وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صناعة الفخــارمتواصلة رغم الحصار ومزاولوها يقولون " تراث الفخار لن يندثر "

نشر بتاريخ: 22/04/2008 ( آخر تحديث: 22/04/2008 الساعة: 17:59 )
غزة- معا- آنية فخارية مختلفة الأحجام والألوان بعضها مصقول وأخرى تغطيها الزخارف الملونة , تأتي بالأحمر والأبيض والأسود , تصطف بجوار " الدولاب " الآلة الأحب لـ صبري عطا الله (56 عاما ) صاحب مصنع للفخار بغزة . الذي قال" عملي مرهق ويتطلب مجهودا بدنيا كبير لكني أحب حرفتي وبشدة واعدها من الفنون التي تتطلب إبداعا وصبرا ليكون نتاجها تحف تسر من ينظر إليها "

هذه مكانة حرفة صناعة الفخار بالنسبة لصبري الذي ورث عمله في المصنع عن والده وجده من قبله واليوم يشرك أبناؤه معه فيه ليكون لهم مصدر رزق وارث لأحفاده أيضا ,

وأضاف :" لتزاول حرفة صنع الفخار كمهنة لا بد لك ان تكون على دراية بها منذ أمد بعيد وهذا ما أحاول تعليمه لأولادي , انه ارث عظيم ولا بد من المحافظة عليه رغم صعوبته أحيانا حيث أنني أبدا عملي من الصباح الباكر واستمر على ذات المنوال لعدة ساعات وهذا الأمر بحاجة للصبر والفهم العميق لقيمة الحرفة "

و أوضح صبري إن الإقبال على صناعة الفخار لم ينقطع إطلاقا بالرغم من وجود معوقات حول تصديره للضفة والخارج تحت الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع
وحذر :" إنني أخشى من ان هذه الصناعة التراثية الهامة قد تصل لحائط مسدود ووضع متأزم بعد استمرار منع تصديرها للخارج لكن والحمد لله موادها الخام متوفرة داخل القطاع مما لا يعيق عملنا بشكل كامل ولأنها تراث شعبي هام للفلسطينيين فهي مستمرة ولن تندثر "

من جانبه قال عبد السلام العربي ( احد العاملين في صناعة الفخار بالمصنع ) :" إنني في هذه الحرفة منذ نعومة أظافري و هي مصدر رزقي الآن ولا أجد متعة أكثر من صناعة الآنية ونقشها أو تلوينها , فنحن نصنع الأبيض منها بعد خلط الطيب بالملح والأسود بخلطه بالكوشوك مما يعطي تنوع في أشكالها وتصاميمها أيضا فهي فن بحد ذاته "

وأضاف :" لكنها صناعة غير سهلة فقد تستغرق أيام في تجفيفها وحرقها او غربلة الطين المستخدم في صنعها وخطواتها يجب ان تتم بشكل منظم لضمان سهولة تشكيلها "

من ناحية أخرى بات الفخار البديل الأمثل لأصحاب الصناعات المتوقفة بسبب الحصار حيث يلجأ يوسف حبوش ( صاحب أحد معارض الأدوات الكهربائية لشراء تصاميم فخارية لإرضاء زبائنه مع توقف استيراده للمواد الخام اللازم بعد الإغلاق الإسرائيلي للمعابر "

وتابع قائلا"إن الإقبال على التصاميم الفخارية لدينا متوسط وهذا شيء يرضيني طالما ان عملي لم يتوقف , كما أنها طريقة جديدة لطرح تصاميم عصرية ومستوحاة من التراث في البيوت او المكاتب أو الشركات , كل ما يتطلبه ذلك مني أن أوصي احد مصانع الفخار لصنع احد التصاميم المطلوبة ويتكفل عملي بالباقي وهو أمر بات بديل عن التوقف عن العمل تحت الحصار الإسرائيلي المفروض علينا "