|
"والله زمان"- الغزيون متشوقون لسيارات الغاز والمياه العذبة رغم إزعاجها
نشر بتاريخ: 15/04/2008 ( آخر تحديث: 15/04/2008 الساعة: 11:55 )
غزة- معا- حتى تلك الخدمة الإنسانية طالها الحصار وقطّعها إرباً وجعل المواطن الغزي يقف حائراً من أين يتلقى صفعات الحصار الواحدة تلو الأخرى.
"لا وقود بغزة" تمنع آلاف المهام والخدمات الإنسانية آخر ما طالته تلك العبارة "المياه العذبة" و"غاز الطبخ" فهما عمليتان منفصلتان متصلتان، ترتبط إحداهما بالأخرى لأن وسيلة نقلهما للبيوت واحدة " سيارة نقل صغيرة" تحمل خزان المياه العذبة وأنابيب الغاز وتسبقها "السفارة" الموسيقية التي لطالما أزعجت المواطنين وأرّقت نومهم في ساعات الصباح والقيلولة. ويفتقد الغزيون في هذه الأيام تلك السيارات التي تريحهم عناء نقل الماء العذب وأنابيب الغاز إلى منازلهم، سائق إحدى سيارات المياه والتي يتم تكريرها وتنقيتها من الشوائب قال لأحد المواطنين :" إن وفرت لي السولار وفرت لك الماء". مقايضة غير مستحبة ولكنها في غزة غدت ضرورة حتمية إن وٌجد السولار وٌجد الماء العذب، وغير الماء كالغاز مثلاً.. فقد اعتاد الغزيون على "رفاهية" نقل المياه الصالحة للشرب " أو الحلوة" حتى منازلهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء نقلها. وأقدمت أعداد كبيرة من الأسر الغزية على شراء خزانات مختلفة الأحجام للمياه العذبة ومن ثم تعبئتها بواسطة خراطيم كبيرة تمتد من خزان كبير فوق سيارات النقل الى داخل منازلهم، فيما يقوم متعهدون آخرون بتعبئة أنابيب الغاز وإعادتها حتى باب المنزل مقابل عمولة صغيرة، ويحتفظ الغزيون بأرقام هواتف من يتعاملون معهم وبالطبع فقد تلقى هؤلاء آلاف المكالمات التي تطالبهم بالمياه والغاز فكان الرد بالسلب. صاحب سوبرماركت العائلة بشارع الوحدة وسط غزة قال: "يوما بعد يوم افقد المزيد من زبائن المحل فقد بدا الأمر بالألبان ثم البسكويت ثم ثم.. والآن بالماء حيث لا يستطيع المتعهد ملئ الخزان الذي امتلكه لأن سيارته فارغة من البنزين". آخر ضحك ساخراً من السيرج الذي لجأ إليه الغزيون لتسيير مركباتهم وقال:" من الأفضل أن يحتفظوا بالسيرج الأبيض لليوم الأسود" على اعتبار أن غزة يوماً ما ستستيقظ وقد نفد السيرج وبالتالي سيشتاق الغزيون للفلافل. أما آخر ما تفتقت عنه نكات الصحفيين فقد عنون أحدهم اسمه على الماسينجر بالعبارة التالية "قريبا جداً حاركب الحنطور واتحنطر...". |