وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كاتبان اسرائيليان:اذا اتفقت اسرائيل وحماس على التهدئة فعلى الذين في المقاطعه ان يحزموا امتعتهم

نشر بتاريخ: 27/04/2008 ( آخر تحديث: 27/04/2008 الساعة: 18:50 )
بيت لحم -معا- يوجد لدى ابو مازن الكثير من الاسباب الجيدة لكسر قواعد اللعبة وما اعلانه غير المسبوق في واشنطن حول فشل محاولاته لدفع عملية السلام قدما الا اشارة واضحة على خطورة الاوضاع التي تعيشها القيادة الفلسطينية .

كانت هذه العبارات مقدمة لمقالة نشرها صحافيان اسرائيليان في صحيفة هارتس ، واضاف الكاتبان الصحفيان الاسرائيليان افي سخاروف و عاموس هرئيل في مقالهما المنشور بان الاقوال التي ادلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نهاية اجتماعه بالرئيس الامريكي جورج بوش تعكس مخاوف قيادة حركة فتح من ان يحيل اتفاق وقف اطلاق النار الاخذ في التبلور بين حماس واسرائيل السلطة الفلسطينية في الضفه الغربية الى شيئ غير واقعي تقريبا .

وقال الكاتبان انه في حال تحققت التهدئة خلال الاسبوع الحالي فانها ستبرز فشل السلطة الفلسطينية الحاد . ففي حين تواصل اسرائيل اجترار وعودها حول ازالة بعض الحواجز في الضفه الغربية دون احراز اي تقدم في المفاوضات السياسية تسجل حماس اكثر الانجازات حيوية في تاريخها اذا لم يكن الاكبر على الاطلاق منذ انطلاقها.

وحسب مصادر فلسطينية مصرية فان الاتفاق الذي تعتبر اسرائيل نفسها ليست طرفا فيه سيشمل من الناحية الرسمية وقفا لاطلاق النار في قطاع غزة مقابل رفع الحصار المفروض عليه ما سيعني من وجهة نظر الكثير من الفلسطينيين اثباتا حقيقا على صدقية طريق حماس كنهج وحيد لتحقيق المكاسب وانه فقط من خلال العمليات والصواريخ يمكن ابتزاز اسرائيل والحصول منها على التنازلات خاصة وان طريقة عمل السلطة الفلسطينية القائمة على حث الرئيس بوش للضغط على اسرائيلي للتوصل الى تسويات لم تحقق اية فائدة او نتيجة .

ويرى الكاتبان انه وفي ظل مثل هذه الشروط فان انتصار حماس في اي معركة انتخابية قادمة بات امرا مؤكدا ولا شك فيه وابو مازن يفهم جيدا لماذا يتوجب عليه القلق لان التسويف الحاصل يعمل ضد مصلحته ولصالح حماس وصحيح ان وقف اطلاق النار سيسري اولا في قطاع غزة ولكن بعد ستة اشهر من الهدوء ستمتد الى انحاء الضفه الغربية.

وبمعنى اخر اذا قبلت اسرائيل هذا الطلب " التهدئة في الضفه " يعني ان حماس باتت صاحبة الكلمة العليا في الضفه الغربية اضافة الى غزة واذا استطاعت حماس اثبات قدرتها على فرض وقف اطلاق نار متواصل في الضفه الغربية تلك المهمة التي فشلت في تحقيقها السلطة الفلسطينية طيلة سبع سنوات ونصف فمن سيحتاج حينها لابو مازن ؟ ومن في المقاطعه يستطيعون حينها حزم امتعتهم استعدادا للمغادرة على حد قول الكاتبين.

ويتابع الكاتبان سخاروف و هرئيل " اضافة الى ذلك فان حماس تطالب بامتناع اسرائيل عن الرد عسكريا داخل غزة على اي عملية قد تنفذ في الضفه الغربية او داخل الخط الاخضر ما سيعني حافزا لحماس لتصعيد العمليات في الضفه الغربية لادراكها بان اسرائيل ستكون في حاجة الى وقف لاطلاق النار هناك ايضا .

ويرى الكاتبان ان نقطة الضعف التي تتجلى في الاتفاق المتبلور هي غياب صفقة لتبادل الاسرى واطلاق سراح الجندي الاسير من ثنايا الاتفاق ومع رفع الحصار فان اسرائيل ستفقد ورقة الضغط الفاعلة لتحقيق هدف اطلاق سراح الجندي شاليط ما سيشكل استنساخا لقرار 1701 الذي انهى الحرب على لبنان حيث جرى التضحية بالجنديين الاسيرين مقابل اعادة الهدوء .

وقال الكاتبان ام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل جهد يوم امس خلال مؤتمر صحفي على اظهار عدم تلهف حماس للتهدئة ووقف اطلاق النار ودعى بان مصر وليست حماس هي من تقف وراء المبادرة ولكن وعلى ارض الواقع فأن حماس معنية جدا بالتهدئة لرفع الحصار وتعزيز سيطرتها على غزة وستحاول خلال الاسبوع القادم ضم بقية الفصائل للاتفاق المذكور خشية ان تقف امام معضلة كبيرة في حال فشل وقف اطلاق النار تتمثل بخيار الصدام المسلح مع حركة الجهاد الاسلامي او المخاطرة بانهيار التفاهمات التي حققتها مع مصر .

ويختتم الكاتبان مقالهما بالقول ان اسرائيل من ناحيتها ستتابع التطورات الخارجة في القاهرة ومن وجهة نظرها اذا لم تنضم بقية الفصائل لاتفاق التهدئة فهي لا ترى فيه اية اهمية وستتواصل العمليات في غزة وان كانت بوتيرة اقل اضافة الى نقطة قلق اخرى تتمثل في الضفه الغربية التي لا تسيطر عليها حماس فعليا وبذلك فهي لن تعمل على لجم العنف هناك بل قد تنضم الى بقية الفصائل العاملة هناك .