وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس: قضية اللاجئين من القضايا الاساسية في المفاوضات- وفياض يؤكد حق الشعب الفلسطيني في الحياة على ارضه

نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 13:53 )
بيت لحم- معا- قال الرئيس محمود عباس، اليوم، إن قضية اللاجئين مسألة أساسية لا تقل أهمية عن قضايا القدس والحدود وغيرها من القضايا الأساسية المطروحة على طاولة المفاوضات.

وأضاف الرئيس خلال تفقده مخيم العودة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى حق العودة، لأن العودة حق من حقوق هذا الشعب، ونحن نذكر أن المبادرة العربية تتحدث بصريح العبارة عن حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين حسب القرار 194.

وأوضح، أن الشعب الفلسطيني يعيش منذ أكثر من ستين عاما هذه النكبة، ونتذكر أن شعبنا يعيش منذ أكثر من ستين عاما هذه النكبة، وهو يناضل ويدافع.

وقال في تصريحات نشرتها وكالة "وفا" إذا كنا نذكر عام 1948 بنكباته ومأساته لابد ان نتذكر ثورة 66 و21 و25 كلها ثورات وانتفاضات منذ أن أعلن وعد بلفور.

وأشار الرئيس إلى أن القرار 194 دفن عام 1949 وأحيا عام 2002، مؤكدا تمسك الشعب الفلسطيني بهذا القرار الدولي.

وقال: نحن نتفاوض ونعرف تماما ثوابتنا ونعرف تماما حقوقنا وندافع عنها ونريد أن نصل من خلال السلام إلى حل عادل، ونحن جادون في ذلك، ونريد أن يدعمنا المجتمع العربي والدولي للوصول إلى سلام.

وطالب الرئيس بالعمل على إتمام التهدئة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع يعانون المرارة الآن.

وأشار إلى "أن إلى أبناء قطاع غزة يعانون فوق اللجوء والعناء من مأساة كبيرة يمكن أن تكون أكثر من مأساة يعيشها اهلنا في قطاع غزة".

وقال الرئيس: "نحن حريصون ونرجو من الجميع الحرص على التهدئة حتى يتمكن شعبنا ان يعود على الأقل لحياته الطبيعية وأن يتم الهدوء والتهدئة في قطاع غزة".

وأكد متابعة السلطة الوطنية الفلسطينية للأحداث الكبيرة التي يمر بها الوطن العربي في السودان والعراق ولبنان والصومال وغيرها الآن، مضيفا: "أن الهم الفلسطيني أكبر بكثير من كافة القضايا، لذلك نركز كل اهتمامنا على أوضاعنا وعلى الوضع السياسي بالذات".

وقال الرئيس عباس نريد في الضفة الغربية أن تستمر الحالة الامنية الهادئة، ليعيش الناس بأمن وأمان، وهذا ما يلاحظه الناس في جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم.

وأضاف هناك بعض التنمية الاقتصادية تنتشر في جميع بقاع الضفة الغربية، ولدينا مؤتمر اقتصادي هام في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، وقد دعونا أكثر من ألفي مستثمر عربي وأجنبي ليأتوا إلى هنا ليبنوا المساكن والمستشفيات والمدارس والفنادق حتى ينتعش بلدنا.

وقال الرئيس تبقى أعيننا على أننا قبل 60 عاما هجرنا من وطننا وظلمنا، وننظر إلى العالم لتحقيق العدالة لهذا الشعب، قالوا ربما الكبار ينسون، ولكن نرى أن الكبار لم ينسوا وأن الصغار لم ينسوا، والكل يتذكر.

