وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محاضرة في جامعة بيرزيت بعنوان "الخرسانة وبروتوكول باريس من منظور علم المواد"

نشر بتاريخ: 12/04/2008 ( آخر تحديث: 12/04/2008 الساعة: 17:00 )
بيرزيت-معا- عقدت كلية الهندسة في جامعة بيرزيت اليوم السبت، محاضرة بعنوان :" الخرسانة وبروتوكول باريس من منظور علم المواد "، ألقاها الأستاذ الزائر من معهد ماسيتوسيت للتكنولوجيا MIT البروفيسور فرانز جوزيف أولم.

وأكد عميد كلية الهندسة د.فيصل عوض الله على أهمية استضافة المحاضرين من جامعات مختلفة، خاصة وأنه يتيح الفرصة للطلبة للتعرف على أساليب متنوعة للتعليم والتعلم، وان جامعة MIT تعتبر من أفضل الجامعات في العالم في كافة مجالات الهندسة والعلوم في مجال الهندسة المدنية، واستضافة البروفيسور أولم تفسح المجال لعرض إمكانياته البحثية والتي لها انعكاساتها على الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.

وأوضح د. عوض الله أن كلية الهندسة لديها العديد من العلاقات مع جامعات أوروبية مختلفة، كجامعة دورتمند في ألمانيا، وجامعة العلوم الحياتية في النرويج، وجامعة روما، وجامعتي جنت ولاكامبرا في بلجيكا، مشـيراً الى أن البروفيسـور أولم سيشارك بمحاضرات فـي مؤتمر الخرسانة الذي يعقد في جامعة بيرزيت فـي 4 و 5 أيار 2008 واليوم الهندسي السنوي في 27 أيار2008 .

وأوضح رئيس دائرة الهندسة المدنية د. عمر زمو أن هذه المحاضرة تعرض آخر ما توصل إليه العالم في مجال الخرسانة، خاصة وأن كمية استهلاك العالم من الإسمنت تأتي بعد استهلاك المياه.

وأشار د. زمو إلى أهمية هذه المحاضرة خاصة للحالة الفلسطينية التي ازداد التوسع العمراني فيها والذي يعتمد على الأساليب التقليدية، فهي فرصة لكي يتسنى للمجتمع الفلسطيني البناء حسب المعايير العالمية.

وتناول البروفيسور أولم قضية استخدام علوم النانو، وهندسة النانو (النانو جزء صغير طوله 1×10-9 م) والتعامل مع المادة بشكل كرات صغيرة لملء الفراغات بين الركام الأكبر حجماً بشكل يقلل من الفراغ بين الحبيبات.

وعرض الباحث نتائج بحث لمواد محلية من فلسطين وناقش ميكانيكا هذه المواد مستخدماً مبدأ تكنولوجيا النانو وذلك بهدف توفير استهلاك هذه المواد والتي أصبحت صعبة المنال بحكم اتفاقيات أوسلو وباريس الاقتصادية.

وتعتبر الخرسانة هي المادة الأكثر استهلاكاً على الأرض بعد الماء، حيث يبلغ إنتاج الاسمنت في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم حوالي 2.4 مليار طن سنوياً وهو ما يكفي لإنتاج 20 مليار طن من الخرسانة، أي ما يعادل متر مكعب واحد من الخرسانة للفرد الواحد في السنة، مع العلم أنه لا توجد مواد أخرى يمكن أن تحل محل الخرسانة باعتبارها العمود الفقري لتلبية احتياجات المجتمعات من مباني سكنية، وبنية أساسية من مدارس ومستشفيات، ولكن الخرسانة تواجه مستقبلاً مجهولاً بسبب تزايد تكاليف إنتاج الاسمنت وتزايد الأثر البيئي الناجم عن الإنتاج.

أما في فلسطين فقد أدى الطلب على مواد الخرسانة إلى استيراد الاسمنت إلى الضفة الغربية بمعدل سنوي قدره 1.2 مليون طن وهو ما يكفي لإنتاج 10 مليون طن من الخرسانة لـِ 2 مليون فلسطيني، أو ما يعادل اثنين متر مكعب من الخرسانة لكل فلسطيني في الضفة الغربية في السنة، وهو ضعف متوسط نصيب الفرد من الخرسانة في جميع أنحاء العالم، ولهذا الارتفاع في الطلب مع العرض المحدود وزيادة أسعار الاسمنت مخاطر قد تؤدي إلى أزمة في فلسطين في المستقبل القريب، وهي الأزمة التي يشعر بها الفلسطينيون في غزة الآن، حيث يقتصر استهلاك 1.5 مليون نسمة في غزة على 0.5 مليون طن من الاسمنت، وهذا نصف ما يُستهلك في الضفة الغربية.