وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"اللقمة المغمسة بالدم"- العامل عبد الرحمن سباعنة لقي حتفه وهو يطارد الجدران لتوفير لقمة عيش اطفاله الستة

نشر بتاريخ: 12/05/2008 ( آخر تحديث: 12/05/2008 الساعة: 17:19 )
جنين- معا- "لقمة مغمسة بالذل وربما الدم" هذا حال عمال فلسطين الذين يضطرون لمطاردة لقمة عيشهم خلف الجدران والاسلاك وفي غفلة من الدوريات العسكرية والحواجز المقامة في كل مكان.

العامل عبد الرحمن عبد الفتاح عبد الرحمن سباعنة ( 44 عاما) من قباطية جنوب جنين كان "ضحية" لقمة العيش التي حاول توفيرها لاطفال الستة, فقد أصيب بسكتة قلبية بعد تعرضه للتنكيل والاحتجاز على ايدي قوات الاحتلال, وبينما كان يقاوم الحواجز فاضت روحه تاركة زوجته واطفاله بلا معيل.

نهلة سباعنة زوجة عبد الرحمن, جلست في بيت العزاء تتساءل عن الذنب الذي اقترفه زوجها ليلقى حتفه مصابا بنوبة قلبية, المت به من كثرة الذل والهوان الذي لاقاه على ايدي جنود الاحتلال- كما قالت.

ويروي فيصل سباعنة إبن عم الفقيد لـ "معا" تفاصيل مع جرى مع قريبه, مؤكداً ان الحادث وقع يوم الجمعة الماضي عندما توجه عبد الرحمن الى العمل في مدينة القدس, الا أن الجنود الاسرائيليين طاردوه وتمكنوا من اعتقاله برفقة مجموعة من العمال واقتادوهم الى حاجز قلنديا شمال القدس.

وأضاف بعد ذلك فرضوا غرامات على العمال ومن بينهم عبد الرحمن لانهم لا يملكون تصاريح وامروهم بالعودة من حيث اتوا, ولان عبد الرحمن مضطر للعمل لاعالة اطفاله الستة وزوجته وامه وشقيقته, عاود المحاولة ثانية لدخول القدس, الا أنه اصيب بنوبة قلبية اودت بحياته على الفور.

ويروي العمال الذين رافقوا عبد الرحمن مشاعره قبل الوفاة, فقد كان متأزما لشدة الذل الذي لاقاه من جنود الاحتلال, وكان العمال منشقون على انفسهم ما بين مؤيد لمعاودة المحاولة واخرين معارضين لذلك, لكن عبد الرحمن قال" في عنقي ستة اطفال واسرة تنتظر ان آتي لها بما يسد رمقها" وهمّ محاولاً الوصول الى العمل, الا أنه تعرض لنوبة قلبية انهت حياته.

ويؤكد فيصل سباعنة أن قريبه عبد الرحمن حاول مراراً الحصول على تصريح عمل, الا أن سلطات الاحتلال كانت ترفض ذلك, "لاسباب امنية" رغم أنه لم يعتقل ولم يكن له اي نشاط او انتماء تنظيمي, بل كان معروفاً بكدحه لتوفير لقمة عيش ابنائه في ظل حالته الاقتصادية الصعبة.

وتتهم عائلة سباعنة الاحتلال بالمسؤولية عن وفاة ابنها, مشيرة الى أن الاهانات التي تعرض لها على ايدي جنود الاحتلال وحالة الارهاق التي سببها له نقله من مدينة القدس الى حاجز قلنديا واصراره على الرجوع للعمل لتوفير مبلغ لدفع الغرامة واطعام اطفاله كانت السبب بوفاته مقهوراً مغلوباً على امره.

ويعيل العامل عبد الرحمن سباعنة ستة اطفال هم: عبد الفتاح ( 8 اعوام), واحمد ( 9 اعوام), وأنصار ( 11 عاما), ومحمد ( 14 عاما), وآمنة ( 16 عاما), وآية ( 17 عاما), اضافة زوجته وامه المريضة وشقيقه الذين يعتمدون في معيشتهم على اعالته لهم.