من جانبه قال الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء اليوم ان انطلاق فعاليات احياء النكبة وتنوعها وشموليتها إنما يشكل تعبيراً عن الإرادة الجماعية للشعب الفلسطيني في استمرار كفاحه الوطني المشروع الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف فياض إن "إحياء ذكرى النكبة هذا العام يضعنا أمام استحقاق تاريخي يتمثل في القدرة على العبور بنجاح من حالة صياغة الوعي الجماعي والذاكرة المتجددة وإحياء الهوية الوطنية إلى مرحلة تجسيد الهوية والمشروع الوطني، في إطار مؤسسات قوية وقادرة على تحقيق الاستقلال الوطني في دولة مستقلة ديمقراطية وعصرية".

وفيما يلي النص الكامل لكمة الدكتور فياض التي القاها في حفل افتتاح مهرجان إحياء الذكرى الستين للنكبة في قصر الثقافة بمدينة رام الله.

الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
الزميلات والزملاء الوزراء
الأخوات والأخوة أعضاء المجلسين الوطني والتشريعي
السيدات والسادة أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلو المنظمات الدولية المعتمدون لدى السلطة الوطنية الفلسطينية
الأخوات والإخوة اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الستين للنكبة
الأخوة الضيوف جميعاً
الأخوة الحضور الكرام جميعاً
أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان

ستون عاماً يطوي الزمن اليوم على أكبر مأساة تشريد وتهجير في العصر الحديث، ستون عاماً مرت على اقتلاع شعبنا من وطنه وإلقائه في تيه المنافي واللجوء والشتات، ستون عاماً وجرح المأساة ما زال مفتوحاً.....
ستون عاماً من النكبة والمعاناة.. هي كذلك ستون عاماً من الكفاح والصمود لاستعادة الهوية واجتراح معجزة الانبعاث والبقاء...
الأخوات والأخوة..
من غزة، إلى مخيم بلاطة ومدينة نابلس الصامدة رغم الحصار.. ومن مخيم جباليا عنوان الإرادة على الصمود والأمل.. إلى مخيمات جنين وصبرا وشاتيلا رمز التمسك بحق العودة والحياة, مروراً بكل مخيمات وقرى ومدن فلسطين وحتى أقصى مكان على هذه الأرض.
وبعد ستين عاماً من التشرد... يحيى شعب فلسطين ذكرى النكبة مؤكداً على حقه في الحياة على أرض وطنه الذي لا وطن لنا سواه.
إن شمولية فعاليات النكبة تؤكد اليوم لشعبنا أولاً وللعالم ثانياً أن شعب فلسطين، ورغم مرور ستة عقود على نكبته ومعاناته، نهض من حطام هذه المأساة موحداً لصون هويته الوطنية وتعميقها، ومصراً بعناد على تحقيق الحرية والاستقلال والعودة, ومواصلةِ مساهمته في الحضارة الإنسانية. وبمتابعة سريعة لما نراه في هذه الفعاليات من معارض ومسيرات، نجد ملحمة الصمود الفلسطينية تؤكد أن جذوتها مشتعلة، وأن الأجيال تتناقل الحلم والأمل وإرادة الصمود.
فانطلاق هذه الفعاليات وتنوعها وشموليتها إنما يشكل تعبيراً عن الإرادة الجماعية للشعب الفلسطيني في استمرار كفاحه الوطني المشروع الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية. فنقطة البداية للرد على هذه النكبة والمأساة تمثلت في استعادة وبلورة الهوية الوطنية رداً على مؤامرات الشطب والإلغاء والتذويب، وفي تعميق الوعي القومي لإرادة شعبنا التي عبرت عنها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتي حولت مأساة المعاناة واللجوء إلى عنوان للكفاح الوطني. وإذا كانت مأساة النكبة استهدفت اقتلاعنا من أرضنا وتذويب هويتنا وثقافتنا الوطنية وتدميرهما، فإن طريقنا لإنهاء هذه المأساة كان وسيظل في العمل الجاد لتعزيز قدرتنا على الصمود والبقاء على هذه الأرض، وحماية وتطوير هويتنا الوطنية والثقافية، والاستمرار في كتابة الرواية الفلسطينية، وتسطيرها بآلامنا وآمالنا ووعينا الوطني والقومي. ولن يتمكن صناع النكبة من كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو طمس هويته الوطنية لا بالتشريد ولا بالتجاهل والإهمال.

