وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أم 16

نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 15/05/2008 الساعة: 00:08 )
مخيم الدهيشة - حصريا معا - اليوم ذكرى 60 للنكبة ، ستون عاما من الصراع والكراهية والقتال والعمليات والتظاهرات والغارات والحرب الضروس على كل متر مربع من ارض فلسطين .

اليوم يقف الخطباء والقادة ويلقون الخطابات البليغة والكلمات الفصيحة عن النكبة وعن فلسطين الضائعة ، واليوم يتذكر العرب كيف ينسون ، وينسى الفلسطينيون كيف يتذكرون ما حدث .

وحدها السيدة ليلى علي عرفة من مخيم الدهيشة، لم تخطط للاحتفال ولم تفكر في رفع الاعلام أو توزيع الابتسامات امام الكاميرات أو حمل مفتاح قديم والوقوف على الحاجز ، فهي منشغلة بتربية 14 طفلا انجبتهم من رحمها بعد ان تركت قريتها الاصلية.

ومع زوجها السيد عرفة عرفة العاطل عن العمل يصبح عدد افراد الاسرة 16 نفرا، حتى انه لايوجد منزل يأويهم في مكان سكناهم بمخيم الدهيشة، وهي فعلا "ام 16"، ومن وجهة نظر زوجها " لقد طلب الزعيم الراحل ياسر عرفات حين زار المخيم عام 1995 ، طلب منا انجاب 12 طفلا وقال انتم مسؤولون عن تربية 2 وانا مسؤول عن تربية عشرة ". كما قال لوكالة "معا".

وفي الذكرى الستين للنكبة ، لم تجد وكالة معا أحق من السيدة ليلى ان تقف عندها وتقدمها للسادة المسؤولين ونضرب لها التحية كل التحية لاصرارها على حب الحياة وحب البقاء على هذه الارض.

وللسادة القراء نقول : هذه ام 16 حقيقية - أم 16 فلسطينية، ولا تزال فلسطين بخير .وأهلها صابرون ينتظرون.

ومن ارشيف الذاكرة ، خطاب الزعيم عرفات حين زار مخيم الدهيشة، قال حينها لاهل المخيم: بسم الله الرحمن الرحيم ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا، ان الله لا يخلف وعده ). صدق الله العظيم.