وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة بيرزيت تفتتح مؤتمر "تكنولوجيا الخرسانة وتطبيقاتها في فلسطين"

نشر بتاريخ: 06/05/2008 ( آخر تحديث: 06/05/2008 الساعة: 18:38 )
رام الله- معا- نظمت كلية الهندسة في جامعة بيرزيت، ونقابة المهندسين في مركز القدس، وجمعية الخرسانة الفلسطينية، مؤتمرا دوليا اليوم الثلاثاء تمحور حول الخرسانة في فلسطين ومستقبلها بعنوان " تكنولوجيا الخرسانة وتطبيقاتها في فلسطين".

واعتبر رئيس دائرة الهندسة المدنية في الجامعة د. عمر زمو، تنظيم المؤتمر خطوة مهمة، باعتباره الأول من نوعه على مستوى الأراضي الفلسطينية الذي يسلط الأضواء على الخرسانة واستعمالاتها في فلسطين، كما يتناول المشاكل الحالية المتوقعة التي تواجه صناعة الخرسانة المحلية.

وبين زمو أن المؤتمر يركز على أحدث الاساليب والتكنولوجيا المطورة عالمياً لمواكبة تحديات العصر وفتح الآفاق في مجالات تطوير تكنولوجيا الخرسانة في فلسطين.

كما يعالج قضايا تكنولوجية متخصصة تشمل طرق مطورة لتصميم الخلطات الخرسانية وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية تصنيع الأسمنت تماشياً مع التوصيات البيئية العالمية ومعالجة المشكلات المتعلقة بالمواد الأساسية التي تصنع منها الخرسانة.

وفي الإطار ذاته، ذكر عزمي الخطيب، ممثل نقابة المهندسين في مركز القدس، أن تنظيم المؤتمر يتزامن مع احتفالات النقابة بالذكرى الـ (50) لتأسيسها.

وقال الخطيب: منذ نشأتها تسعى النقابة لمواكبة العلم، وتقديم الأفضل لصالح أعضائها والجمهور الفلسطيني، والمساهمة في بناء الوطن.

وأوضح أن النقابة راكمت على مدار العقود الماضية خبرات لا يستهان بها، مما انعكس في الارتقاء بأدائها ورسالتها، والخدمات التي توفرها.

وقال: أهم مقومات الهندسة هو العلم والمعرفة، ولذا حرصت النقابة على تعزيز هذا الجانب، عبر تنظيم والمشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية.

ورأى أن أهمية المؤتمر تكمن في جمعه خبراء محليين وأجانب، وممثلين عن العديد من الهيئات والجامعات لتبادل المعرفة في مسألة، قلما تم الالتفات إليها، مشيدا في الوقت ذاته، بكافة الجهات التي أشرفت على تنظيم المؤتمر.

وأعلن عن نية النقابة وجامعة النجاح عقد مؤتمر دولي حول التخطيط العمراني في فلسطين، خلال الفترة المقبلة.

وختم الخطيب، بالإعراب عن أمله في نجاح المؤتمر، وأن يؤسس لفعاليات مماثلة خلال السنوات المقبلة.

بدوره، أكد د. سامي الحجاوي، ممثل جمعية الخرسانة الفلسطينية، أهمية المؤتمر، خاصة وأنه يجري بمشاركة عدد من الخبراء الأجانب.

وقدم الحجاوي، نبذة عن الجمعية، لافتا إلى أنها تأسست العام 2006، بهدف نشر المعرفة فيما يتعلق بالخرسانة، وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.

ونوه إلى أن الجمعية هي الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية، وأنها تسعى لتكريس حالة من الشراكة مع القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف التي وجدت لأجلها.

يذكر أن الاهتمام بالخرسانة برز باعتبارها المادة الأكثر استهلاكاً على الأرض بعد الماء، حيث يبلغ إنتاج الأسمنت في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم حوالي 2.4 مليار طن سنوياً وهو ما يكفي لإنتاج 20 مليار طن من الخرسانة، أي ما يعادل متر مكعب واحد من الخرسانة للفرد الواحد في السنة.

والآن وفي المستقبل المنظور لا يوجد مواد أخرى يمكن أن تحل محل الخرسانة باعتبارها العمود الفقري لتلبية احتياجات المجتمعات من مباني سكنية، وبنية أساسية ومدارس ومستشفيات.

ولكن الخرسانة تواجه مستقبلاً مجهولاً بسبب تزايد تكاليف إنتاج الأسمنت وتزايد الأثر البيئي الناجم عن الإنتاج.

وفلسطين ليست استثناء، حيث أدى الطلب على مواد الخرسانة إلى استيراد الأسمنت إلى الضفة الغربية بمعدل سنوي قدره 1.2 مليون طن وهو ما يكفي لإنتاج 10 مليون طن من الخرسانة لـ 2 مليون فلسطيني، أو ما يعادل اثنين متر مكعب من الخرسانة لكل فلسطيني في الضفة الغربية في السنة، وهو ضعف متوسط نصيب الفرد من الخرسانة في جميع أنحاء العالم.

ولهذا الارتفاع في الطلب مع العرض المحدود وزيادة أسعار الاسمنت مخاطر قد تؤدي إلى أزمة في فلسطين في المستقبل القريب. أزمة يشعر بها الفلسطينيون في غزة الآن، حيث يقتصر استهلاك 1.5 مليون نسمة في غزة على 0.5 مليون طن من الاسمنت، وهذا نصف ما يُستهلك في الضفة الغربية.

وبهذا فإن الأزمة الراهنة لقطاع البناء والتشييد في الضفة الغربية هو أول المشاكل التي قد تواجه فلسطين على صعيد الخرسانة في المستقبل.

ومن المُِلح الآن إثارة تساؤلات حول مستقبل الخرسانة وتكنولوجيا الخرسانة في فلسطين، وإيجاد حل للأزمة قبل أن تتفاقم الى مستويات تعطل معدلات النمو.

وقد عقد المؤتمر حول ثلاثة محاور رئيسية هي: التجديد والتطوير في مواد الخرسانة الأساسية وتكنولوجيا التصنيع والاستعمال واستخدامات الخرسانة الإنشائية والمعمارية وقد شارك في كل منها خبراء عالميون في المجالات الصناعية والأكاديمية، إضافة إلى مجموعة من المهندسين المحليين من ذوي الخبرة والاختصاص.