الأخوات والأخوة
لم تعد النكبة ومنذ أكثر من أربعين عاماً عنواناً للتشرد واللجوء فقط، بل أصبحت كذلك عاملاً موحداً لإرادة الشعب في مواجهة المحتل، وإصراراً يتعاظم من أجل الخلاص من الاحتلال والاستيطان والقتل والاعتقالات وتدمير المنازل واقتلاع الأشجار والحصار والتجويع وجدار الفصل العنصري. لقد شكلت إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في 1965 وتوحد الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الرد العملي على معاناة اللجوء ومأساة النكبة، وذلك بانتزاع الإقرار الدولي بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير والعودة. كما عبرت الانتفاضة الشعبية عام 87 عن نضج الحركة الوطنية وانفتاح رؤيتها، مما مكن القيادة السياسية من إطلاق مبادرة السلام الفلسطينية وإعلان وثيقة الاستقلال في العام 1988، الأمر الذي وسع دائرة الاعتراف الدولي بحقوقنا، وفرض بداية الاعتراف الإسرائيلي بحق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال، وإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية على أرض فلسطين، وما مثله ذلك من مرحلة جديدة، تداخلت فيها مهمات استكمال التحرر الوطني، مع مهمات البناء لمؤسسات السلطة الوطنية، لتكون مرتكزات إضافية لتعزيز الصمود والبقاء، والقدرة على مواصلة الكفاح لإنهاء الاحتلال، وتحقيق الحرية والاستقلال.

الأخوات والأخوة
إن إحياء ذكرى النكبة هذا العام يضعنا أمام استحقاق تاريخي يتمثل في القدرة على العبور بنجاح من حالة صياغة الوعي الجماعي والذاكرة المتجددة وإحياء الهوية الوطنية إلى مرحلة تجسيد الهوية والمشروع الوطني، في إطار مؤسسات قوية وقادرة على تحقيق الاستقلال الوطني في دولة مستقلة ديمقراطية وعصرية، دولة يطور فيها شعبنا حياته وثقافته ومستقبله. وهذا هو التحدي الكبير أمامنا والذي تحدق به مخاطر كبيرة، ليس فقط بإتساع شهوة الاستيطان، ومحاولات إنكار حقوق اللاجئين، بل وكذلك بالانقلاب على السلطة في قطاع غزة، والإمعان في تعميق الانفصال والانقسام، بما يشكل تهديداً حقيقياً للمشروع الوطني من خلال إضعاف قدرتنا على فرض إستحقاق السلام، بما ينسجم مع حق شعبنا في الاستقلال الوطني الكامل، وإنهاء الاحتلال عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67.

