|
الخليل القديمة تتحدى الاغلاقات بتسيير عربات تجرها الخيول بتمويل بريطاني
نشر بتاريخ: 15/04/2008 ( آخر تحديث: 15/04/2008 الساعة: 20:14 )
الخليل - معا - احتفلت لجنة إعمار الخليل بالتعاون مع القنصلية البريطانية اليوم بإطلاق المشروع الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك بتسيير عربات ناقلة مجرورة بواسطة أحصنه في أحياء البلدة القديمة من مدينة الخليل.
ورحب رئيس لجنة الاعمار الدكتور علي القوا سمي بالسيد "ريتشارد إدوارد ماكبيس" ممثلا عن القنصل البريطاني في القدس والدكتور حسين الأعرج محافظ الخليل والنائب سحر القواسمي الممثل عن المجلس التشريعي وجميع الحضور شاكرا دعم الحكومة البريطانية المستمر للبلدة القديمة، حيث ذكر أن مدينة الخليل تعيش في ظل هجمة من المستوطنين المجاورين لأحياء البلدة القديمة مؤكدا أن الحياة لن تعود إلا بإخراج هؤلاء المستوطنين من قلب مدينة الخليل وأثنى على صمود سكان البلدة القديمة. كما وأكد الدكتور على القواسمي رئيس لجنة إعمار البلدة القديمة في الخليل على دور اللجنة في دعم وتسهيل الحياة لسكان المنطقة وتعزيز صمودهم ضد الإجراءات الإسرائيلية التعسفية الهادفة إلى إخراجهم منها . السيد ريتشارد ماكبيس أكد فيها دعم الحكومة البريطانية للشعب الفلسطيني من ضمنها مؤتمر باريس الذي خصص جزء منه كدعم للشعب الفلسطيني. وذكر أن هناك دافعين لدعم هذا المشروع، الأول أنه سيقوم بتغيير طبيعة الحياة بالنسبة لسكان البلدة القديمة لأن الخليل من أكثر المدن الفلسطينية التي تعاني من وجود المستوطنين. والسبب الآخر هو العمل مع لجنة إعمار الخليل في مشاريع سابقة والتخطيط لمشاريع مستقبلية. ثم قام الدكتور حسين الأعرج بتقديم الشكر للقائمين على المشروع مؤكدا أن هذا سيكون بداية لموكبة من المشاريع التي تهدف إلى إحياء القلب النابض لمدينة الخليل مؤكدا أن هناك مشاريع قادمة على غرار هذا المشروع. وفي النهاية تحدثت ممثلة فريق السلام المسيحي CPT في مدينة الخليل عن سعادتها للتحسن والتطور التي شاهدته في البلدة القديمة بعد أن كانت تعاني من حالة من السبات نظرا لما تعانيه من ظروف خاصة تختلف عن باقي المدن الفلسطينية الأخرى كون المستوطنين يحتلون مركز المدينة ويمارسون أسوأ الإجراءات في سبيل طرد السكان الأصليين منها. يذكر أن هذا المشروع تم الإعداد له بالتعاون مع القنصلية البريطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تم استيراد مجموعة من العربات الناقلة من جمهورية مصر العربية وذلك لتسييرها بواسطة أحصنة كوسيلة نقل عربيه يعود أصلها للتاريخ القديم. عودة إلى الزمن القديم في أسلوب التنقل تشجيعاً للمواطنين المحليين والسائحين الأجانب لزيارة البلدة القديمة من الخليل ودعماً لأصحاب المحال التجارية فيها ولزيادة الحركة التجارية, وتسهيلاً على سكان البلدة القديمة في الوصول إلى أماكن سكناهم و الأسواق القديمة في ظل عدم توفر أي وسيلة نقل داخل أسواق وأزقة البلدة القديمة ارتأت لجنة إعمار الخليل إلى إطلاق مشروع تسيير عربات تجرها خيول كفكرة جديدة تطرح لأول مرة في المدينة تجذب انتباه السكان إلى تجربة ما هو جديد والعودة بهم إلى ما كان يستخدمه أجدادهم السابقون كما أنها تعتبر وسيلة مواصلات اقتصادية الثمن. وقد قامت الحكومة البريطانية مشكورة بدعم هذه الفكرة وتمويل الشروع الذي انطلق في 15 نيسان 2008, حيث قامت لجنة الإعمار باستحداث وحدة خاصة للإشراف على سير هذا المشروع. من ناحيته أكد مدير عام الشؤون الإدارية والمالية للجنة الأعمار السيد عماد حمدان أن فكرة المشروع أتت نتيجة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لعزل البلدة القديمة عن باقي المناطق الأخرى وتفريغها من سكانها تمريرا لخطط الاحتلال الأمنية والاستيطانية في البلدة القديمة. الشأن الذي دفع لجنة إعمار الخليل للعمل على إيجاد طرق لزيادة عدد السكان و ترغيب أهالي محافظة الخليل بالعودة إليها. في إطار عمل لجنة إعمار الخليل الهادف إلى دعم وإحياء البلدة القديمة وتمكين التواصل بين أحياءها وتسهيلا منها لحركة المواطنين والزوار الآخذة أعدادهم بالتزايد قامت بإطلاق هذا المشروع الذي من شأنه أن يزيد من حجم التواصل السكاني من و إلى البلدة القديمة و استقطاب أعداد أخرى من الزوار والسائحين الأجانب حيث سيسهل عليهم التنقل داخل البلدة القديمة وبتكاليف قليله. إن قوات الاحتلال والمستوطنين يقومون بقرارات من حكومة إسرائيل بتطبيق خطة استيطانية شاملة لتهويد البلدة القديمة في الخليل تمتد من مستعمرة كريات أربع إلى البؤر الاستيطانية في تل الرميدة والحسبة ومدرسة أسامة بن منقذ وشارع الشهداء وكافة المباني والمناطق المحيطة بالحرم الإبراهيمي . حيث أن مدينة الخليل تتعرض ومنذ عدة سنوات لحملة تهويد استعماري شاملة تطال المقدسات والآثار التاريخية والحضارية التي أدت إلى إغلاق المناطق بما فيها المنازل السكنية و المحلات التجارية وطرد العائلات الفلسطينية من اجل السيطرة على الإرث الفلسطيني. إن لجنة الاعمار تهدف إلى مواجهة ومحاصرة الاستيطان اليهودي داخل البلدة القديمة، من خلال تطويق البؤر الاستيطانية بحلقات من المباني المأهولة لمنع توسعها أفقياً، ومنع التواصل العمراني لهذه البؤر بزيادة الكثافة السكانية العربية بينها و الحفاظ على التراث الثقافي. حيث عملت اللجنة في البلدة القديمة من خلال ترميم المباني التاريخية وإعادة إسكان الخالي منها، حيث تم إسكان آلاف من العائلات، كان من ضمنهم مالكين أصليين ومستأجرين. |