وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

افتتاح المؤتمر العلمي في جامعة بيرزيت حول معالجة المياه العادمة

نشر بتاريخ: 03/04/2008 ( آخر تحديث: 03/04/2008 الساعة: 12:53 )
رام الله - معا - افتتح معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء 2 نيسان 2008، وبالتعاون مع سلطة المياه (PWA) والمركز الدولي للبحوث والتنمية (IDRC)ومؤسسة التعاون الفني الألماني (GTZ) وشبكة(POWER)، المؤتمر العلمي الأول حول معالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها لإدارة الطلب على المياه في فلسطين، بمشاركة رئيس الجامعة د. نبيل قسيس و رئيس سلطة المياه فضل كعوش، ورئيس الممثلية الألمانية السيد يورج راناو، ومدير معهد اليونيسكو-أي اتش إي ريتشارد ميجينك.

وأكد د. قسيس أن إقامة هذا المؤتمر يأتي تأكيداً على أهمية المياه كأساس للحياة وأحد المقومات الرئيسية للتنمية المستدامة. موضحاً أن بلدان الشرق الأوسط تعاني بشكل عام وفلسطين بشكل خاص من شح مقلق للمياه وسط طلب متزايد على هذا المصدر، فقد كانت السيطرة والتحكم بحوض نهر الأردن وطبريا ومصادر تغذية الأحواض المائية في فلسطين من أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل لاحتلال الضفة الغربية وغيرها عام 1967. ولا تزال كافة مصادر المياه الفلسطينية السطحية والجوفية بما في ذلك حقوق الفلسطينيين في حوض نهر الأردن تخضع لعمليات السيطرة والنهب والاستغلال والاستنزاف من قبل الإسرائيليين وحرمان للفلسطينيين من الانتفاع بمصادرهم المائية.

وأشار د. قسيس أن الممارسات الإسرائيلية تمثل انتهاكا فاضحا لقواعد القانون الدولي التي تكفل حق شعبنا في ممارسة سيادته القانونية على مصادره وثرواته الطبيعية. وتماشيا مع سياستها الاستعمارية العنصرية ، فقد عمدت اسرائيل إلى بناء جدار الضم والتوسع الذي صادر العديد من آبار المياه الفلسطينية ومنع أصحابها من استغلالها، وببناء الجدار ضمنت إسرائيل استمرار عمليات سحب ما يزيد على 400 مليون متر مكعب سنويا من مياه الحوض الغربي المتجددة.

وأكد د. قسيس أن جامعة بيرزيت ومن خلال معهد الدراسات البيئية والمائية تلعب دورا حيويا في تنمية قطاعي المياه والبيئة من خلال تقديم الدعم الفني المناسب للمؤسسات الوطنية المعنية، وبناء القدرات من خلال البرامج الأكاديمية والدورات التدريبية وورشات العمل المختصة والأبحاث العلمية التطبيقية.

وشكر كعوش الجهات التي ساهمت في تطوير الخدمات الحياتية للشعب الفلسطيني وخاصة قطاع المياه، مؤكداً أن يوم المياه العالمي ليس احتفالاً وإنما إحياءً وتقييماً واعياً ومدركاً لقضية المياه، فالعالم يواجه خطراً متزايداً من جراء تدمير قطاع المياه العذبة المتجددة، ففي عام 1950 كان متاح للمواطن العربي ما يزيد على 4آلاف متر مكعب في السنة، أما هذا العام فيحصل المواطن العربي على 1300متر مكعب في السنة، أما في 2050 فيتهدد خطر انعدام المياه العذبة في المنطقة العربية.

وأشار كعوش أن مياه الصرف الصحي هي مصدر أساسي يمكن التعويل عليه كبديل لقطاع الزراعة، ولكن هذا لا يعني التنازل عن الحق المائية الفلسطينية، فأساس المفاوضات الحالية هي إستعادة الحقوق الفلسطينية ومنها الحق المائي.

ومن جانبه أوضح رئيس الممثلية الألمانية إلى أهمية المياه كمستقبل للتنمية المستدامة، فيوم المياه العالمي يسلط الضوء على قضايا المياه العادمة والجوانب الصحية المترتبة عليها، مسلطاً الضوء على قطاع غزة الذي يعاني فيه مليون ونصف فلسطيني من شح المياه والظروف غير الصحية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض التي تهدد حياتهم وبيئتهم.

وأشار إلى بعض مشاريع التعاون الفلسطينية الألمانية في مجال الصرف الصحي في بيت لحم وبيت جالا ونابلس، مضيفاً أن مدينة البيرة هي المدينة الفلسطينية الوحيدة التي تمتلك نظام سليم للصرف الصحي بدعم ألماني، أما مدينتي رام الله وطولكرم فتم استصلاح نظام الصرف الصحي فيها. مؤكداً على استمرار مثل هذه المشاريع ليتمكن المواطن الفلسطيني من الحصول على شبكات صرف صحي أفضل في كل من غزة ونابلس وبعض القرى المحيطة بطولكرم.

وأشاد مدير معهد اليونيسكو-أي اتش إي ميجينك بدور معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت المتميز الأمر الذي دفع إلى توقيع ميثاق الشراكة في التعليم في مجال المياه عام 2002، مستعرضاً بعد ذلك انجازات اليونيسكو ومن ضمنها التعاون المشترك مع جامعة بيرزيت والتي تهدف إلى تقوية القطاع المائي الفلسطيني، وتطوير قدرات البحث، وبرنامج الماجستير في الهندسة المائية لتطوير البحث الإستراتيجي والتطبيقي، بالإضافة إلى برنامج تطوير العاملين وإجراء الأبحاث للحصول على درجة الدكتوراه.