الأخوات والأخوة
إن إحياء الهوية الوطنية، وتعميق الوعي القومي للشعوب، يشكل ركيزة أساسية لبناء الدول. ولكنه لوحده ليس كافياً، إلا إذا اقترن بالقدرة على النجاح في بناء الإطار المؤسسي القادر على حماية مصالح الشعب وتقدمه وازدهاره. وانطلاقاً من هذه الرؤية، وفي إطار عملية الكفاح للخلاص من الاحتلال، وجنباً إلى جنب مع ذلك، فإننا نعمل على تقوية السلطة الوطنية ومؤسساتها لتكون قادرة على تكريس المواطنة ورعاية مصالح المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات بما يمكنهم من الصمود والثبات، والقدرة على متابعة إنجاز التحرر الوطني وبناء مؤسسات الدولة. وفي هذا المجال، وإنطلاقاً من الوظيفة الأساسية للسلطة والدولة، والتي تتمثل في ترسيخ الأمن والأمان وتعزيز الاستقرار، وحقها وحدها في احتكار استخدام القوة في إطار سيادة القانون والمؤسسات القوية والقادرة، فإنه لا ينبغي على الإطلاق القبول بالتعددية الأمنية أو بأي شكل من أشكال ازدواجية السلطة، والتي شكلت وتشكل خطراً على المشروع الوطني وعلى حق المواطن بالأمن والأمان. وفي نفس الوقت، علينا المثابرة في حماية المنجزات الديمقراطية، وتكريس التعددية السياسية وصيانة حقوق الإنسان وأسس العدالة كعناصر قوة للنظام السياسي بما يمكنه من انجاز المشروع الوطني في إنهاء الاحتلال وبناء دولة المؤسسات والقانون، وعلى أساس الفصل بين السلطات.
هذا ما يطرحه علينا هذا الواقع من تحديات، وهذا ما تعمل الحكومة بكل قوة من أجل تحقيقه، وهو ما يتطلب منا تكريس وحدانية السلطة وإعادة بناء مؤسساتها، وتمكينها من الاستجابة الفعالة لاحتياجات المواطنين، بما فيها أمنهم وقدرتهم على الصمود، والثقة بإمكانية إنجاز مشروعهم الوطني. ذلك كله يمثل ركائز أساسية للبقاء على هذه الأرض، والدفاع عنها في مواجهة الاستيطان، وحماية عروبة القدس، والدفاع عن حقوق اللاجئين.

الأخوات والأخوة
رغم معاناة النكبة والظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، إلا أن رغبته بتحقيق السلام العادل لم تتراجع ولن تتراجع، وبما يضمن لشعبنا إنجاز حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة. وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش في رسالته للعالم في الذكرى الثالثة والخمسين للنكبة " إن أيدينا الجريحة ما زالت قادرة على حمل غصن الزيتون اليابس، من بين أنقاض الأشجار التي يغتالها الاحتلال، إذا بلغ الإسرائيليون سن الرشد، واعترفوا بحقوقنا الوطنية المشروعة، كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق العودة والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وبحق تقرير المصير في دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس. إذ لا سلام مع الاحتلال ولا سلام بين سادة وعبيد."
وإن رد شعبنا على محاولات التنصل من استحقاقات هذا السلام يتمثل في المزيد من التمسك ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 الذي تضمنته المبادرة العربية للسلام.
وفي هذا المجال فإننا نخاطب العالم والمجتمع الدولي الذي وللأسف الشديد غض الطرف في عام النكبة، ونقول لهم ليس في وسعكم اليوم غض الطرف عما يحدث على أرض فلسطين، من ممارسات تهدد ما تبقى من أرض وحياة بل وما تبقى من أمل لحماية السلام وحق شعبنا وشعوب المنطقة في الأمن والاستقرار.
إن تدخل المجتمع الدولي، وكافة الشعوب المحبة للسلام لحماية شعبنا من الاحتلال الاستيطاني وممارساته، بات ضرورة أكثر من أي وقت مضى، لا للتكفير عن أخطاء وصمت الماضي، أو لمنع إضافة فصل جديد للنكبة فقط، بل كذلك بتمكين شعبنا من طي صفحة المأساة والموت، والإعلان عن صفحة الأمل والحياة، والاحتفال بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وهنا، فإنني أتوجه، وفي هذا الوقت بالذات، لشعب إسرائيل لأقول:
كيف لكم أن تحتفلوا وشعب فلسطين يئن من مستوطناتكم وجرائم مستوطنيكم وحصار دولتكم وممارسات جيشكم الاحتلالية..؟!
كيف لكم أن تفرحوا وشعبنا يتألم، ومستقبله يحاصر وأطفاله تقتل، ومزارعه تجرف وكرامته تمتهن؟؟!
كيف لكم أن تشعروا بالحرية، وأنتم تصادرون أرض وحرية شعب آخر..؟!
لا معنى للاحتفال، إن لم نحتفل معاً بسلام عادل قابل للحياة والاستمرار. لا تقتلوا حاضرنا، حتى نضمن معاً الحياة والاستقرار والازدهار لمستقبل شعبينا.

