وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجمهوريون يحاولون التستر وحماية رئيسهم بوش

نشر بتاريخ: 26/10/2005 ( آخر تحديث: 26/10/2005 الساعة: 20:50 )
ترجمة معا - في الوقت الذي يتوقع فيه المراقبون صدور قرار خلال الاسبوع الحالي فيما يتعلق بالاتهامات في قضية التسريب التي حدثت في وكالة المخابرات المركزية الاميركية، اقترح أنصار البيت الأبيض اتباع استراتيجية للهجوم ومقاومة أي اتهامات جرمية لمواجهة الأدعاء العام.

من المتوقع أن يعلن باتريك فيتزجيرالد، النائب العام الذي يتولى هذه القضية, خلال نهاية الاسبوع الحالي, فيما اذا كان يسعى لتوجيه إتهامات ضد مسؤولين كبار بالبيت الأبيض في قرار قد يشكل منعطفاً هاماً في ولاية جورج بوش الثانية، حيث وضعت هذه القضية العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض على حافة الهاوية.

كارل روف، أحد كبار المستشارين في البيت الأبيض ولويس ليبي، كبير مستشاري نائب الرئيس ديك تشيني، تم إبلاغهم بأن وضعهم القانوني فيه الكثير من الخطورة، كذلك فان العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض قد يواجهوا اتهامات فيما يتعلق بالكشف عن هوية عميلة المخابرات الاميركية السرية في العام 2003.

يوم الأحد الماضي 23/10 بدا وكأن الجمهوريين يعدون أنفسهم للتقليل من شأن وأهمية الاتهامات، السيناتور كاي بيلي هتشيسون، الجمهوري من تكساس وخلال حديثه لقناة NBC في برنامج واجة الصحافة " Meet the Press" قارن بين التسريبات فيما يتعلق بقضية مارتا ستيوارت وبيعها لاسهم الشركة( 1) "حيث ليس بالامكان ايجاد أو اثبات جريمة، وبالتالي فهم يلجأون الى الاتهام بناء على شيء قالته هي عن شيء ما وهو لم يكن جريمة".

السناتور هتشيسون قال أنها تمنت, " أنه اذا كان لا بد من وجود اتهامات والتي تقول أن شيئاً ما قد حدث, فهو انما إتهام عن جريمة تمت , وليس على حلف يمين كاذب , حيث لم يكن بالامكان توجيه اتهام على جريمة محددة, ولذا فان الجميع يلجأون الى شيء ما , لاثبات أن سنتين من التحقيق لم تكونا مجرد إضاعة للوقت , ا وعلى حساب دافعي الضرائب"

الرئيس جورج بوش قال قبل أسابيع عدة , أن السيد فيتزجيرالد تولى وأدار القضية بطريقة رائعة , مما قطع الطريق و جعل من الصعب على الجمهوريين تصويره بشكل سلبي.

إلا أن أنصار البيت الأبيض كانوا يتناقلون الأحاديث بشكل هاديء في الأيام الأخيرة , حول تعاطف الجمهوريين مع الإدارة، والمحاولات التي يقوم بها هؤلاء, حتى تبدو القصة وكأنها قضية حنث باليمين , وبالتالي الايحاء وكأن ليس لدى الإدعاء قضية قوية , هكذا قال أحد الجمهوريين الذين تربطهم علاقات حميمة بالبيت الأبيض , كثير من المناصرين والمتعاطفين مع السيد روف والسيد ليبي قالوا أن هذا الاتهام لهما, قد يقود الى تجريم السياسات , وان السيد فيتزجيرالد لا يعرف كيف هي الطريقة التي تعمل بها واشنطن.

بعض الجمهوريين كانوا يرددون كلاماً تم استخدامه من قبل الديمقراطيين خلال التحقيق مع بيل كلينتون، أن المدعي الخاص والمستشارين المستقلين تنقصهم الكفاءة والحس بالمسؤولية وأنهم دائماً ما يلاحقون بعض القضايا حتى يجدوا أحداً ما لاتهامه.

بعض الجمهوريين في الكونغرس أشاروا الى أنهم يرغبون بالابقاء على مسافة بين أجندتهم الخاصة , وبين المحنة القانونية والسياسية الخاصة بالبيت الأبيض , في محاولة لاظهار قضية التسريب على أنها مسألة داخلية , وأنها ظاهرة من ظواهر الضرب " تحت الحزام" ولا تثير الكثير لدى الجمهور " الناخبين" .

"اعتقد أن علينا أن نلتزم بالقضايا الهامة التي تهم الشعب الاميركي " يقول السناتور سام براونباك الجمهوري من كنساس.

