفدائيين وبسالة الجيش العربي الأردني مفاجأة مذهلة لرئيس وزراء العدو الصهيوني ليفي أشكول، ورئيس أركانه عوزي نركيس ولوزير الدفاع موشيه دايان، وجعل العديد من العسكريين والسياسين أن يكتبوا عن معركة الكرامة، ومنهم ارنولد تويمبي " المؤرخ البريطاني الشهير الذي كتب "عجبي أن فتح لا تعرف ماذا تصنع... إنها لا ترسم خارطة فلسطين بل ترسم خارطة الشرق الأوسط" وقال الصحفي الهندي كرانجيا " فتح عكست قوانين الصراع في المنطقة.. وفتحت المجال لحرب الشعب طويلة الأمد ولم يعد بمقدور العدو معرفة ما يملكه من أسلحة وحماية نفسه من مفاجآتها البطولية" . وعلى مستوى الجماهير الفلسطينية فقد تهافت آلاف المتطوعين للانضمام لقوات العاصفة، حتى أن العديد من العرب من مختلف الدول العربية التحقوا بالثورة الفلسطينية وكان أبرزهم الأمير فهد الأحمد من الكويت... كما زار الأغوار الزعيم الأممي تشي غيفارا..وهكذا أصبح الفاتح من يناير 1965 يوما وطنيا للشعب الفلسطيني وعيدا لانطلاق ثورته، والحادي والعشرين من مارس / آذار 1968 ميلاد حقيقي للثورة الفلسطينية. فكما كانت مصر أم الدنيا أصبحت فتح أم الجماهير والحركة المعبرة عن إرادتها ....وأمام هذا النصر الكبير الذي تحقق في هذه المعركة البطولية وشهادات العدو قبل الأصدقاء والوقائع والحقائق في الميدان، إلا أن البعض وبخاصة المسكونين بالرعب من أمريكا وعملائها الذين يملأ قلوبهم الحقد الدفين أزعجهم امتزاج الدم الفلسطيني – الأردني الذي صنع النصر في الكرامة ليتنكر لدور الجيش العربي الأردني في المعركة تارة، والتشكيك بدور فتح والفدائيين تارة أخرى...فهؤلاء لا صلة لهم بالكرامة بمعناها اللغوي والأخلاقي والجغرافي والوطني... فما زالت تكتيكات المعركة تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية. فكما نجحت فتح في قلب قانون حرب العصابات في معركة الكرامة وصنعت النصر، فقد نجحت اليوم وهي صاحبة المبادرات الثورية بالانقلاب على الروتين العربي في مرحلة الضياع والهبوط؟، لأنها ما زالت تدرك المستقبل أكثر من غيرها... وما زالت فتح تقود المشروع الوطني وتشكل العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقود المعركة السياسية بجدارة ضد التحالف الصهيو أمريكي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية في ظل الخذلان العربي الرسمي تجاه النضال الوطني الفلسطيني. إنني أتوجه اليوم في الذكرى الثانية والخمسين لمعركة الكرامة وهو اليوم الخالد في حياة الفلسطينيين لأقول للفتحاويين تمايزوا يا قوم فأنتم تستندون إلى ارث نضالي من المستحيل التفريط به..وأنتم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمكم الجميل ... حلم إقامة الدولة وعاصمتها القدس.... فقدركم الصمود في ظل غياب الحاضنات العربية ووصول التطرف لدى العدو الصهيوني الفاقد لكل معاني الإنسانية إلى ذروته، وبدعم غير محدود من الولايات المتحدة لأمريكية التي وصلت وفق التطور التاريخي للنظام الرأسمالي إلى ذروة الامبريالية التي تنتعش فيها الاحتكارات العالمية، وتنتهي فيها القوانين الإنسانية، ويصبح الهدف الأسمى هو الربح دون الحساب للويلات والكوارث التي تحل بشعوب هذا الكوكب .... هذه هي فتح... سمات الرواد الذين يصنعون من ضعفهم قوة، فحكومة فتح اليوم برئاسة الأخ الدكتور محمد اشتية وبتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس تمردت على الروتين القائم بانتظار الموت من الوباء الجديد الذي يهدد البشريةـ. وانتصرت لحياة شعبها أولا باتخاذ الإجراءات المطلوب اتخاذها بعد الصين، وكأنها بذلك تؤكد مجددا العلاقة التاريخية بين فتح والحزب الشيوعي الصيني العظيم الذي ضبط مليار ونصف من البشرية، وحاصر الوباء ونجح بالقضاء عليه. فقد كانت الإجراءات مستهجنة لذوي الثقافة والتبعية للإدارة الأمريكية المتصهينة، ولكنها أجبرت على اللحاق بركب حكومة فتح وممارسة ما كان مستهجنا بالفعل .أيها الفتحاويون حافظوا على تراثكم حفاظكم على حدقات العيون ...اقبضوا على الجمر فالمستقبل لكم... والعالم كله سيدرك أن عدوكم عدو للإنسانية جمعاء ...هذه هي فتح صاحبة الفكرة الملهمة والتي تتمتع ببعد النظر ووضوح الرؤيا، فهي لم تفقد البوصلة يوما، ولديها من الإبداعات النضالية ما يؤهلها لأن تنجح إنشاء الله في تجسيد حلم شعبنا في العودة وحقه في تقرير المصير وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . تحية لشهداء فتح بالكرامة...تحية لشهداء الجيش العربي الأردني.... ولكل شهداء أمتنا العربية و شهداء ثورتنا ورمزها الزعيم الخالد ياسر عرفات ....تحية لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال .... وتحية للام الفلسطينية النموذج الأرقى في المعاني الإنسانية بمناسبة اليوم العالمي للام .... وبمناسبة عيد الإسراء والمعراج الذي يصادف اليوم أسأل أن يبارك بشعبنا الصامد والمرابط في القدس كما بارك بالمسجد الأقصى المبارك....وإنها لثورة حتى النصر
|