|
"سميرة" تخاف الغد المجهول وتعجز عن اجابة اسئلة الاطفال الخائفين من ضياع المستقبل
نشر بتاريخ: 05/04/2008 ( آخر تحديث: 05/04/2008 الساعة: 10:56 )
الخليل- معا- محمد عويوي- "أصبحت أعيش في خوف من الغد، من يعيل أسرتي، بعد رميي في الشارع، احلام مخيفة تراودني كل ليلة، وما يزيد خوفي من الغد عشرات الأسئلة من الأطفال التي لا أجد إجابة صريحة لها".
هذا ما قالته لــ"معا " المربية سميرة عبد الرحمن الأعور، معلمة التربية الإسلامية منذ 18 عاماً في مدراس جمعية الشبان المسلمين، عما ستؤول إليه الأمور بعد نفاذ قرار مصادرة المدرسة من قبل سلطات الاحتلال. وأضافت "عندما تصبح حياتك مهددة بالخطر، وأنت لا تعلم كيف ستدفع عنك هذا الخطر، ومتى يزول ، عندها ستوقف حياتك.. وعندما أكون في الصف مع الأطفال، ألاحظ الخوف في عيونهم، وهذا انعكس على التحصيل العلمي لديهم، مما أدى الى تدني معدلاتهم". وقالت: "أحاول جاهدة أنا وزملائي تدريس الأطفال كما كنا نفعل سابقاً ، ونحاول قدر الإمكان امتصاص خوفهم وقلقهم.. لكننا لا نستطيع الاستمرار(..) تحطمت معنوياتنا، فكلما حاولنا تقديم الأفضل تذكرنا بأن مصيرنا الطرد للشارع". المربية سميرة والتي تواجه خطر الطرد للشارع يواجه معها نفس المصير نحو 800 موظف في الجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية الشبان المسلمين، تحولت حياتهم الى جحيم بعد قرار مصادرة أملاك الجمعيتين اللتين يعملون فيهما. ولم يقف الأمر عند الموظفين بل امتد الخوف الى عائلاتهم والذين يقدر عددهم بالمئات، حيث تعرض غالبيتهم لصدمة نفسية. وتقول المربية الخائفة "تعيش أسرتي في صدمة نفسية، فأنا المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من عشرة أفراد، وعلى الرغم من قلة الدخل إلا أننا استطعنا أن نكيف أنفسنا كعائلة مع هذا الدخل، أمي لا تقول لي، ماذا سنفعل بعد مصادرة المدرسة، ولكنني اشعر بالخوف في عيونها وعيون والدي وإخوتي". وأضافت "لم يعد أفراد أسرتي يخبرونني عن طلباتهم، ولم تعد أمي تطلب مني أن أحضر المواد التموينية للبيت كما كانت تفعل سابقاً، لعلمهم بأنني لن أتقاضى راتبي". وحول اتهام سلطات الاحتلال للجمعيتين بأنهما تابعتان لحماس، وإن أبناء أعضاء وقيادات حماس يتلقون التعليم في مدارسها، قالت سميرة "فليأتي العالم كله ويراجع ملفات الجمعيتين المالية والإدارية.. وأنا متأكدة بأنه حينما يتم تدقيق الملفات سيكتشف العالم زيف إدعاء الاحتلال، وآباء الأطفال من كافة التنظيمات الفلسطينية، ونحن في المدرسة نعرف أن لهم هوية واحدة فقط وهي فلسطينيين من سكان محافظة الخليل". وتعلق المربية سميرة وزملاؤها وأطفال المدرسة آمالهم على المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية لوقف الانهيار النفسي الذي يعانون منه، وإلغاء قرار مصادرة أماكن عملهم ومساعدتهم في إعادة البسمة على وجوه الأطفال البائسين. يذكر بان نحو 7000 تلميذ وتلميذة يتلقون التعليم في مدارس الجمعيتين منهم 4000 يتيم ويتيمة وتعيل الجمعيتان 5000 أسرة فقيرة ويعمل فيهما نحو 800 موظف. |