وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نظمته إذاعة القدس- حفل تأبيني حاشد للشهيدين شقورة وشناعة بمشاركة إعلاميين فلسطينيين وعرب

نشر بتاريخ: 23/04/2008 ( آخر تحديث: 23/04/2008 الساعة: 16:24 )
غزة- معا- نظم التجمع الإعلامي الفلسطيني وإذاعة صوت القدس, اليوم الأربعاء, حفلاً تأبينياً للشهيدين الصحفيين فضل شناعة وحسن شقورة على الهواء مباشرةً عبر أثير إذاعة القدس من غزة.

وتخلل الاحتفال الذي قدمه الإعلاميان عبد الناصر أبو عون وأسماء أبو ناموس ونسّق له الإعلامي عوض أبودقة, كلمات لإعلاميين عرب وفلسطينيين وزملاء الشهيدين الصحفيين ومراكز حقوق الإنسان العاملة في الأراضي الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الشعبية.

الإعلامي صالح المصري, مدير عام إذاعة القدس, افتتح الفعالية بكلمةٍ التجمع الإعلامي الفلسطيني, الذي يترأس مجلس إدارته, أكد "أن الجريمة التي قتل جراءها الصحفيان فضل شناعة وحسن شقورة تستوجب من كافة الأحرار ومؤسسات حقوق الإنسان أن تسعى لتقديم قتلتهم للمحاكمة".

وقال الإعلامي المصري: "إن دماء الشهيدين حسن شقورة وفضل شناعة يجب أن تدفعنا لنحسن علاقتنا الصحفية مع بعضنا البعض ولا نصطاد الزلات، وتدعونا للوئام والوفاق", مشدداً على أن نقابة الصحفيين ستبقى بيت الصحفيين الأول وملاذهم الأخير الذي يجب أن يتوحدوا خلفه لمواجهة متاعب المهنة, على الرغم من الاعتراضات على الحالة التي تعيشها.

ووجّه رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني, التحية لكل الصحفيين الفلسطينيين الذين ينقلون بالصوت والصورة والقلم هموم شعبهم وامتهم ويكشفون للعالم بأسره فظاعة الاحتلال وحصاره.

بدوره, أكد الإعلامي العربي محمد كريشان, المذيع بقناة الجزيرة الفضائية, أن ما يمر به المجتمع الفلسطيني من واقع مؤلم ومرير ينعكس أيضاً على الصحفيين الذين يقومون بنقل هذه المعاناة, ليعانوا مرتين على يد الاحتلال وآلة قمعه.

وقال كريشان في الحفل نيابةً عن الإعلاميين العرب: "كثيراً ما يدفع الصحفيون الثمن باهظاً, خاصةً الذين يحملون كاميرات, لأن الصحفي الذي يحمل كاميرا عند الاحتلال كأنه يحمل رشاشاً أو طائرة نفاثة, للأسف هؤلاء يدفعون الثمن دائماً, وعلى الشعوب أن تذكرهم وتكرمهم".

الإعلامي المصري رضا الشاذلي, طالب في كلمةٍ ألقاها نيابةً عن وكالة الشرق الأوسط المصرية, الاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات الحقوقية باتخاذ أقصى الإجراءات ضد الإجرام الدولي المنظم بحق الصحفيين العاملين في الأراضي الفلسطينية.

وقال الشاذلي في سياق كلمته المعبرة: "فضل شناعة وحسن شقورة, لم يكونا على ظهر دبابة ولا طائرة, بل كانا يصوبان كاميراتهما وأعينهما تجاه الحقيقة التي تخشاها إسرائيل عبر قمعها وتخريبها وعدوانها", مشدداً على أن صوت الحقيقة لن يخرس لأن رسالة الإعلامي الوضوح والصدق ولا شيء غيرهما.

وأشار إلى أنه ومنذ نشأة الصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال فقد ناهز عدد الصحفيين الذين استشهدوا على يد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ستة عشر صحفياً كانوا يؤدون واجبهم بكل شرف ومهنية, متسائلاً وبشدة :" ماذا فعل هؤلاء؟؟؟".

