|
حزب التحرير في رام الله يعقد أمسية فكرية حول "حوار الأديان" و"الأزمات الاقتصادية"
نشر بتاريخ: 22/04/2008 ( آخر تحديث: 23/04/2008 الساعة: 00:11 )
رام الله -معا- نظم شباب حزب التحرير في محافظة رام الله والبيرة، أمس الاثنين، في قصر رام الله الثقافي، أمسية فكرية متخصصة، اشتملت على محاضرات، وعرض فلم وثائقي، تلاها حلقة نقاش بين الحضور ومقدمي المحاضرات.
المحاضرة الأولى كانت بعنوان حوار الأديان قدمها الشيخ علي عيد، الذي أشار في بداية محاضرته إلى أن "بلادنا الإسلامية عاشت خلال عشرات سنين مضت شتى صور الاستبداد والاستعمار الفكري والعسكري، هزم فيها المسلمون هزائم فكرية عقبتها هزائم سياسية وعسكرية وذلك بعد هدم دولة الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين إلى دويلات ضعيفة طبقوا فيها أحكام الكفر، إلا أن الأمة الإسلامية دبت فيها أحاسيس النهضة، فأدركت دول الغرب أن استمالة بعض ضعاف النفوس من المسلمين بتلويث أفكارهم بالثقافة الغربية لم يحقق لهم ما كانوا يتمنوه. وبعد دراسة ومراجعة وصلوا أن قوة المسلمين تكمن في عقيدتهم ". واضاف:" هذه الأعمال تمثلت في مجموعة من الأصوات والمؤتمرات والدعوات التي تنادي وتسعى إلى حوار الأديان وامتزاج الثقافات، وأن مفهوم حوار الأديان كما يروج له هو: محاولة الفرد المحمل بقيم وتقاليد وأفكار وعقائد مسبقة استكشاف الآخر المختلف دينيا كما هو وإدراكه دون اللجوء إلى إصدار أحكام متحيزة ضده". وقال الشيخ علي عيد: أصحاب هذه الفكرة (حوار الأديان)، يركزون في التعريف بهذا الحوار على ثلاثة أمور هي: التساوي والتكافؤ بين الأديان ، وعدم التفاضل بين دين ودين، وقبول الآخر كما هو، واستكشافه دون إصدار أحكام ضده، بل أدراك ومعرفة ما عنده دون قيد أو شرط، إضافة إلى التفاعل لإيجاد بديل حضاري أرقى عن طريق استلهام ما هو مشترك وإنساني ما يؤدي إلى تقدم الحضارات وازدهارها ونشر السلام"، واصفاً هذه الأفكار بالمشبوهة، ومتحدثاً عن أصولها التاريخية، مشيراً إلى أن فكرة "حوار الأديان" بدأت بالظهور عالميا سنة 1932 عندما بعثت فرنسا ممثلين عنها لمفاوضة الأزهر في فكرة توحيد الأديان، وتبع ذلك مؤتمر باريس ومؤتمر الأديان العالمي سنة 1936، قبل الحرب العالمية الثانية. وخلص عيد إلى أن "دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أمر فرضه الله على المسلمين وقد مارسه المسلمون طوال أربعة عشر قرنا، هذا الفرض الذي لا يمكن أداؤه إلا بالدولة والجهاد لكسر الحواجز المادية التي تقف عائقا بين تبليغ الإسلام والعيش في كنفه والتمتع بعدله وبين البشر". تلا المحاضرة الأولى عرض فيلم وثائقي تناول "واقع المسلمين المرير في مختلف دول العالم والطريق للخلاص من ذلك من خلال العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي ترفع الظلم وتعز المسلمين". وقدم أستاذ الاقتصاد يوسف طلال، محاضرة بعنوان: "أزماتنا الاقتصادية ... الأسباب والحلول ؟!، قال فيها: عندما يملك 2% من سكان العالم 50 % من ثروة العالم، و50% من سكان العالم لا يملكون أكثر1% من هذه الثروة، وعندما تتآكل الأجور ويصبح الغني فقيراً والفقير يمسي مسكينا وتمسي النقود في أيدي حامليها بلا قيمه عندما يكون وقود السيارات أولى وأجدى من طعام البشر، إنها الرأسمالية .. و عندما يقتل خلال الشهرين الماضيين حوالي 50 شخصا في طوابير الخبز في مصر ( بعد أن كانت مصر مصدراً )، وعندما يبيع السودان ( بلد الخصب والماء والنماء، وسله الغذاء ) نفطه ليشترى به الخبز فنحن نتكلم عن الرأسمالية في بلادنا الإسلامية، وعندما تباع البلاد وتسام القضايا مقابل رواتب الموظفين فنحن نتكلم عن مدى الذل في بلادنا". وأضاف طلال، الذي يصف الرأسمالية بنظام الأزمات: جشع الرأسماليين وحرصهم على جني المنافع والأرباح دون أية اعتبارات أخرى، يجعلنا ندرك بوضوح أن هذه الحضارة وأصحابها باتوا خطرا علينا". واكد طلال: "فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية ، فانه وعلى خلاف الرأسمالية فان الإسلام كنظام لا يشكل بيئة للازمات الاقتصادية، بحيث لا يكون وقوع هذه الأزمات قريبا إلا بمقدار البعد عن نظام الإسلام من حيث التطبيق، فبخصوص نظام النقد فقد فرض الإسلام أن يكون نظام النقد هو نظام الذهب والفضة، أما بخصوص نظام الربا المصرفي ، فانه من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام حرمة الربا، وقبحه، وأما بالنسبة إلى الشركات المساهمة ، فإنها شركات لا تقوم على أساس صحيح شرعا ، بل هي باطلة وبالتالي باطل ما تعلق بأسهمها من ملكية ومن تصرفات بالبيع والشراء والتجارة والمضاربة، ولن يكون مثل هذا النوع من الشركات موجوداً أو مسموحا في الدولة الإسلامية". وخلص طلال إلى أن "الإسلام بنظامه فقط هو القادر على انتشالنا والبشرية كلها من تلك الهوة السحيقة التي وضعتنا فيها الرأسمالية ومن أزماتها وضنك العيش في ظلها ، بل يجب أن نتخلص منها ونعمل على تخليص البشرية من شرورها، والانعتاق من سيطرتها، وكسر الحلقة التي تربطنا بها، وإن ذلك لا يكون إلا بالسعي الجاد والعمل المخلص ، من قبل الأمة وكافه القوى فيها بتركيز الجهد وحشد الطاقات نحو التحرر من الاستعمار وذلك بالتخلص من تلك الأنظمة الحاكمة وكافه أدوات الاستعمار، وقلعه وأثاره من بلاد المسلمين ، ليتسنى لنا وضع الإسلام موضع التطبيق من خلال دوله الخلافة، دوله الإسلام التي تطبق انظمه الإسلام كلها". من الجدير بالذكر أنه وعلى هامش الأمسية الفكرية، نظم حزب التحرير معرض كتاب اشتمل على أدبيات الحزب ومؤلفات لقياداته، والذي لاقى حضورا ومشاركة وصفت بالمميزة. |