الأخوات والأخوة
بنات وأبناء شعبنا في كل مكان...
ونحن نحيي هذه الذكرى، فإننا نقف بكل الإجلال والوفاء للأوائل من قادة ومفكري شعبنا، الذين أسهموا في حماية الذاكرة والهوية، وزرعوا بذور انتصار المشروع الوطني، وجذروا الوعي بحقوق شعبنا الوطنية. نتذكر أبو سلمى، وإميل توما، وإميل حبيبي، وتوفيق زيّاد، وجورج كتن، ومصطفى الدباغ، وعبد الوهاب الكيالي، وعبد الرحيم محمود، وخليل السكاكيني، وعارف العارف، وإدوارد سعيد، وإبراهيم أبو لغد، ومي زيادة. نستذكر عبد القادر الحسيني وعزالدين القسام... ونستذكر إبراهيم طوقان، والثلاثية الحمراء ورموزها محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير... ونستذكر معين بسيسو، وغسان كنفاني، واسماعيل شموط، وفدوى طوقان.
نستذكر القادة الشهداء.. وفي مقدمتهم الرئيس الخالد أبو عمار، وأحمد الشقيري، وأبو جهاد، وجورج حبش، وأبو إياد، وأبو علي مصطفى، وبشير البرغوثي، وفيصل الحسيني، وفؤاد نصار، وأحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، وأبو العباس، وطلعت يعقوب، وحيدر عبد الشافي، وعمر القاسم... ونستذكر حاتم السيسي ومحمد الدرة، وفارس عودة وإيمان حجو.. ونقف إجلالاً لأرواحهم وأرواح كل الشهداء الذين حملوا قضية شعبنا وذاكرته بأرواحهم.. لهم الخلود جميعاً.
كما نقف بكل احترام أمام أسرانا الأبطال وفي مقدمتهم الأسيرات والأشبال، ونؤكد لهم أن حريتهم هي جزء لا يتجزأ من حرية الشعب والوطن.
كما ونقف بكل تقدير أمام الجدات وكهول شعبنا في مخيمات اللجوء في الوطن والشتات الذين ما زالوا يحكون الرواية ويزرعون الأمل.
ولهؤلاء جميعاً، ولكل من غرس زيتونة أو وضع غرزة في مطرزة تراثية، نقول إن الوفاء لمعاناة اللاجئين وحقوقهم بالنسبة لنا الآن يعني تعزيز الصمود والبقاء في مواجهة التشريد والاقتلاع.....، يعني برنامجاً ملموساً لحماية القدس ومقدساتها عاصمة أبدية لدولة فلسطين.....، يعني الإصرار على وقف الاستيطان والجدار وتوفير كل أشكال المساندة للمبادرات الشعبية في مواجهة الجدار والاستيطان.....، يعني ضمان أمن المواطنين وقدرتهم على الحياة والاستقرار....، يعني تطوير التعليم وحماية الذاكرة الوطنية...، يعني حماية وحدانية السلطة والمشروع الوطني....، يعني إنهاء الانفصال واستعادة قطاع غزة إلى قلب المشروع الوطني، وحماية وحدة الأرض والشعب والقضية......، يعني لنا مواصلة الكفاح لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وضمان الوصول إلى حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً للشرعية والقانون الدوليين والمبادرة العربية للسلام.
فطريق العودة هو طريق الصمود وبناء الدولة وترسيخ الهوية، وكما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش
"الهوية هي: ما نورِّث لا ما نَرِثْ، ما نخترع لا ما نتذكر،
الهوية: هي فساد المرآة التي يجب أن نكسرها كلما أعجبتنا الصورة."