|
وزارة الصحة ومؤسسة الضمير تحذران من خطورة استخدام زيت الطعام كوقود للمركبات وتطالبان بفك الحصار عن القطاع
نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 10:38 )
رام الله- غزة- معا- حذرت وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسة "الضمير" من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناتجة عن استخدام زيت الطعام لتشغيل المركبات في قطاع غزة وذلك في ظل أزمة الوقود الناتجة عن منع سلطات الاحتلال الاسرئيلي منذ أكثر من شهر تزويد قطاع غزة بكميات الوقود اللازمة.
وقالت الوزارة في بيان لها: "نتابع وبقلق بالغ ومنذ فترة قيام بعض السائقين بخلط زيت الطعام بكميات من السولار أو الكاز الأبيض داخل محركات السيارات بهدف تشغيلها والعمل عليها للحصول علي قوت أطفالهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع بحيث يعمل في قطاع غزة حوالي 15.000 سيارة عامة وخاصة، بالإضافة إلى 350 حافلة لنقل الركاب و3700 شاحنة وقاطرة لنقل البضائع، تحتاج هذه السيارات والمركبات الي حوالي 508.000 لتر من الوقود يوميا". وجاء في بيان الوزارة " إنه ومن المعروف علميا أن استخدام زيت الطعام كوقود يؤدي الي مكاره صحية وبيئية تؤثر على كل من الصحة العامة والبيئة حيث أن عملية الاحتراق غير الكاملة الناتجة عن استخدام زيت الطعام كوقود ينتج عنه عادم يحتوي على مواد مسرطنة خطيرة علي صحة الإنسان كما يعمل علي تلوث الهواء بشكل مباشر بتلك المواد الخطيرة ويؤدي استنشاق المواطنين بصفة عامة ومرضي الجهاز التنفسي والربو بصفة خاصة للهواء الملوث بالعادم المنبعث من السيارات التي تستخدم زيت الطعام كوقود الي صعوبة كبيرة في التنفس وتردي أوضاعهم الصحية وهذا ما حصل ويحصل فعلا بالقطاع". وتابع البيان: "فضلاً عن الآثار السلبية على البيئة والصحة العامة فان استخدام زيت الطعام كبديل عن الوقود أدي الي ارتفاع سعر جالون زيت الطعام بحوالي 30% من ثمنه الأساسي الأمر الذي يترتب عليه زيادة معاناة المواطنين جراء الغلاء المتواصل في الأسعار حيث يعتبر زيت الطعام من السلع الأساسية". واختتم البيان بالقول: "إن وزارة الصحة إذ تستنكر استمرار الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة والناتجة عن إغلاق ومحاصرة دولة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع ومنعه إدخال المواد الأساسية للحاجات الإنسانية مثل الوقود والمحروقات والذي ينتهك حقوق الإنسان الأساسية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية فإنها تعتبر ذلك عقاب جماعي مفروضا ويشكل انتهاكاً واضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني الذي يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب". وجددت الوزارة مطالبتها للمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها للبيئة الفلسطينية في قطاع غزة وذلك من خلال منع استمرار دولة الاحتلال اتخاذ إجراءات منع إدخال إمدادات الوقود و المحروقات اللازم لتشغيل القطاعات والمرافق الحيوية وتشغيل مناحي الحياة المختلفة في القطاع. مؤسسة الضمير تحذر حذر عدد من الخبراء في الصحة والبيئة من استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات وذلك لما له من أضرار صحية وبيئية على حياة الانسان تتمثل في خروج مواد مسرطنة ومواد غير معروفة.داعين المواطنين الى استخدام الكمامات للتغلب على هذه الظاهرة لحين ايجاد حلول لها. وقال الدكتور يوسف أبو صفية الخبير في شؤون البيئة في تقرير لمؤسسة الضمير وصل "معا "نسخة عنه: "إن استخدام زيت الطعام كبديل للوقود ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة على مواطني قطاع غزة، حيث أنه ومن المعروف علمياً يمنع استخدام زيت الطعام في القلي أكثر من مرتين متعاقبتين، بسبب أن كثرة استخدام الزيت وتسخينه مرة أخرى يؤدي إلى تكسر الزيت وينتج عن هذه العملية مواد مسرطنة، إضافة إلى أن عملية تسخين الزيت لدرجة الغليان(350 درجة ) ينتج عنها مركبات هيدروكربونية لذلك يمنع تناولها عن طريق الجهاز الهضمي، ولكن الذي يحدث الآن خلال الأزمة الحالية للوقود هو أننا ندخلها لجسم الإنسان بواسطة الجهاز التنفسي أي عن طريق استنشاق الغازات والمواد المنبعثة من المركبات، ومن الملاحظ أن أغلب بائعي الفلافل وحتى المواطنين أنفسهم يفضلون تركيب شفاط خاص للقلي في المطابخ العادية داخل المنازل والمحلات لعدم الإضرار بالجدران من التزييت الناجم عن استخدام