|
الجبهة الإسلامية المسيحية تتهم إسرائيل بتهديم القدس القديمة وتحويلها إلى مبان غير صالحة للسكن
نشر بتاريخ: 28/04/2008 ( آخر تحديث: 28/04/2008 الساعة: 18:17 )
رام الله-معا-اتهم الدكتور حسن خاطر الامين العام للجبهة الإسلامية المسيحية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالعمل وفق خطة واضحة ومدروسة لتهديم وتخريب معظم مباني البلدة القديمة ،مما سيجعلها أمكان غير صالح للسكن ، الامر الذي سينجم عنه إجلاء معظم سكانها المقدسيين بذرائع الحفاظ على حياتهم ، وهو الهدف الذي تسعى اليه سلطات الاحتلال .
وقال الدكتور خاطر": ان هذه الخطة تستند الى وسيلتين خطيرتين تعتمدهما سلطات الاحتلال ، الاولى تتعلق بسلطة الآثار الإسرائيلية التي نقلت نشاطها المركزي منذ عام الى البلدة القديمة ، وهي منذ ذلك الحين الى اليوم تعمل في الليل والنهار على حفر الانفاق الضخمة في كل مكان تحت الأحياء العربية وتحت الأقصى، وتحت سائر المقدسات الاسلامية والمسيحية الأخرى ، وقد بدأت ثمار هذا الحفر والتخريب الذي يتم باسم العلم وباسم البحث عن آثار ، تظهر في كل مكان داخل الاسوار ، وكان آخرها وأخطرها سلسلة الانهيارات التي حدثت في اكثر من مكان ، ابتداء بالانهيار الذي وقع في الساحة الغربية للمسجد الأقصى في يوم الجمعة 15/2/2008م ، ومرورا بالانهيار الذي حدث في حوش الزوربا ،وصولا الى الانهيار الخطير في حوش العسيلة ، الذي تم من خلاله الاطلاع على حقائق خطيرة توحي بان اجزاء كبيرة من البلدة القديمة باتت معلقة في الهواء ، وانتهاء بتساقط الحجارة من حائط البراق وظهور تصدعات خطيرة في حجارة الحائط جعلت الاسرائيليين يصابون بالذعر من احتمال حصول انهيارات في اية لحظة فوق رؤوس اليهود الذين يصلون في الساحة التي أمامه ، اضافة الى ظهور شقوق وتصدعات واضحة في عشرات المباني التي يسكنها الفلسطينيون في المدينة . وبين الدكتور حسن خاطر "ان البنايات القديمة جدا التي تتكون منها البلدة العتيقة لا تحتمل ابدا هذا العبث وهذا الحفر والتخريب المتواصل تحت اساساتها ،ولا احد يعرف كم ستصمد بعد تفريغ كميات كبيرة من الصخور والاتربة التي كانت تسندها على مدار الآلاف السنيين،فكل الابنية القديمة في القدس تستند في بقائها الى الارض الصلبة التي تقوم عليها ، اذ لا يوجد في ارضيتها اية اساسات خاصة او دعائم فولاذية او ماشابه كما هو الحال في البنايات الحديثة ، وقال ان النتيجة المنتظرة لهذا كله هو حدوث مزيد من الانهيارات في هذه المساحة الصغيرة والمكتظة بالبنايات التاريخية والأثرية النادرة على مستوى العالم كله ، وقال لا احد يستطيع ان يتنبأ بحجم الانهيارات المحتملة هذه المرة ولكننا نؤكد بأنها ستكون اكبر بكثير من كل ما حدث الى غاية هذا التاريخ" . وعن الوسيلة الثانية التي تستند اليها هذه الخطة قال الأمين العام للجبهة الاسلامية المسيحية انها تتعلق بمنع سلطات الاحتلال أية اعمال ترميم او صيانة لهذه المباني ، ووضع شروط تعجيزية لمن يفكر في ذلك ،وهناك عشرات الامثلة والنماذج ،وهذا ادى مع السنين الى تفاقم الأخطار والعوامل التي تحدق بهذه المباني من فوق الأرض ومن تحت الأرض ، وكلها في النهاية تتلاقى على تحويل هذه البنايات التاريخية الى اماكن مهدمة او مهددة بالانهيار وغير قابلة للسكن ،الامر الذي يؤدي الى خروج العائلات المقدسية خوفا على حياة ابنائها ، او اجلائها بالقوة حرصا على سلامتها ، وهو الحلم الذي يراود سلطات الاحتلال . وقال الدكتور حسن خاطر "ان سلطات الاحتلال لها تجربة في هدم وازالة جزء كبير وهام من البلدة القديمة عند احتلال المدينة عام 1967م ، وهو الجزء الذي كان يشكل حي المغاربة وحي الشرف ،وقال ان ما بات يعرف بالحي اليهودي اليوم في البلدة القديمة هو النموذج الذي تريد اسرائيل تعميمه على سائر البلدة القديمة". وقال "ان سياسة عزل المدينة ومنع المسلمين بشكل مستمر من الوصول الى البلدة القديمة والصلاة في الأقصى ، ومنع المسيحيين ايضا من الوصول الى كنيسة القيامة كما حدث قبل ايام في سبت النور وغيره من المناسبات الدينية الأخرى ، يهدف في نهاية المطاف الى تعزيز هذه الخطة وشطب القدس من ذاكرة المسلمين والمسيحيين مما يسهل على الاحتلال تنفيذ اهدافه بسهولة اكبر" . وطالب الدكتور حسن خاطر منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو النظر الى هذه التحذيرات بعين الجدية ، واتخاذ قرارات واجراءات تعكس المكانة الحقيقية للقدس عند الامة بمسلميها ومسيحييها ، وقال" ان الاجيال لن تغفر هذا الصمت المريب في الوقت الذي تتعرض فيه القدس الى سيل عارم من المخططات والمؤامرات التي تستهدف أهلها المرابطين وهويتها العربية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية" . |