|
صحفيون في مرمى المدفعية...فضل شناعة التقط صورة القذيفة التي قتلته و احتضن الكاميرا بين ذراعيه
نشر بتاريخ: 21/04/2008 ( آخر تحديث: 21/04/2008 الساعة: 19:57 )
غزة -معا- أخر صورة التقطها كانت لفوهة مدفع الدبابة الذي أطلق القذيفة التي قتلته....فضل شناعة مصور وكالة رويترز امتشق الكاميرا من الجيب الذي يقوده كان واقفا كي يصور الدبابة الإسرائيلية المتوغلة في الأراضي الفلسطينية بمنطقة جحر الديك وسط القطاع .
في الشارع المؤدي لجحر الديك كان الصحفي الشهيد فضل شناعة قد أكمل استعداده لالتقاط الصورة ...التقطها و كان الثمن حياته... فقد مزقت القذيفة رقبته و درع الحماية الذي كان يلبسه و أكملت قذيفة أخري المشهد فدمرت الجيب الذي كان يقوده. الصحفي المصور أشرف أبو عمره كان شاهدا على الجريمة قال لوكالة معا تفاصيل تنشر لاول ملرة عن حقيقة ما جرى: عصر يوم الأربعاء كنت أقف أسفل برج الشروق الذي يقع وسط غزة و تتواجد فيه مكاتب الصحافة كنت واقفا مع فضل كي يأخذني معه كي نصور المجزرة التي ارتكبت في منطقة جحر الديك رفض فضل مرافقتي و ذهب و معه الصحفي في رويتر وفا أبو مزيد ...بعد قليل اتصلت بالصحفيين وسام نصار و محمد البابا كي نذهب إلي مستشفي شهداء الاقصي في مدينة دير البلح ..يقول اشرف ونحن ذاهبون إلي المستشفي في شارع صلاح الدين و بالقرب من جسر وادي غزة سمعنا صوت انفجار و شاهدنا عددا من الأطفال يعتلون الجسر فقلت لزملائي علينا دخول الطريق الفرعي المؤدي لمنطقة جحر الديك فقد ارتكبت مجزرة أخري الآن دخلنا الشارع لمسافة 50 مترا و اذا بالصحفي وفا الذي كان يرافق فضل مصابا بشظيتين من القذيفة التي قتلت فضل و كان فضل قد طلب منه إبعاد الأطفال من حوله خوفا علي حياتهم وحتي يتمكن من مزاولة عمله خلال ذلك كانت القذيفة قد أطلقت ولكن وفا هذه المرة لم يكن يجري بعيدا كي يبعد الأطفال عن فضل لكنه كان يستنجد بسيارة إسعاف لإنقاذ حياة فضل و قد صورناه و قلت لزملائي علينا أن نتقدم و استمرينا في تصوير الجثث الملقاة على الأرض و نتقدم لنرى ما جري لفضل و قبل عشرين مترا من الوصول لفضل الملقى علي الأرض قمنا بالزوم بالتصوير للجيب و للإصابات و الشهداء و من بينهم فضل شناعة و نحن ذاهبون نحوهم أطلقت طائرة استطلاع صاروخا آخر فكان انفجار كبير قد هز المنطقة و تصاعد الدخان فاستهدف القصف الآن الأطفال الذين كانوا بجوار فضل لحظة القصف الجديد نمنا على الأرض و بعدها قمنا بتفحص أنفسنا اذا اصبنا أم لا و استمرينا بالتقدم باتجاه الجيب يضيف أشرف قبل الوصول للجيب قلت لزملائي المكان خطير علينا عدم التقدم و اذا بسيارة إسعاف قادمة للمكان فتجرأنا و تقدمنا نحو فضل و لكن فضل كان في ذمة الله يحتضن الكاميرا و الستاند بين ذراعيه و هو ملقى علي الأرض فقام سائق الإسعاف برفع الكاميرا من بين ذراعي فضل كان فضل ينزف و قد أصيب إصابة بالغة بالرقبة و قد تمزق الدرع الذي يرتديه و كانت الكاميرا كأحد أبنائه بين ذراعيه. أشرف أبو عمره الذي روي الحكاية أفاق من غيبوبته بعد ان أصيب بحالة عصبية و هستيريه مكث علي أثرها في المستشفي ثلاثة أيام |