زيت الطعام،والواقع أننا نعمل الآن على تزيت الرئتين في أجسام المواطنين الذين يستنشقون الغازات. وأكد أبو صفية "إن تكسير زيت الطعام يسبب انبعاث مواد مسرطنة ومواد غير معروفة لدى أي من الجهات المختصة حيث أن احداً لم يستخدم زيت الطعام كوقود للسيارات من قبل بدون معالجة أو تكرير". وأضاف "ان عملية الاحتراق غير الكاملة لزيت الطعام تؤدي إلى عدم احراق جزء كبير منه لان المركبة تعمل بدرجة حرارة تصل إلي حوالي 120 درجة في حين أن عملية احتراق الزيت أو درجة غليان الزيت تحتاج لدرجة حرارة أكثر من 350 درجة،و يخرج الزيت على شكل غازات و دهون و يتم تكثفه ،الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الحويصلات الهوائية داخل الجهاز التنفسي للإنسان،و بعد تكسير الزيوت تتكثف على شكل بخار على الرئتين ما يسبب تقليل كفاءة عمل الرئتين وتضعف من قدرتها على سحب الأكسجين ما يعني نقص الأكسجين اللازم لعميلة التنفس،حيث أن نصف الزيت يتحول لبخار و يعود ليتكثف مرة أخرى في الجهاز التنفسي". وأشار أبو صفية إلى أن الأثر الآني الضار بصحة الإنسان يقع بشكل مباشر على الأشخاص الذين يعانون من الربو و الحساسية ومشاكل الرئة وأصحاب الوزن الثقيل والسيدات الحوامل، إذ أن أجسامهن بحاجة لكميات كبيرة من الأكسجين وعملية استنشاق الغازات و المواد المنبعثة من المركبات تؤدي إلى ضعف قدرة الرئتين على سحب الأكسجين ،كما أن جزء كبير من الحويصلات الهوائية في الجهاز التنفسي تتأثر سلباً عند استنشاق الإنسان هذه الغازات المسرطنة، والخطر يكون أكبر في حال تعرض الإنسان لفترة طويلة (سنوات)لهذه الغازات ومن الممكن أن يصاب الإنسان بسرطان الرئة على المدى الطويل. وقال أبو صفية لمواجهة الأزمة الحالية انه يجب على كل مواطن أن يرتدي كمامة خاصة لتمنع الأذى الصحي الناجم عن استنشاق الغازات المنبعثة من المركبات في الطرقات وخاصة مرضى الربو والمشاكل التنفسية، كما أن على المواطنين أن يغلقوا النوافذ لعدم نقل هذه الزيوت والغازات للمنازل والبيوت". وقال د. وليد عبد السلام داوود رئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى الشفاء: "ان استخدام هذا الزيت يودي إلى تكوين غازات ضارة بالإنسان حكمها حكم المواد الهيدروكربونية،التي إذا استنشقها الإنسان فسوف يتعرض إلى عدة مشاكل صحية منها تهيج والتهابات الشعب الهوائية. كما أن الضرر الصحي يكون اكبر بالنسبة لمرضى الربو حيث أن مريض الربو عندما يستنشق هذه الغازات تحدث له نوبات حادة قد تؤدي إلى دخوله المستشفى أو العناية المركزة، وقد سجلت عدة حالات في مستشفى الشفاء من مرضى الربو الحاد المزمن ناجمة عن استنشاق هذه الغازات. ومن ناحية أخرى تعتبر هذه الغازات مواد قد تسبب مرض السرطان ،حيث أنها تنتج عن احتراق زيت الطعام وهو مادة هيدروكربونية، ولكن هذا الاستنتاج يحتاج إلى تحاليل وإثباتات علمية في هذا الخصوص". ومن جهة أخرى قالت جهات متخصصة في الكيمياء " إنه وعدا عن الاستنتاجات العلمية المبدئية فإن الأثر السلبي لاستخدام زيت الطعام كبديل للوقود بحاجة إلى فترة زمنية تصل إلى أكثر من ستة أشهر حتى يتم اكتشاف الأضرار الصحية والأمراض الحقيقة التي من الممكن أن يعاني منها المواطنين، على غرار ما حدث خلال الانتفاضة الأولى لدى استخدام المواطنين إطارات السيارات وحرقها بشكل متواصل،وبعد فترة زمنية وصلت لحوالي سنتين بدأت جهات الاختصاص في اكتشاف الأمراض والآثار السلبية الناجمة عن استنشاق الأدخنة المتصاعدة من الإطارات المحروقة مثل السرطان. كما أن استخدام زيت الطعام في محرك المركبة، فإن ذلك يؤدي لتكسيره و انبعاث رائحة تحتوي على معدلات عالية من الزنخ، إضافة لتصاعد مواد كيمائية جديدة و غير معروفة قد تكون ضارة بالصحة مثل الألدهايد و الكيونات و البيروكسيدات، وعند إضافة زيت طعام مستخدم إلى محرك السيارة تتكون مواد مسرطنة منها الأكديلاميد التي اثبت العلم الحديث أنها مادة ضارة بالصحة العامة، وبعض هذه المواد المنبعثة تجعل الشعيرات الدموية في الجهاز التنفسي غير مرنة و تؤدي إلى أعراض مثل النهجة نتيجة لتجمع الزيوت والأبخرة المتكثفة داخل الرئتين التي تعمل على تعطيل قدرة الجهاز التنفسي على العمل بطريقة طبيعية". ومن ناحية أخرى دعت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان الحكومة المقالة للقيام بدورها ومنع استخدامه في السيارات لما يسببه ذلك من انتهاك واضح لحقوق الانسان المتمثلة بالعيش في بيئة صحية ونظيفة. |