|
عمال فلسطين ولقمة العيش المغمسة بالدم- عامل يروي تفاصيل معاناته بعد اعتقاله من قبل شرطة الاحتلال
نشر بتاريخ: 03/05/2008 ( آخر تحديث: 03/05/2008 الساعة: 12:54 )
نابلس- معا- روى العامل الفلسطيني محمود بني نمرة ( 50 عاما ) من سلفيت معاناته التي قضاها بعد اعتقاله من قبل الشرطة الاسرائيلية, اثناء عبوره جدار الفصل للعمل في اسرائيل ولتوفير لقمة عيش لابنائه.
وقال بني نمرة الذي افرج عنه قبل عدة ايام, انه كان متوجها إلى البحث عن عمل في مدينة تل أبيب صباح يوم 15-12-2007 متخطيا "بطلوع الروح" ثغرات في جدار الفصل وهو يلتفت يمينا وشمالا كي لا تراه احدى الدوريات التي تجوب شارع الجدار. ويضيف أنه بعد ذلك اعترضته أربع دوريات للشرطة الاسرائيلية، وقبل أي حديث معهم أو توضيح الامر لهم, انهال افراد الشرطة عليه بالضرب والشتائم, ومن ثم تم نقله إلى مركز شرطة "رمات غان" وهناك أيضا تم الاعتداء عليه وأهانته بكافة الشتائم، رغم انه أوضح لهم انه يعاني من أمراض عديدة أهمها مرض القلب والضغط وابرز لهم تقريرا طبيا يوضح, ذلك إلا أنهم زادوا في ضربة وأهانته قبل أن يتم نقله إلى سجن أبو كبير حيث تم وضعه مع السجناء الاسرائيليين المتهمين بجرائم قتل ومخدرات وسرقة مما أدى إلى معاناة جديدة إضافة للمعاناة التي حدثت أثناء اعتقاله. وأشار بني نمرة انه بعد ذلك تم نقله إلى سجن الدامون حيث قضى فترة سجنه لمدة 5 شهور, "مر كل يوم منها كأنه سنة بسبب الاهانة والاعتداءات والتواجد مع قتلة وتجار مخدرات" في نفس القسم الموجود فيه، ومما سبب له معاناة مضاعفة هو قيام السجناء الجنائيين بسب الذات الآلهية وسب بعضهم البعض بأقبح الشتائم حيث لا حياء ولا أخلاق لديهم مما جعل اليوم الواحد كسنة مما تعدون- على حد وصفه. وأوضح انه طلب من إدارة السجن نقله إلى قسم السجناء الأمنيين الفلسطينيين إلا أن إدارة السجن رفضت ذلك ورفضت أيضا طلبة لزيارة ابنه السجين الأمني نبيل محمود بني نمرة المحكوم 7 سنوات ولم يره منذ 3 سنوات بسبب منعه من الزيارة. وطالب بني نمرة وناشد الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين "محافظة سلفيت " وعبر رئيس الاتحاد "محمود البر" والمؤسسات الحقوقية للعمل مع المنظمات الدولية للحد من انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق العمال الفلسطينيين الذين يعانون البطالة والفقر, موضحا انه يعيل 8 أفراد 2 منهم في الجامعات مما يجعله يضطر للذهاب للبحث عن عمل رغم ما يتعرض له فلا سبيل أمامه إلا البحث عن العمل لتوفير لقمة العيش لابنائه, وأن الديون تلاحقه وما عاد يقدر على تلبية احتياجات أسرته المتزايدة. وناشد بني نمرة توفير فرصة عمل له عن طريق برامج البطالة او اية برامج أخرى كي يواصل اطعام عائلته بدل السؤال والحاجه, حيث بات وضع العائلة المادي لا يحتمل وانه مشغول الفكر والبال باطعام عائلته. وأعرب محمود البر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة سلفيت عن استنكاره وشجبه للممارسات "التعسفية" التي تقترفها سلطات وشرطة الاحتلال بحق العمال الفلسطينيين الباحثين عن لقمة العيش. واضاف البر بان شرطة الاحتلال وحرس الحدود قامت باعتقال حوالي 200 عامل فلسطيني في مناطق مختلفة داخل الخط الاخضر خلال الأسبوع الماضي بحجة عدم حوزتهم على التصاريح اللازمة حيث جرى مطاردتهم واعتقالهم وتعريضهم للاهانات والضرب ومعاملتهم بطريقة لا انسانية. وقد اعتبر البر أن هذه الإجراءات "التعسفية" ما هي إلا حلقة في سلسلة الإجراءات المخالفة للقوانين الدولية والإنسانية والتي تعطي للعمال الحق في العمل والعيش بكرامة وتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم وأطفالهم. وطالب البر الهيئات والمنظمات الدولية الضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الممارسات بحق العمال وتحميلهم المسؤولية عما وصلت إليه الأمور فيما يتعلق بحجم البطالة والفقر في الأراضي الفلسطينية. |