وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجبهة الإسلامية المسيحية: استمرار إغلاق القدس جريمة في حق الديانات السماوية

نشر بتاريخ: 09/04/2008 ( آخر تحديث: 09/04/2008 الساعة: 23:07 )
القدس- معا- حذر الدكتور حسن خاطر الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية من استمرار سياسة الاستيطان والاغلاق والعزل التي تنفذها سلطات الاحتلال في حق القدس والمقدسات.

وقال ان النوايا الاسرائيلية تجاه القدس باتت واضحة وضوح الشمس ، فدولة الاحتلال تعمل بكل إمكانياتها لتهويد المدينة المقدسة وتفريغها من أهلها الاصليين ، وعزلها عن محيطها وامتدادها الجغرافي والديمغرافي ، ليسهل عليها بعد ذلك طمس هويتها العربية ورموزها الدينية ، وتحويلها الى مجرد مدينة تعج بالمتطرفين والمستوطنين اليهود .
وبين الدكتور خاطر ان مدينة القدس على وجه الخصوص لا يمكن ان تخضع لمنطق التهويد ، ولا يمكن للتهويد أن يبتلعها وان ابتلعها لا يمكن ان يهضمها ، لأنها وجدت منذ الأساس لتكون مشفى للبشر من مثل هذه الآفات التي يطغى فيها التفكير الانعزالي والممارسة العنصرية على المحبة والانفتاح ، فالقدس كانت على الدوام مدرسة حقيقية تجسدت فيها قيم التسامح بين الجميع ،وعلمت اتباع الديانات السماوية من مشارق الارض ومغاربها كيف يعيش بعضهم مع بعض، وكيف يتسع كل منهم للآخر في عقائده ومقدساته ولغته وثقافته، وكانت القدس على مدار تاريخها الطويل تجسد هذه القيم وتعمق جذورها في النفوس ، وتمنح الحضارات واتباع الديانات شهادات حسن السيرة والسلوك مع "الغير" ، ان خيرا فخير وان شرا فشر ،وعلى دولة الاحتلال ان تراجع التاريخ !

وقال الدكتور حسن خاطر انه في القرون السابقة التي كانت تطغى فيها النزعة الانانية والحواجز بين الحضارات واتباع الديانات كانت القدس تتميز بانفتاحها وعالميتها ، حتى ان هارون الرشيد استثمر هذه الخصوصية وكان ينظم في المدينة ومحيطها مهرجانا دوليا للتسوق في فصل الربيع من كل عام ، يؤمه مئات الآلاف من البشر من جميع الديانات والجنسيات واللغات ، اما اليوم وبعد ان انفتح العالم على بعضه البعض وتحول كوكب الأرض الى ما يشبه القرية الصغيرة ، وأزيلت الجدران والحواجز من بين الحضارات والشعوب ، وانتشر الحوار بين الحضارات والاديان ،تقوم دولة الاحتلال بالعمل على اختطاف القدس والسير بها في الاتجاه المعاكس للحضارة الانسانية المعاصرة ، وتفرض عليها القيود وتبني عليها الجدران وتسعى جاهدة الى تهويدها تماما واغراقها بالاستيطان وطرد اهلها منها وتحويلها الى ما يشبه " الحارة اليهودية " .
وقال ان استمرار اسرائيل في سياسة عزل المدينة وتهويدها يعد من اكبر الجرائم في هذا العصر ، وهو تعطيل مباشر لرسالة القدس ، واعتداء صارخ على ارادة الله الذي "باركها للعالمين " ومساس خطير بحقوق اتباع الديانات السماوية .
وطالب الدكتور حسن خاطر المجتمع الدولي وكل القوى التي تؤمن بالانفتاح والحوار بين الشعوب والحضارات الى المساهمة في فك الحصار عن القدس والعمل الجاد على ارجاع القدس الى احضان الجميع ، لتمارس دورها الحضاري ورسالتها الخالدة في تعميق اواصر المحبة والتسامح بين بني البشر