|
الحديث ذو شجون ***اعتبروا يا أولي الألباب ! بقلم - فايز نصار
نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 18:05 )
بيت لحم - معا - بصراحة لم يتوقع أشد المتشائمين ، أن تدلي اللعبة السياسية بدلوها ، في دائرة المنتصف بملعب الكرة الفلسطيني ، وأن يقدم من يدعون إلى الحوار - صباح مساء - على خطوة منعت اكتمال معالم عرس الملاعب الديمقراطي ، فحرموا المحرومين من فرصة أن يشكل وفاق الرياضيين مقدمة ، تعيد شيئا من الثقة المفقودة !
وبصراحة أيضا لم يقتنع رواد الملاعب بالحجج ، التي ساقها من وضعوا العصا في دولاب نواب أندية غزة ، ومنعوهم من تلبية نداء الأمل ، الذي يبشر بملاعب خضراء ، وجماهير تصفق بحرارة لنجوم فلسطينيين يوحدهم الإبداع ، أيا كانت ولاءاتهم غير الرياضية ! ولأنني اعرف معدن الرئيس الجديد ، اللواء جبريل الرجوب ، لم أتوقع - كما توقع آخرون -أن يبادر المُبايَع بإجماع غير مسبوق إلى ردّ الإساءة بمثلها ... وفعل "الرَبَعِيُّ" الطيب ما تعلمه في مدرسة الفتح الرائدة ، لتأتي الخطوة الأولى ، بمدّ يد الوفاق والاتفاق بكل اتجاه ، مؤكدا ما وعد به مسبقا ، بالوقوف على المسافة نفسها من الجميع ! بكل الحب ، كانت الخطوة الأولى ، باجتماع في جمعية الشبان المسلمين ، التي لا تخفى لونها السياسي ، ولكن تهديد المحتلين الغرباء لفرق الجمعية ، ومقدراتها الرياضية ، جعل القرار الأول : أن يكون الاجتماع الأول في رحاب الجمعية ، عربون وفاء، يؤكد أن سياسة الاتحاد الجديد تضع كل أخطاء الحقبة السابقة ، وكل خلافاتها وتنافراتها وراء الظهر ، وتفتح صفحة جديدة ، الصدق والعدل والعمل والعطاء والوفاء ، عنوانها الأول ! وليس هذا فحسب ، حيث جاءت لمسة الوفاء الثانية ، لعاصمتنا القدس ، التي ذهب ريح ممثليها ، فأضاعوا كل شيء في معركة التزاحم على الصف الأول ، ولكن الوفاء لعروس المدائن ، جعل أعضاء المجلس الجديد ، لا يختلفون على ضمان تمثيل مؤثر للمدينة ، من خلال المسؤوليات المكملة لعمل الاتحاد ، وربما يصل الأمر إلى عقد لواء الأمانة العامة لمقدسي ضليع ، نأمل أن يتم اختياره استنادا لمعايير الكفاءة والنزاهة والالتزام ! أفهم من كل ذلك أن سياسة الاتحاد الجديد ، سيكون ديدنها استخلاص العبر من أخطاء المراحل السابقة ، ولعمري أن ذلك إن حصل يمثل رأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه ،لأنك إن تحسست مواضع الزلة في خطواتك السابقة ، ستحرص على تحسين أداءك ، وتضع الخطة المناسبة لتدارك الزلات في الحقبة القادمة ! ويبدو أن أعمال الاتحاد الأولى تبشر بالاعتصام بروح استخلاص العبر ، لان فتح اليد والقلب للجميع ، يضمن عدم استئثار البعض بمقدرات المنظومة الرياضية ، ويضمن عدم احتكار البعض للقرارات الرياضية المفصلية، لأنه ليس بيننا "أبو العريف" الذي يملك وحده ناصية الحقيقة ، من كل جوانبها ، ولم نسمع بأم فلسطينية أنجبت من يزكي نفسه ، لعضوية الاتحاد ، وللجنة التحكيم ، وللعمل في الإدارة والوزارة ، والمشاركة في كل لجنة ، حتى لو كانت لغسيل ملابس اللاعبين ! وهذه المقدمة المبشرة ، تقتضي من الأخ أبو رامي - واجزم انه يفضل مناداته كذلك - وفريقه الجديد تحسسا دقيقا لمواضع الزلل ، لاستخلاص العبر ، حتى لا تعود حليمة لعادتها القديمة ! ويبدو أن أول الزلل يأتي من إهمال المنافسات الرياضية ، فيتحول الرَبع إلى الشغل في بعضهم البعض ، ويلعبون الثلاث ورقات ، بدل التنافس في المباريات ، بمعنى أن عدم التريث في أمر أطلاق المنافسات الرسمية ، سيجعل الجميع يوجهون جهودهم ، لترقية اللعبة ، وتحسين الأداء ! كما أن إدارة الملف المالي ، تقتضي حكمة ، بدايتها بالإطلاع الواعي على الملفات السابقة ، وضمان الشفافية المطلقة في الصرف ، والصرامة المطلقة في المحاسبة ، وقد استبشر الشارع الرياضي بالسياسة الجديدة التي ستحكم الأمر ، وعمادها أن الرجوب لن يشرب فنجان قهوة على حساب الاتحاد ، بما سيريحنا من الفواتير الجرارة ، التي وصلت عينات منها للنائب العام ، والتي فضحت نزاهة معظم من عملوا في سلك الاتحاد . وبالطريقة نفسها ، يجب أن يعالج ملف المنشآت الرياضية ، التي حرمت منها بعض المحافظات ، كنابلس والخليل ... وينجر الأمر نفسه على المنتخبات الوطنية ، التي تأخر تأثيرها بسبب الارتجال ، واعتماد معايير " ابن عمي .. وابن عمك " عند توزيع الأدوار والمهام ، وانتقاء عناصر النخبة الوطنية 1 وبالطريقة نفسها أيضا ، يمكن معالجة ملف المساعدات وتوزيعها ، والمكافآت والمهمات ، وتشكيل لجان الاتحاد الداخلية ، ولجانه الفرعية ، في شفافية يجب أن تستخلص العبر من مرحلة المناكفات ، التي هزت صورتنا ! من يعرفون الأخ جبريل الرجوب ، يجزمون أن الرجل يحرص على معالجة كل الأمور بصراحة مطلقة ، وقد صفق الحاضرون في حفل تكريم المجلس الجديد ، الذي أقامه العميد شباب الخليل يوم الاثنين لشيء من هذه الصراحة ... وكلنا ثقة بأن أبا رامي سيكون كرباجا على كل من يفكر في العودة لسياسة اللف والدوران ، ولن تأخذه رحمة في من يفكر في التآمر على الكرة الفلسطينية ، أيا كان موضعه ! والحديث ذو شجون [email protected] |