من جانبها, اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين على لسان عضو مجلس إدارتها الإعلامي صخر أبو العون, جريمة قتل واستهداف الشهيدين شقورة وشناعة لن تكون الأخيرة بحق الصحفيين في ظل الرسائل التي تحاول كل مرة إرسالها قوات الاحتلال للصحفيين من خلال هذه الممارسات والأفعال.

وقال أبو العون: "إن هذه الجريمة التي تمت بشكل متعمد لكلا الشهيدين تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقة في قتل واستهداف الصحفيين الفلسطينيين كونهم هم الشهود الحقيقيون على مجازر ومذابح الاحتلال بجرأتهم اللا محدودة", مطالباً كافة المؤسسات الإعلامية الدولية بتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجريمة بحق الصحفيين, وتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين.

من ناحيته, ناشد الإعلامي سامي زيارة , نيابةً عن رابطة الصحفيين الأجانب, المؤسسات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة إنقاذ الصحفي الفلسطيني من "حرب الإبادة" التي يلقاها على يد قوات الاحتلال, معتبراً أن ما يجري للصحفيين جزء لا يتجزأ من حالة "المحرقة" التي تطال المواطنين الفلسطينيين يومياً.

وضم زيارة صوته إلى صوت المطالبين بضرورة محاكمة من أعطى الأوامر باقتراف هذه المجازر بحق الصحفيين شناعة وشقورة, موجهاً في الوقت ذاته شكره لإذاعة القدس والقائمين على الاحتفال التأبيني للشهيدين.

المؤسسات الحقوقية كان لها صوتها أيضاً خلال الحفل التأبيني الذي نقلته الإذاعة عبر أثيرها, حيث قال الأستاذ عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان,: "إن ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون مذبحة لإخراس صوتهم ولجمه", مطالباً إياهم بالتمسك برسالتهم السامية في كشف جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف يونس : "يجب على العالم أن يتدخل لنصرة الضحايا المدنيين والصحفيين, نصرةً للعدالة, فالجميع شاهد بأم عينه جريمة اغتيال الشهيدين شناعة وشقورة, ولا يمكن للاحتلال أن يفلت من جريمتيه بحقهما", مشيراً إلى أن منظمته "ستلاحق كل من أمر ونفذ هاتين الجريمتين وكل الجرائم السافرة بحق شعبنا ليلقى الجناة الجزاء الملائم لقاء ما اقترفوه".

ولم يكن الأكاديميون الإعلاميون بمنأى عن الإدلاء بصوتهم في هذا الاحتفال التأبيني, حيث أكد الدكتور حسين أبو شنب أستاذ الإعلام بجامعة فلسطين الدولية, نيابةً عن شريحة الأكاديميين, أن رسالة الحقيقة التي يسطرها الإعلامي الفلسطيني لابد أن تصل ولا يشوبها شائبة, رغم كل العقبات التي تعتري طريقها.

ولفت أبو شنب إلى أنه وعلى مدار سنين حياته في مهنته كأكاديمي يدرس الطلاب الإعلام ومساقاته, لطالما كان يدعو إلى ضرورة أن تكون الرسالة الإعلامية موضوعية وواضحة وتقدم الصورة بكل قوة لخلق رأي صائب حول ما يدور الحديث عنه, مشيداً بدور الصحفيين الفلسطينيين في نقلهم لرسائلهم الإعلامية وتجريد إسرائيل من ما تدعيه من مسميات تدلل على أنها دولة ديمقراطية.

الفصائل الفلسطينية كانت هي الأخرى حاضرةً في هذه الفعالية, حيث قال الشيخ نافذ عزام القيادي بحركة الجهاد الإسلامي:" إن ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني ليس غريباً أو مستبعداً على الاحتلال الذي يمعن في جرائمه بحق شعبنا".

