|
مدرسون بغزة: نركض للحاق بالحصص الدراسية والوكيل يطالب بقليل من الهمة
نشر بتاريخ: 29/04/2008 ( آخر تحديث: 29/04/2008 الساعة: 13:47 )
غزة- تقرير معا- هل وصل الأمر حقاً للركض؟ ربما، حينما تبدأ الحصة الدراسية بالسابعة والربع صباحاً فالأمر يحتاج إلى سرعة زيادة، ليدع المدرسون وجبة الإفطار إلى حين آخر، وليغيروا برامجهم اليومية لتتسع لمساحات من الركض اليومي فهي تفيد القلب والدورة الدموية وتنشط الذاكرة.
بفعل ازمة الوقود في غزة فإن قرابة 90% من وسائل النقل المتعاقدة مع شريحة المدرسين توقفت عن العمل وعن نقل هؤلاء إلى مدارسهم وبالتالي اضطر المدرس كما غيره أو كالطالب مثلاً للسير على الأقدام والتعلق بأي وسيلة مواصلات تقله في أقرب فرصة إلى المدرسة كي لا يقع في موقف محرج خاصة إن تاخر عن النشيد الوطني والطابور وإما فليختار الغياب. الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التضخيم فما على المدرس في غزة سوى " القليل من الهمة" كما قال وكيل الوزارة في غزة د. محمد شقير الذي أكد أن 80% من المدرسين يعملون في مناطقهم لا سيما محافظة رفح التي تمتلئ مدارسها بمدرسيها. ويعتقد الوكيل أن 20-30% من المدارس خاصة بالمحافظة الوسطى هم من يواجهون مشاكل في المواصلات بعد اندلاع أزمة الوقود وهم ممن يعملون في مدارس شرقي غزة، أما باقي المناطق فهي على حد تعبيره " مسيطر عليها جيدا". أما غزة المدينة الأكبر في محافظات القطاع والتي تبلغ مساحتها قرابة 45 كيلومتر مربع فإن المدرس من وسط المدينة يفتقد للمواصلات الداخلية وبالتالي يضطر للدوام ولو متأخرا لأن قراراً من وزارة التربية والتعليم يلزم كل مدرس بالدوام بمنطقته. إذن ست مناطق تعليمية تلك التي قسمتها الوزارة في غزة ومدرسون من مناطق يضطرون للحقا بمدارسهم في مناطق أخرى ما عدا منطقة رفح التعليمية التي لا تحتاج أي مدرس من خارجها، بينما يضطر مدرسون من هناك للسير بالشوارع بعد صلاة الفجر بحثاً عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى مناطق التعليم التي ينتمون لها خارج رفح. وعن ذلك يقول الوكيل د. شقير:" لدي مدرسين من رفح يأتون إلى مدارسهم بغزة وآخرين دوامهم في المناطق الشرقية من خانيونس هؤلاء يخرجون بعد صلاة الفجر ويتعبون قليلاً ولا يبالون". وعمن لا يستطيع ذلك قال:" من يسوف همته ضعيفة فالأمر يحتاج إلى قليل من الهمة" وضرب مثلاً قائلاً:" أمس ذهبت للاطلاع على سير العملية التدريسية في أغلب مدارس خانيونس رأيت أن كل مدرسي محافظة رفح حضور ما عدا مدرس واحد كان معتذراً" ويضيف:" وهنا في الوزارة في تل الهوى يأتي موظفون من بيت لاهيا شمال القطاع ومن المحافظة الوسطى ومن أقصى الشيخ رضوان فلماذا يقومون بذلك رغم أزمة الوقود؟". معلمة بالمرحلة الأساسية من قلب مدينة غزة قالت:" تقع مدرستي على أطراف مدينة غزة شرقاً واضطر للتبكير نصف ساعة ولكنها معاناة كبيرة فيوم اركب حافلة بضاعة يوم أضطر للمشي مسافات طويلة ويوم ثالث اضطر للتنقل بخمس مواصلات للوصول إلى المدرسة". ما يهون الموضوع لدى تلك المعلمة وغيرها ان الفصل الدراسي على وشك الانتهاء حيث قررت الوزارة بغزة تكثيف الحصص الدراسية وتبكير الامتحانات النهائية عشرة أيام مقدماً حيث اضطر المدرسون إلى إنهاء المناهج الدراسية حتى نهاية الشهر الجاري فيما ستنطلق الامتحانات النهائية في السابع من الشهر المقبل. |