وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يوم دراسي في جامعة بيرزيت تقديراً لأعمال د. شريف كناعنة

نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 19:03 )
رام الله-معا- عقدت دائرة علم الاجتماع والإنسان في جامعة بيرزيت اليوم يوماً دراسياً تقديراً لأعمال د. شريف كناعنة الأكاديمية.

وافتتح الجلسة الأولى الأستاذ محمد أبو هلال الذي قدم لمحة عن حياة د.كناعنة، مشيراً إلى دوره الأكاديمي وعمله المتواصل في الحقل الأكاديمي والبحثي لما يزيد عن 40 عاماً.

وأكد عميد كلية الآداب د. ماهر حشوه على دور د. كناعنة في الحفاظ على الفلكلور الفلسطيني وتأثيره في مجال علم الإنسان خاصة وانه أول فلسطيني أكاديمي مختص في علم الإنسان عاش وأنتج بهذا الكم، مشيراً إلى دوره في إيجاد منهجية بحثية ومحاولة تفسير الخطة المنظمة لطرد الفلسطينيين عام 1948.

وأوضح الأستاذ رمزي ريحان والذي كان من أوائل من عمل مع د. كناعنة في جامعة بيرزيت، أن د. كناعنة عاصر فترة نمو الجامعة وازدياد عدد طلبتها من 600 طالب إلى 8000 طالب، مشيراً أنه ثاني أكاديمي من عرب الداخل دمج هويته مع إمكاناته البحثية. مستعرضاً دوره في مجالات التدريس والبحث العلمي بالإضافة إلى خدمة الجامعة والمجتمع.

ومن جانبه استعرض احمد حنيطي وهو أحد طلبة د. كناعة تجربته مع د. كناعنة كطالب درسه في جامعة بيرزيت وكزميل له في جمعية إنعاش الأسرة، موضحاً أبرز المهارات التي اكتسبها خلال التجربتين.

وتحدث د. كناعنة خلال محاضرته عن حياته الشخصية والمهنية والمحطات التي واكبت حياته في جامعة بيرزيت وفي جامعة النجاح الوطنية، والإشكالات التي اعترضت مسيرته المهنية وعمله الإداري في الجامعات. وأشار د. كناعنة إلى بعض الأنماط التي أثرت في حياته وسلوكياته، فقد تمثل النمط الأول بتأثير بعض الأشخاص في حياته كوالده، أما النمط الثاني فهو انسحابه من أي صراع بطريقة فوقية، فيما تمثل النمط الثالث في كونه مشاهداً دائماً ليس له أي دور سياسي أو رياضي، وليس له انتماء محدد (بعد الهوية الفلسطينية) فهو فلسطيني الهوية فقط.

واستعرض د. شريف كناعنة في محاضرته بعض إنتاجه الأكاديمي، موضحاً أن إنتاجه أقل مما يجب ان يكون، وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم تخصصه بحقل معين، ونشره في عدة مجالات وحقول حيث درس في مجال علم النفس وعلم الإنسان وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى قضاءه لفترة كبيرة في البحث وجمع المعلومات دون القدرة على الكتابة وإصدار الكتب.

وتطرق د. كناعنة إلى بعض إنتاجه الفكري الذي ترك بصمة على المجتمع الفلسطيني والتي كان أبرزها دراسة وتوثيق القرى المدمرة منذ العام 1978، والذي نتج عن هذه الدراسة 24 مونوغراف عن القرى المدمرة، و كتابه "قول يا طير"، بالإضافة إلى دراسته للنكتة السياسية الفلسطينية، وكتاب "من نسي قديمه تاه" الذي تحدث خلاله عن الذاكرة الجمعية الفلسطينية والهوية الفلسطينية.

وأوضح أنه يعمل حالياً على دراسة توثيق أعداد الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم أفقياً وعمودياً من حيث أصولهم وأسمائهم وعائلاتهم وحمائلهم لإنشاء ما يسمى بالدولة الفلسطينية الافتراضية.

ودار خلال الجلسة الثانية نقاش لأعمال د.كناعنة من قبل الجيل الجديد لعلماء الإنسان، حيث تطرق د. إسماعيل الناشف في مداخلته إلى المشهد المعرفي الفلسطيني، مشيراً أن المعرفة بطبيعتها تراكمية، ولكن في الحالة الفلسطينية فإن الثقافة الفلسطينية مبنية على الحياة السياسية القائمة وفقاً "لمفهوم الزعيم"، والزعيم في الحالة الفلسطينية لا يستطيع أن يورث هذه المعرفة وهنا تخلق المشكلة المعرفية.

ومن ناحيته تطرق د.مصلح كناعنة إلى مسألة الموضوعية في علم الإنسان والعلوم الاجتماعية، موضحاً أن عودة د. شريف إلى فلسطين بعد دراسته في هاواي وعيشه في الخارج، واختياره في الإقامة في رام الله وليس في مسقط رأسه بلدة عرابة في الجليل، والتدريس في جامعة بيرزيت وليس في جامعات إسرائيلية، ينبع من رغبته في التحرر من القيود التي كانت تكبل فكرة الفلسطيني المنتمي وفلسطينيته الفكرية المتألقة، والذي يتضح جلياً من خلال كتاب "الدار دار أبونا" .

كما قدم الأستاذ خالد عودة الله نصاً أدبياً كمحاولة لتسجيل تجارب شعورية وجودية مكثفة أثارتها أعمال د. كناعنة وخاصة عمل "قول يا طير" و"الدار دار أبونا".