وأشاد الشيخ عزام بالصحفيين فضل شناعة وحسن شقورة, مشيراً إلى أنهما كانا "ضحية المشروع العدواني الإسرائيلي الذي يحظى بغطاء أمريكي", مستغرباً في ذات الوقت "صمت العالم وحكوماته التي تدعي التحضر على الجرائم التي تنفذ ليلاً ونهاراً بحق شعبنا الأعزل بما فيه شريحة الصحفيين التي تدأب وباستمرار على نقل معاناة و آهات شعبنا للعالم بأمانة وموضوعية".

وقال الشيخ عزام في نهاية كلمته: "كل التحية لروح الشهيد حسن شقورة الذي حمل رسالته بكل شجاعة, كل التحية لروح الشهيد فضل شناعة الذي انحاز للحقيقة ولصوتها الحر".

من جانبه, شدد الشيخ حامد البيتاوي, النائب عن كتلة "حماس" البرلمانية والقيادي البارز في الحركة بالضفة الغربية, ما يقوم به الإعلاميون الفلسطينيون من نقل للحقيقة "بالمجاهدين الذين يدافعون عن قضية العرب والمسلمين المركزية قضية الشعب الفلسطيني ومقدساته".

وبيّن الشيخ البيتاوي أن الإعلامي الفلسطيني بات محط أنظار الاحتلال, لأنه ينقل بقلمه الحقيقة التي تجرد الاحتلال وتكشف جرائمه وتفضح مخططاته.

من ناحيته, حيّا حسين أبو شنب الناطق باسم حركة "فتح" بقطاع غزة, روح الشهيدين حسن شقورة وفضل شناعة, مؤكداً أن رسالتهما في نقل الحقيقة لن تكمم والجهد الطويل الذي بذلاه من أجل نقل الحقيقة وإيصالها للرأي العام لن يتوقف على الإطلاق.

كما وحيّا الناطق باسم حركة "فتـح", إذاعة صوت القدس التي بيّن أنها "بوصلة شعبنا نحو التمسك بالثوابت وفي مقدمتها القدس الشريف".

وزير الثقافة الأسبق, والقيادي في حركة "حماس" بقطاع غزة, عطا الله أبو السبح, أشار إلى "أن الأخلاق التي يتسم بها اليهود والحقد الذي لا يرون من خلاله إلا أنفسهم يدفعهم لقتل رجال الحقيقة والحق".

ووصف أبو السبح الشهيدين فضل شناعة وحسن شقورة بـ "السلاسل المضيئة والنجوم الوضاءة في سماء وطننا المسلوب", محيياً إذاعة صوت القدس والقائمين عليها "لجهودهم في خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

ذوو الشهداء الذي أقيم على شرفهم هذا الاحتفال أصرّوا على أن يدلوا بدلوهم في هذه الفعالية التي تأتي وفاءً لنذر يسير مما قدموه لخدمة رسالة الحقيقة, حيث تحدثت الإعلامية أمل شقورة في كلمةٍ معبرة عن زوجها الشهيد حسن, قائلةً:" لا أعرف عن أي حسن أتحدث... حسن الزوج المخلص, أم الصديق الوفي, أم الأب الحنون, أم الأخ, أم الابن, أم الإنسان, أم ماذا.. والله إن الكلمات لتعجز عن وصف إنسان مثلك أيها الشامخ في القلب".

وأضافت تقول:" إنني كنت دائماً أتوقع لحظة نبأ استشهاد زوجي.. أتعرفون لماذا؟؟ لأنني أدرك وأعلم جيداً أن العدو لن يتوانى لحظة عن قتل الحقيقة ومواصلة اعتداءاته ضد الصحفيين الذين يدافعون عنها بالقلم والكلمة والصوت والصورة".

وتابعت تقول:" حسن ليس أول شهيد إعلامي وليس بآخر شهيد.. ولكنني أؤكد أننا سنواصل دربك يا حسن في كشف الحقيقة وفضح جرائم العدو ومخططاته الخبيثة للنيل من عزيمة وصمود شعبنا المرابط على أرض فلسطين الطاهرة حتى ولو كان الثمن أرواحنا"