القضية تعود الى ما بذله البيت الأبيض لدحض الانتقادات المتعلقة بالعمل الاستخباري من أجل تبريد غزو العراق، تنامت الى حد الأزمة بالنسبة للادارة وهذه الأزمة التي تحمل الامكانية لتشكيل وقولبة البقية المتبقية من فترة رئاسة بوش الثانية. الديمقراطييون أشاروا يوم الأحد "23/10 " الى أنهم قد يلجأون الى التحقيق للحصول على صورة اكثر وضوحاً ولتصوير الحزب الجمهوري كحزب فاسد والبيت الأبيض على أنه غير آمن وغير صادق مع الشعب الأميركي.

" نحن نعلم أن الرئيس لم يكن صادقا معنا عندما ارسلنا الى العراق " قال هوارد دين رئيس اللجنة الديمقراطية الوطنية لقناة ABC ، " ما وضع روف وليبي في المشكل هو أنهما كانا يهاجمان، وهذا ما يفعله الجمهوريون, يهاجمون الشخص الذي ينتقدهم أو لا يتفق معهم، ويجعلون من الهجوم هجوماً شخصياً كما أنهم يتجاوزون الحدود" أضاف دين.

الى جانب استحداثه لموقع على الانترنت خلال الاسبوع الماضي لم يعط السيد فيتزجيرالد أي ملاحظات في العلن حول ماذا أو أي شيء قد يقوم به، او ما الذي سيقرره، ومن المتوقع أن يقوم بالادلاء بتصريح قبل يوم الجمعة القادم، اليوم الأخير في ولايته في هيئة المحلفين .

إن صمته جعل الكثيرين من مسؤولي واشنطن , وتقريباً جميع العاملين في أو مع البيت الأبيض في حالة جداً عالية من القلق , وهذا ما ترافق مع الاعتقاد الواسع بأن هناك بعض المسائل في هذه القضية , تتجاوز المتورطين بها بشكل مباشر , أي السيد روف والسيد ليبي والذين جميعهم غير معروفين سوى للسيد فيتزجيرالد، ومن بين هؤلاء، ذلك الشخص الغامض الذي زود ال C.I.A بهوية ضابط المخابرات الى الكاتب روبرت نوفك والذي قام بنشر تلك المعلومات في 14/7/2003 .

الآثار السلبية على رئاسة السيد بوش هي في اذا ما تم توجيه الاتهام الى مساعديه الكبار، يقول جيمس ثيربر رئيس الدراسات في الجامعة الاميركية في واشنطن، سوف يكون تأثير ذلك كبيراً , وبنفس الحجم من التأثير الايجابي الذي تركته طريقة تعامل بوش مع أحداث الحادي عشر من أيلول , " إن هذه القضية من أكثر القضايا أهمية في فترة ولاية بوش الثانيه, والتي قد تؤدي الى أنهاءها وفقدانه للدعم" أضاف ثيربر , عطلة نهاية اسبوع البيت الأبيض، يقول، قد تقود الى مزيد من الصراع بين المحافظين الذين يعتبرون العصب الرئيس في دعم بوش التشريعي، والمالي، وقد يضطر الى مغادرة الادارة بغطاء سياسي هزيل.

الجمهوريون يقرون بأن المشكلة تواجه البيت الأبيض لكنهم يقولون بأن السيد بوش قد يحكم عليه من خلال ما اذا كان ساهم في إظهار النتائج وطريقة تعامله معها وعرضها على الشعب الاميركي.

" اذا ما نظرت الى نتائج الاستطلاعات وما شابه ذلك، فاننا في مواجهة تحد صعب" قال كين ميلمان رئيس لجنة الجمهوريين، لكن وحتى خلال الأشهر القليلة الماضية، قال، فان البيت الابيض قام باعمال رائعة وطويلة الأمد في العديد من الأوجه، واستعرض الاستفتاء على الدستور في العراق، وأن الاقتصاد يشير الى مؤشرات قوية، وتوقيع بوش مع ما يتعلق بالتشريعات التعليمية.

السيد فيتزجيرالد كان يركز على فيما اذا كان هناك جهود غير مشروعة في البيت الأبيض, لتعريض مصداقية جوزيف ولسون ، السفير السابق , أصبح فيما بعد من نقاد سياسة الادارة تجاه العراق من خلال ملاحظاته حول ما اذا كانت بغداد حاولت شراء اليورانيوم من النيجر.

المدير العام عليه أن يقرر اذا كان ما اتخذ ضد ولسون له علاقة بكشف شخصية الزوجه فاليري، وقد حاول السيد فيتزجيرالد أن يجد فيما اذا كان مساعدي بوش انتهكوا القانون الذي يحمي الشخصيات السرية مثل السيدة ولسن , أم أنهم حاولوا إعاقة التحقيق من خلال تضليل المحققين , أو الادلاء بمعلومات كاذبة.

بقلم ريتشارد ستيفنس
نيويورك تايمز


(1) مارتا ستيوارت كانت مالكة شركة ترويج كبرى وقد قامت ببيع اسهم الشركة بطريقة سرية بعدما اخبرها مستشاروها بان اسهم تلك الشركة قد تهوي الى الحضيض. المترجم