|
ابتكر ساعة يدوية تُحدد القِبلة- ياسين الشوك مهندس فلسطيني وصل اختراعه لستة ملايين يد في العالم
نشر بتاريخ: 29/04/2008 ( آخر تحديث: 29/04/2008 الساعة: 10:27 )
غزة- معا- الحديث عبر شبكة الإنترنت من غزة وجنيف، يحمل قصصاً وألوان مختلفة, أما القصة الأكبر فهي من العاصمة السويسرية، وبطلها مهندس فلسطيني، اسمه ياسين الشوك، فقلبه يدق بعشرات الاختراعات، وساعته لا تخطئ ولا تنفذ شحنات"بطارياتها".
هو اليوم فرنسي الجنسية، لكنه لا ينسى مدينة القدس، حيث ولد فيها، ودرس على مقاعد مدارسها الابتدائية والإعدادية. حصل على الشهادة الجامعية من مصر، ثم هاجر إلى سويسرا، للدراسة في معهد "البوليتكنك" في جنيف، ليتخرج منه بدرجة دبلوم عالٍ في الآلات الدقيقة. كما أنهى الدبلوم العالي في الدراسات البوليسية والتحقيقات الخاصة في جامعة بروكسل في بلجيكا. سلسلة نجاح يروي المهندس والمخترع ياسين الشوك القصة، ونمضي وقتاً طويلاً في تبادل الحوار، فنعرف أنه حاز على عدة بطولات رياضية عالمية. واختراع ساعة يد رجالية ونسائية مضيئة للصم، ثم أهداها لمعهد المكفوفين في جنيف. يحدثنا كيف ابتكر ساعة يد تؤذن وقت الصلاة. ونعيده للحظات اختراعه لليزر طبي، ابتاعته وزارة الصحة في سويسرا. ونتحدث كثيراُ عن أهم اختراع، وهو ساعة مكة لتحديد اتجاه القبلة للصلاة التي بيعت منها 6 ملايين ساعة، في زمن قياسي لم يتعدى السنوات الست. ساعة مكة بدأت قصة اختراع "ساعة مكة" كما يقول ياسين خلال دراسته للهندسة في جينيف، عندما أكتشف أن الكثير من المسلمين لا يستطيعون تحديد مكان القبلة أثناء سفرهم أو إقامتهم في أماكن مختلفة من العالم. ويُضيف " خلال تفكيري في إيجاد طريقة ما لتحديد القبلة بطريقة سهلة اطلعت على جهود العلماء المسلمين الذين توصلوا إلى الوصول إلى نظرية جغرافية تقول بأن مكة المكرمة هي مركز الدائرة في العالم، وأن هذه الدائرة تمر بأطراف جميع القارات، ثم أوصلوا تلك الخطوط المتساوية ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول والعرض عليها، فتبين لهم أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط. يتابع: ومع تطور العلم والتكنولوجيا وعلم الفلك تم الكشف عن سبب اختيار الله مكة لتكون آخر محطات النبوة، وعلى أساس هذا الاكتشاف بنيت فكرة اختراع ساعة مكة. يضيف: في أعقاب الإطلاع على هذه النظرية انطلقت في البحث رويدا رويدا لأقترب من إنجاز الاختراع فرسمت دائرة مركزها مكة المكرمة، وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها. ثم احتسبت درجات الطول التي يبلغ مجموعها 360 خط ،والتي تشكل دائرة كاملة، يقع نصفها غرب الخط المار بضاحية غرينيتش بالقرب من لندن، والنصف الآخر شرق قرية غرينيتش. يروي الشوك: " ساعدتني هذه الخطوط على تحديد المكان على سطح الكرة الأرضية وحساب درجات المدن والدول في العالم التي قسمتها بالتساوي لتبدأ من الدرجة 0 وتنتهي إلى الدرجة 390. وبعد حسابات فلكية كثيرة توصلت إلى تحديد اتجاهات المدن والدول عن مركز العالم مكة المكرمة. وهكذا بدأت باختراع الساعة لتحديد اتجاه القبلة والتي استغرقت مني مدة 4 سنوات، حطمت خلالها مئات الساعات أثناء محاولاتي الاختراع". بعد هذه الجهود رأت ساعة مكة المكرمة النور، مضافا إليها بوصلة لتحديد اتجاه الشمال، ولاحقاً تم فصل الساعة عن البوصلة عبر مادة "اللازا"، وهي المادة التي يلف بها القمر الصناعي في رحلاته المكوكية. سجل المهندس ياسين بتسجيل اختراعه في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية التابع للأمم المتحدة، فالمعهد الدولي لحماية الملكية الصناعية التابع لوزارة التجارة والاقتصاد الفرنسية. يقول:عرض عليّ بعض التجار ورجال الأعمال اليهود من فرنسا وسويسرا وإسرائيل أخذ حق الاختراع مني لقاء ملايين الدولارات ولكنني رفضت. آله لمنع الانفجاريات لم تتوقف إبداعات المهندس ياسين عند هذه الساعة، إذ توصّل لاختراع آلة لمنع الانفجار المفاجئ بالسيارات أو الأجهزة المنزلية، وسجل اختراعاته في كتاب المخترعين العالميين الذي تشرف عليه فاليري جيسكاردستان ابنة الرئيس الفرنسي الأسبق. ويعتقد الشوك أن العرب والمسلمين قادرين على مواكبة التطورات التكنولوجية ومنافسة كبار المخترعين في العالم ، لو مُنحوا الفرصة والدعم، وشجعوا الحكومات البحث العلمي. يتشعب حوارنا مع المهندس الفذ، وتطول أسئلتنا، فيما تسرقنا هموم الوطن وأحواله، فهي أيضاُ تحتاج لاختراع لحلها. |