|
شموع غزة.. من وسيلة للفرح والسعادة الى وسيلة لمواجهة الحصار
نشر بتاريخ: 11/05/2008 ( آخر تحديث: 11/05/2008 الساعة: 16:33 )
غزة- معا- انتظرت الطفلة "ميسون" ذات الخمسة أعوام أن يطفئ من حولها وخاصة الأطفال الشموع، وتنار المنطقة بالكهرباء بعد أن غرقت في الظلام الدامس، دون أن تدري أن إشعال الشموع ليس من باب الفرح أو ألعاب الأطفال، وإنما لإضاءة النور بعد أن غرق في الظلام الدامس جراء توقف محطة الكهرباء.
وغرقت أجزاء كبيرة من مدينة غزة، ليلة السبت في ظلام دامس، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب قطع إسرائيل لإمدادات الوقود كجزء من العقوبات التي تفرضها على سكان قطاع غزة. وكانت شركة الكهرباء قد عانت مؤخراً من نفاد السولار الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء؛ الأمر الذي أثر على وصول التيار للمواطنين. الطفلة ميسون خرجت من بيتها القريب من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، لتشارك عشرات الأطفال الذي تجمهروا قرب المفترق بدعوة من اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار مساء السبت، في مسيرة شموع تحدياً لانقطاع الكهرباء وحصار غزة. لكن الطفل رامي بدا أكثر وعياً من شقيقته "ميسون" وأكبر من سنه حين قال: "غزة عتمة.. ولا نرى شيئاً في البيت.. أمي منعتنا من الخروج للشارع خوفاً علينا". وأضاف رامي، وقد عكس شعاع ضوء الشمعة على وجهه "لماذا يعاملوننا في غزة هكذا؟.. إننا نرى في التلفزيون أطفال العالم يعيشون حياة غير التي نعيشها؟.. متى سنصبح مثل أطفال العالم". وحمل الأطفال في المسيرة إلى جانب الكبار ويتقدمهم أعضاء اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الشموع المضيئة ولافتات ضد الحصار الإسرائيلي وعقاب غزة. لكن ما يزد "الطين بله"- حسب الشاب محمد جندية- الذي شارك وأطفاله نور منار أحمد في المسيرة، أن الوقود والغاز مقطوع هو أيضاً مما يحول دون إشعال المصباح "الشمبر". مشيراً إلى أن الحياة وصلت لـ"طريق مسدود" وأن مماطلة الحل يعني قرب الانفجار الشعبي. من جهته، قال رامي عبده، الناطق باسم اللجنة الشعبية إن هذه الفعالية جاءت لتعبر عن حالة الضيق التي وصل لها حال المواطنين في قطاع غزة، مضيفاً أن الشارع الآن غاضب وحانق ولم يعد من الممكن أن يحتمل الأوضاع أكثر من ذلك". وشدد عبده، على الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل القطاعات ويتغول بطريقة غير مسبوقة، وأنه "لا يمكن الحديث الآن عن قطاع معين كل المرافق الحيوية الآن باتت مشلولة". وتابع "الآن يخرج الجميع في هذا المشهد يتقدمهم الأطفال والطلاب الذين باتوا غير قادرين على مواكبة دروسهم وامتحاناتهم. أما علي النزلي، مسؤول العلاقات العامة والفعاليات في اللجنة، فأكد على أن مثل هذه الفعاليات جاءت لتوصل رسالة لكل أحرار العالم وكل المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة للتدخل الفوري والعاجل وان لا يصمتوا في هذه اللحظات الحرجة حتى لا يكونوا شركاء في هذه الجريمة. وناشد النزلي، "بان كي مون" للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة في القطاع وان المعاناة وصلت إلى مستوى غير مسبوق ينذر بتدهور الأوضاع وحدوث كوارث إنسانية حقيقية. |