وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حملة "انقذوا الاغوار" تناشد المؤسسات الرسمية والشعبية دعم صمود سكان الاغوار

نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 14/05/2008 الساعة: 12:36 )
طوباس- معا- افاد فتحي اخضيرات منسق حملة "انقذوا الاغوار" انها تعمل في سباق مع الزمن لدعم صمود سكان منطقة الاغوار التي تتعرض منذ فترة الى سياسة اسرائيلية ممنهجة تهدف الى تفريغ الارض من سكانها حيث تلقى ما يزيد عن 70 عائلة انذارات بالهدم والاخلال خلال هذا العام.

كما تم منع العديد من المزارعين من استخدام المياه وهدم 18 مسكنا واكثر من 35 حضيرة وبركساً في هذا العام فقط.

وتعتبر سلطات الاحتلال مناطق الاغوار مناطق ذات اهمية استراتيجية لها وتشجع المستوطنين على القدوم والاستيطان فيها وتسيطر 36 مستطونة يسكنها حوالي 6000 مستوطن على50% من مساحة الاغوار فيما تعتبر 44% مناطق عسكرية وحدودية وبيئية مغلقة ولا تشكل 6% المنطقة المتبقية للفلسطينيين والذين يبلغ عددهم حوالي 54 الف نسمة يعيش اكثر من نصفهم في مدينة اريحا وضواحيها مجمل ما هو متاح للفلسطينيين ورغم المساحة الهائلة للاغوار التي تقدر بحوالي 30% من اراضي الضفة الغربية الا ان اجراءات الاحتلال جعلت المناطق السكانية فيها من اكثر المناطق ازدحاما نتيجة منع التوسع السكاني في المناطق في كل الاغوار منذ الاحتلال فلم يعطى للاغوار سوى منطقتين, عرفت حسب اوسلوا مناطق " أ " وهي العوجا واريحا وخمس مناطق "ب" فقط فنجد ان قرية الزبيدات والتي يسكنها حوالي 1800 مواطن لا تزيد مساحة المنطقة العمرانية فيها على 42 دونما.

كما اشار خضيرات الى أن معظم منطقة الاغوار تعاني من نقص حاد في الخدمات الانسانية الاساسية والضرورية للحياة فاكبر قرى الاغوار "الجفتلك" تفتقر الى مياه الشرب وكل التجمعات السكانية البدوية تفتقر الى المياه الصالحة للشرب ويضطر السكان الى جلبها من مناطق تبعد احيانا عشرات الكيلوا مترات ويقدر متوسط تلكفة المتر المكعب الواحد في هذه المناطق بحوالي 30 شيكلا ونجد ان المياه الواصلة الى المستوطنات تمر خطوطها من تحت اقدام السكان ولا يسمح لهم بالاقتراب, وفيما يعاني المئات من الطلاب في هذه المناطق من انعدام المدارس والوسائل التعليمية مما يجبرهم على الرحيل للسكن في فترة الدراسة بالقرب من القرى التي تتوفر فيها مدارس وهذا يعني ان نسبة التعليم في هذه المجتمعات منخفظة جدا وتحديدا في اوساط الفتيات.

وأضاف "لا تتوقف المعاناة عند التعليم والمياه فالخدمات الصحية معدومة في هذه التجمعات ولا يتذكر السكان في هذه التجمات ان ايا من المؤسسات الطبية قد زارتهم ويضطرون الى نقل الحالات المرضية الى المدن القريب مثل طوباس واريحا وفي كثير من الاحيان يتم نقلهم بطرق بدائية "على الحمير، او التراكتورات" وتضطر النساء الحوامل للولادة بطرق تقليدية جدا او تامين مبيت في احدى المدن لايام عند عائلات من الاصدقاء او الاقارب عند اقتراب مواعيد الولادة "حسب الحسبة التقليدية" فيما يتم علاج معطم الحالات العادية بالاعشاب والطرق التقليدية، ولا يغطي تكاليف العلاج لهؤلاء السكان اي نوع من التامينات الصحية حيث تغيب هناك المؤسسات الانسانية ومؤسسات التكافل الاجتماعي".

وأكد أن "الطفولة في سنين ما قبل الدراسة تفتقر الى كل ما يمكن تخيله من ابسط الاحتياجات للاطفال فالشروط البسيطة للسكن والغذاء والوسائل الاخرى هي معدومة وليس في حدها الادني فلا تلفاز ولا رسوم يعرف هؤلاء ولا حتى الطعومات الضرورية في كثير من الاحيان".

