وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة بجمعية حواء بنابلس- التأكيد على حق العودة والمطالبة بالمشاركة الفاعلة في فعاليات النكبة

نشر بتاريخ: 11/05/2008 ( آخر تحديث: 11/05/2008 الساعة: 19:52 )
نابلس-سلفيت-معا- نظمت جمعية مركز حواء للثقافة والفنون واللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة ندوة سياسية تحت عنوان "مرور ستين عاما على النكبة.. وماذا بعد؟؟" ضمن سلسلة الفعاليات بمناسبة ذكرى النكبة.

وشارك في الندوة التي اقيمت في قاعة الجمعية ريما نزال ممثلة عن محافظ نابلس د. جمال محيسن، وحاتم عبد القادر عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح، مستشار رئيس الوزراء لشؤون القدس، وأدراها تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني ومقرر لجنة احياء ذكرى النكبة الستين في نابلس.

وافتتح نصر الله الندوة بالترحيب بالحضور، وقال ان معاناة الشعب الفلسطيني بدأت عام 48 ولم تنته بل امتدت الى يومنا هذا، معتبرا ان الفعاليات التي يقيمها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من مسيرات ومهرجانات ونشاطات متنوعة تؤكد على ان حق العودة لن يضيع، مضيفا ان استمرار النكبة طيلة الستين عاما يشكل "وصمة عار" في جبين المجتمع الدولي.

والقت غادة عبد الهادي، رئيسة الهيئة الادارة لجمعية حواء كلمة رحبت فيها بالحضور، منوهة إلى ما عاناه الشعب الفلسطيني منذ النكبة إلى اليوم جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.

وأكدت عبد الهادي أن اللاجئين بعد كل هذه السنين ما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم وكواشين اراضيهم، مما يؤكد على تمسكهم بحقوقهم ورفضهم التنازل عنها، كما اكدت على ان قضية اللاجئين كانت وما زالت على رأس الأولويات الفلسطينية والقضية المركزية على طول مراحل النضال الفلسطيني، ولم ولن يجرأ أحد على التنازل عن هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم او الوفاة.

وقالت عبد الهادي إن القضية الفلسطينية تمر باعقد مراحلها في ظل تعنت الاحتلال ورفضه ارجاع الحق لاصحابه، مطالبة المفاوض الفلسطيني بعدم الرضوخ والتنازل، مؤكدة أن حقوق الشعب الفلسطيني هي المعيار لأي تحرك سياسي، فحق عودة اللاجئين إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها، واستعادة ممتلكاتهم، أقرتها القوانين الدولية من خلال القرار 194، باعتبار عودة اللاجئين حق أساسي من حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض أو التصرف بها، والتوقف عن الحديث بصيغة حل متفق عليه.

وتلا تيسير نصر الله برقية من النائب محمد بركة العضو العربي في الكنيست ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي منعته السلطات الاسرائيلية من دخول نابلس للمشاركة في الندوة، حيث عبر بركة في برقيته عن اسفه لعدم تمكنه من الحضور الى نابلس التي يعتز بها.

واشار بركة الى احياء الجماهير العربية داخل الخط الاخضر لذكرى النكبة من خلال مسيرة الى قرية صفورية المهجرة حيث جددوا عهد الاباء والاجداد وحق العودة غير القابل للمساومة، منوها الى ان هذه الاحتفالات جاءت بالتزامن مع احتفالات الاسرائيليين بقيام دولتهم.

واوضح بركة ان 25% من ابناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الاخضر هم لاجئون في وطنهم بعد ان هجروا من مدنهم وقراهم.

وتطرق بركة الى الوضع الفلسطيني الداخلي مؤكدا انه لا يمكن لاي شعب ان يكون قويا وقادرا على مواجهة الاحتلال الا اذا كان موحدا، موضحا ان الوحدة قيمة عليا وحاجة ضرورية، مضيفا ان الوحدة تتطلب الالتزام بالمؤسسات الشرعية المنتخبة وعدم اللجوء الى السلاح لحل النزاعات الداخلية.

اما ريما نزال فقالت ان المشهد الفلسطيني في ذكرى النكبة يتكرر كل عام مع بعض المستجدات الخاصة بكل مرحلة، واشارت الى ان احياء ذكرى النكبة يأتي بالتزامن مع احتفالات الاسرائيليين بقيام دولتهم وفي ظل استمرار سياسة التهويد والتوسع الاستيطاني وبناء جدار الفصل.

وتطرقت نزال "الى الوضع السياسي الراهن وشرحت اوجه المأزق السياسي التفاوضي الذي يعكس صورة معتمة ومضطربة وانسداد الافق امام العملية التفاوضية لاعادة الحقوق الى اصحابها خاصة بعد الاعلان عن رسالة الضمانات التي قدمها الرئيس الامريكي جورج بوش الى رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ارييل شارون وكذلك ما يمكن ان يعلنه بوش خلال زيارته المرتقبة الى اسرائيل للمشاركة باحتفالات قيامها".

وقالت نزال ان المأزق الفلسطيني يتجلى في التبني الامريكي الكامل للسياسات الاسرائيلية، وكذلك في ضعف الموقف الفلسطيني بعد احداث غزة.

بدوره قال حاتم عبد القادر ان الشعب الفلسطيني يعيش منذ 60 عاما نكبات ارتدادية على اثر النكبة الكبرى عام 48 ، موضحا ان الاسرائيليين يحاولون احتكار دور الضحية ويرفضون ان يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم وهذا ما حصل عندما قمعت السلطات الاسرائيلية مسيرة صفورية.

وتحدث عبد القادر حول التواجد الفلسطيني داخل القدس، واوضاع اللاجئين فيها، واكد ان القدس تعيش وضعا صعبا ولا يمكن الحديث عن دولة فلسطينية بدون القدس لما لها من بعد تاريخي وجغرافي وديني.

واوضح ان اسرائيل انتهجت سياسات مختلفة للسيطرة على القدس من خلال السعي لاحداث خلل ديمغرافي لصالح اليهود، ومن بين الاليات التي اتبعتها عزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وتطويق القدس بسوار من المستوطنات منوها الى ان مساحة القدس عام 67 كانت 6 كيلو متر ولكنها الان اصبحت 72 كيلو متر نتيجة ضم اراضي من الضفة الغربية اليها، بينما تبلغ مساحة ما يسمى بالقدس الكبرى 120 كيلو متر، واضاف ان هناك 15 مستوطنة داخل القدس و191 الف مستوطن داخل القدس الشرقية مقابل 280 الف فلسطيني.

واكد عبد القادر ان هناك استهدافا للاجئين في القدس حيث ان 35 الف لاجئ يقطنون مخيم شعفاط تم اخراجهم من حدود القدس من خلال الجدار الفاصل، كما ان 65% من مدرسي المدارس في القدس هم من حملة هويات الضفة الغربية، معتبرا ان اسرائيل تواصل السير في اهداف النكبة ولكن بأساليب حديثة تتحايل فيها على القانون.

وتناول عبد القادر جانبا مشرقا للوضع في القدس يتمثل بتمسك المقدسيين بصمودهم في المدينة المقدسة، كما ان المدارس في القدس تدرس المنهاج الفلسطيني بما فيها المدارس التابعة لبلدية القدس.

وفي نهاية الندوة دار نقاش ساخن، حيث طرح الحضور الاسئلة والاستفسارات، في حين رد عليهم المشاركون مما اكسب اللقاء جوا تفاعليا.