|
القصه الحقيقية للاتصالات السرية السورية الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 24/04/2008 ( آخر تحديث: 24/04/2008 الساعة: 20:58 )
بيت لحم -معا- هكذا تجري الاتصالات السورية الاسرائيلية السرية، وسيط، رسائل ، الغام ، عدم ثقة ، العلاقات مع حزب الله، ومطالبة الاسد بمفاوضات علنية ، عبارة عن عناوين رئيسية لمسيرة وطريقة المفاوضات السرية الجارية بين اسرائيل وسوريا منذ ما يقارب الستة اشهر حسب صحيفة "يديعوت احرونوت" التي اوردت التحقيق على صدر صفحتها الاولى .
واضافت الصحيفة ان اسرائيل وعلى مدى نصف عام مضى ارسلت الكثير من الاسئلة والاستفسارات والمطالب الى سوريا عبر وسطاء اهمهم الوسيط التركي . واعتبرت الصحيفة ان الانفعال الذي ساد الساحة السياسية الاسرائيلية في اعقاب نشر الرسائل التي تبادلها مكتب وديوان رئيس الوزراء مع القصر الجمهوري السوري سابق لاوانه كثيرا حيث تضمنت الاجوبة السورية التي جاءت ردا على اسئلة جس النبض الاسرائيلية العديد من المزاعم التي تثير الكثير من الشكوك في دمشق بالنسبة لجدية الخطوة الاسرائيلية وذلك لما فهمه الاسرائيليون من الردود انفة الذكر . وقالت الصحيفة ان التلميحات التي تنتشر في اسرائيل حول استئناف المفاوضات والتسريب السوري المقصود لفحوى رسالة اولمرت الى الرئيس الاسد والتي يتعهد فيها بالانسحاب من الجولان ما هي الا اطراف خيوط اللعبة ولاتزال طريق السلام مع دمشق مرصوفه بالعراقيل وفي هذه المرحلة لا زال الطرفان يتحسسان طريقهما بالنسبة للشكل الافضل والممكن لاطلاق ادارة المفاوضات . و حسب الصحيفة فان مصادر رفيعة المستوى في اسرائيل تزعم بان تسريب الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الاسد باسم اولمرت محاولة لفرض الشرط السوري للشروع في المفاوضات بشكل علني ومكشوف فيما تسعى اسرائيل الى ادارتها سرا أما التأكيد الذي وفره الاتراك على وجود الوساطة فيرونه في اسرائيل تدخلا لصالح النهج العلني لسوريا. ووفقا للصحيفة فان سوريا واسرائيل تتبادلان الرسائل والبرقيات والمبعوثين منذ اكثر من نصف عام فيما بدأت عمليات جس النبض الصيف الماضي بعد وقت قصير من تسلم باراك وزارة الجيش حيث انتظر اولمرت هذه الفرصة ليتعاون مع باراك في دفع عربة السلام مع سوريا . وقالت الصحيفة ان الرسائل الاسرائيلية بدأت على شكل سلسلة أسئلة نقلت بين الحين والاخر الى الاسد عبر وسطاء مختلفين جاءوا وغادروا المنطقة مثلا: هل في اطار اتفاق سلام مع اسرائيل ستكون دمشق مستعدة لان تقطع عن حماس مصادرها من الوسائل القتالية؟ هل في اطار اتفاق السلام الذي يتضمن " نزولا" عن الجولان ستكون مستعدة لتبريد أو قطع العلاقات مع حزب الله ووقف نقل الذخيرة لهم؟ وماذا بالنسبة للعلاقات مع ايران؟ . ونظر السوريون في معرض ردهم على هذه الاسئلة كمطالب وليست كأسئلة جس نبض مثل "نحن مستعدون للانسحاب من الجولان ولكن ماذا سنكسب من ذلك ؟" وحين تسرب فحوى رسالة اولمرت الى الاسد قالت محافل رسمية اسرائيلية ان شكل عرض الشروط الاسرائيلية فيما تم تسريبه "هضبة الجولان مقابل سلام كامل " هو شكل تبسيطي ولا يعبر عن جميع ما جاء في الرسالة المذكورة التي هي اكثر تركيبا و تتضمن ليس فقط موضوع هضبة الجولان بل اشتراطات اخرى عرضت على السوريين في اثناء المراسلات وبمعنى اخر "من سرب نشر ما هو مريح له ". فأجوبة السوريين، بما في ذلك تلك التي نقلت الى اسرائيل في الايام الاخيرة تشكك بالنسبة لما وصف عندهم بـ "جدية الخطوة الاسرائيلية". وقالت الصحيفة ان الادعاء الاول والمركزي الذي طرحته سوريا هو " انها لا تفهم من المبعوثين المختلفين ماذا تقصد اسرائيل عندما تتحدث عن نزول من هضبة الجولان". في الماضي، في المفاوضات السابقه سمع السوريون رويات مختلفه عن النزول من الجولان منها "نزول حتى خط الجروف، حتى الحدود الدولية وما شابه ويدعي السوريون حاليا بانهم مطالبون باعطاء أجوبة ملموسة على اسئلة اسرائيل فيما ان المبعوثين الذين يأتون ويذهبون لا تفويض لهم للاجابة باسم اسرائيل على اسئلتهم وحث الموضوع. واضافت الصحيفة"يظهر ادعاء اخر من الردود السورية هو بمثابة تهديد امني على سوريا مدعين بان اسرائيل وفي اكثر من مرة ومناسبة اصدرت رسائل مهدئة تعلن فيها عدم نيتها مهاجمة سوريا ولكنها نفذت عمليات مرتين داخل الاراضي السورية ويتبين من الاجوبة ان لسوريا مشكلة بالنسبة لمصداقية صافرات التهدئة التي تطلق قنوات مختلفة في اسرائيل". وقالت الصحيفة ان الموضوع الثالث يتعلق بالاسئلة الاسرائيلية حول الانقطاع عن محور الشر ويدعي السوريون بان هذا الطلب الاسرائيلي والامريكي ليس واقعيا عندما يتم فحص الواقع الذي نعيش فيه في الشرق الاوسط فسوريا، المتماثلة مع عناصر اسلامية، لا يمكنها ادارة ظهر المجن لهم دفعة واحدة و يقولون في دمشق امران اولا : الحركات الاسلامية توجد في حالة زخم، ثانيا، ليس لسوريا ثقة في البدائل التي تطرحها اسرائيل لقطع العلاقات مع تلك العناصر. وبالنسبة لاسرائيل اصبح واضحا بأن السوريين يطلبون من الامريكيين مقابلا لاتخاذ مثل هذه الخطوة الاستراتيجية فيما لا يعرض الامريكيون حتى الان شيئا وبهذا فلا زال الحديث يدور عن جس نبض ويبقى الاختراق بعيدا . |