وتوجت حملة الاغوار وبناء على خبراتها الميدانية وما يتوفر لديها من معلومات عن هذه المناطق بنداء عاجل لكل المؤسسات الانسانية العاملة في الاراضي الفلسطينية لوضع الاغوار على اجندتها وبشكل جدي وعملي".

وفي اطار هذه السياسية ونتيجة لغياب الاشكال الرسمية لمعظم هذه التجمعات تعمل الحملة وبدعم من مركز العمل التنموي معا على دعم انشاء وتاسيس اطر وتجمعات وجمعيات اهلية من المجتمعات المحلية وتشبيك هذه الاجسام مع المؤسسات ذات العلاقة فقد اتجت هذه السياسة منذ العام الماضي حيث شجعت المجتمعات المحلية على تاسيس وانشاء العديد من هذه الجمعات وتحديدا التعاونية منها وتم اشراك القطاع النسوي وبشكل فاعل وتعمل الان العديد من المؤسسات التي ولدت حديثا وبالتعاون مع عدد من المؤسسات على توفير الخدمات التي يمكن الوصول اليها لابناء هذه المناطق وتم تشبيك العديد من هذه الجمعيات مع مؤسسات اهلية فلسطينية ودولية فقد وقعت اتفاقية مشروع دعم الاقتصاد المنزلي بين جمعية عين البيضاء النسوية ومؤسسة التعاون واتفاقية التكافل للاسر الفقيرة مع جمعية بردلة التعاونية النسوية ويجري العمل الان على مشروع للطفولة الكشفية مابين مركز معا وعدد من الجمعيت في الاغوار في تم انشاء مدرسة ابتدائية بجهود متطوعين من المجتمع المحلي ولجان التضامن البريطانية الفلسطينية وبدعم من مركز معا في قرية فصايل الفوقا وتم كذلك توزيع خمس خزانات نقل مياه على التجمعات التي صودرت منها التنكات وكلنات مياه وحقيبة اسعاف وغيرها من الادوات المنزلية عبر هذه التجمعات وبالتعاون مع مركز معا والممثلية النرويجية.

كما نظمت حملة انقذوا الاغوار مجموعة من الفعاليت والزيارات لمنطقة الاغوار وقال فتحي خضيرات منسق الحملة "اننا نعمل على تسليط الاضواء على المناطق المتضررة جراء سياسة الاحتلال من خلال تنظيم هذه الزيارات فقد نظمت زيارات لعدد من الوفود المحلية والدولية الى هذه المناطق شملت قرية فصايل الفوقا والتي تعاني من سياسة الاحتلال الرامية الى منع اي شكل من اشكال الخدمات من الوصول اليها وتطالب السكان بالرحيل الى قرية فصايل التحتا والجفتلك التي تعتبر اكبر قرى الاغوار وتصنف من قبل الاسرائيليين على انها منطقة يمنع البناء والعمران فيها وتعاني من نقص شديد في كل الخدمات كما زارت هذه الوفود مناطق فروش بيت دجن وحمصه والحديدية والفارسية وغيرها من التجمعات التي قامت سلطات الاحتلال بهدم وتدمير الممتلكات فيها وتطالب سكانها بالرحيل وقد زار وفد من مؤسسات السلطة الفلسطينية هذه المناطق ضم ممثلا من مكتب الرئيس ابو مازن واعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني "كلتلة فتح" وممثلا عن مجلس الوزراء واللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان حيث وعدوا ان يحملوا هموم هذه المنطقة الى الجهات المعنية وذات الاحتصاص.

كما تم ترتيب زياره لمنظمة العفو الدولية فرع بريطاني وفرنسا الى المنطقة ومؤسسة القدس للاستشارات القانونية ومؤسسة الحق حيث سيتم متابعة عدد من القضايا القانونية من خلالهم كما زار عدد من وفد التضامن والتوئمة والصداقة الاغوار من كل من بريطانيا وفرنسا واليابان والنمسا والمانيا واسبانيا واميركا حيث يتم من خلال هذه الزيارات اطلاع الوفود على الواقع الصعب الذي يعيشه السكان جراء ممارسات الاحتلال.

ومن الجدير ذكره ان 5 مشاريع توأمة بين مدارس بريطانية واخرى في الاغوار قد بدات خلال هذا العام ويجري العمل على تشبيك الهيئات التدريسية والطلابية بين الطرفين.

كما زار عدد من المؤسسات الانسانية الاسرائيلية الاغوار منها مكتب الامين العام للامم المتحدة وبتسيلم ونساء ضد الحواجز وعدد كبير من المؤسسات الصحفية والاعلامية المحلية والدولية.