كما أشاد مسؤول برنامج بور السيد يتزي هون بدور جامعة بيرزيت الرائد في مجالات التعاون المشترك، وواصفاً إياه بالتعاون الجوهري.

وقدمت فرقة مدرسة مدرستي الفرندز والكاثوليكية أنشودة " الماء" أعدت خصيصاً لهذا المؤتمر، فيما قدم مسرح عشتار عرضاً مسرحياً تناول خلالها قضية إعادة استخدام المياه الرمادية.

واستعرض منسق مشروع وادي مينا الذي ينظمه معهد الدراسات البيئية والمائية د.ماهر أبو ماضي في الجلسة الأولى من المؤتمر بعنوان: "المياه العادمة:استراتيجيات وسياسات"، فعاليات المشروع والنتائج الأولية التي توصل إليها فريق البحث من خلال عقد 9 ورشات عمل متخصصة.

وأوضح قاسم عبده من وزارة الزراعة في ورقته "الخبرات الفلسطينية في إعادة استخدام المياه المعالجة "، أن شح المياه والضغط المتواصل عليه كان سبباً للنظر للمياه العادمة المعالجة كجزء من الإدارة المتكاملة للمياه، فشح المياه يهدد قطاع الزراعة في الحاضر والمستقبل كونه عامل مهم في الحصول على الغذاء الآمن للتجمعات السكانية الفلسطينية. كما طرح بعض الأمثلة للجهود المؤسساتية لإيجاد بعض الحلول للجوانب الاجتماعية الاقتصادية المقبولة لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة.

في حين أشار المهندس في سلطة المياه حازم كتانة في ورقته "نحو إستراتيجية فلسطينية لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة"، أنه مع وجود السلطة الفلسطينية تم التخطيط للعديد من محطات معالجة المياه، وتم اعتبار المياه العادمة المعالجة كمصدر استراتيجي مهم وغير تقليدي للمياه في فلسطين. مشدداً على أن إعادة استخدام المياه العادمة في فلسطين تحدٍ كبير للمجتمع الفلسطيني لأنه يمس الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية، لذلك قامت سلطة المياه الفلسطينية والتي طالبت بضرورة مسودة للسياسات والاستراتيجيات الخاصة بإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة.

وعرض المهندس علي سعدي من سلطة المياه في غزة فلماً وثائقياً حول الوضع المأساوي لمياه الصرف الصحي في قطاع غزة.

وناقشت الورقة التي قدمها كل من المهندس من بلدية الخليل عماد الزير والمحاضر في جامعة بيرزيت د.عصام الخطيب بعنوان: "إمكانية إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة للري في محافظة الخليل"، الإستفادة التي يمكن أن نجنيها لو تم معالجة المياه العادمة في الخليل والتي يمكن أن تصل إلى 20 مليون متر مكعب والتي تكفي لري 18.250 دونم من الأراضي الزراعية في هذه المحافظة.

وتناول المحاضر في الجامعة د. نضال محمود في الجلسة الثانية في ورقته "معالجة المياه العادمة القوية باستخدام UASB-Septic Tank Systems"، أن هذا النظام أكثر فاعلية من نظام AH-septic tank reactor في معالجة المياه العادمة قوية التركيز.

فيما أفادت الدراسة التي قدمها أستاذ معهد الدراسات البيئية والمائية راشد الساعد، والمهندس منذر هند ونايف طماليه، بعنوان: "محطة البيرة لمعالجة المياه العادمة: فاعلية التشغيل وجودة المياه المعالجة لإعادة الاستخدام"، أنه بغض النظر عن القدرة التصميمية وطريقة التشغيل لمحطة معالجة المياه العادمة فإن الإدارة المناسبة تحدد طبيعة مدى مناسبة أي محطة تم التخطيط لها لإعادة استخدام المياه العادمة. كما أشارت الدراسة التي قدمها د.إلياس أبو مهر من معهد الأبحاث التطبيقية أريج بعنوان: "تحديات معالجة المياه العادمة باستخدام محطات معالجة منزلية"، أن استخدام محطات المعالجة صغيرة الحجم يمكن أن تحل مشاكل المياه العادمة في التجمعات السكانية صغيرة الحجم.

وفي الجلسة الثالثة قدم كل من روديجر هايدبرخت وروبرت جيتش ثلاثة دراسات، حيث تمحورت الدراسة الأولى حول خبرات مشروع إيكوسان خاصة وأن المعلومات المتوفرة حول هذا المشروع مهمة من النواحي الفنية والتنظيمية، بالإضافة إلى الجوانب المالية، كما تصف خبرات محددة حول جوانب الإصحاح. أما الدراسة الثانية فدارت حول الأمن الغذائي وأنظمة الإصحاح المنتجة والتي أوضحت إمكانية تكامل أنظمة الإصحاح مع الزراعة وبالتالي زيادة الأمن الغذائي العالمي، في حين أوضحت الدراسة الثالثة أهمية الإصحاح الايكولوجي من ناحية المبادئ والتقنيات مع استعراض عدداً من الأمثلة على مشاريع تم تنفيذها في هذه الدول.

واختتمت جلسات اليوم الأول بورقة قدمها المهندس جمال برناط من مؤسسة ACDI-Voca حول نظام معالجة المياه العادمة الرمادية كأداة فعالة لإدارة المياه على مستوى المنزل في المناطق الريفية الفلسطينية متخذاً من قرية قبية كحالة دراسية، موضحاً أن نظام معالجة المياه الرمادية أداة فعالة في إدارة المياه على مستوى المنزل في المناطق الريفية الفلسطينية، حيث يتوفر مصدر متواصل للمياه وتحل معظم مشاكل الإصحاح من خلالها.