وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء اقتصاديون يؤكدون على تفاقم أزمة غلاء الأسعار في فلسطين وعجزها عن مواجهة التغيرات العالمية

نشر بتاريخ: 18/05/2008 ( آخر تحديث: 18/05/2008 الساعة: 18:01 )
غزة -معا- عقد مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية، ندوة حول انعكاس أزمة الغذاء العالمي على الاقتصاد الفلسطيني, وذلك في مقر المركز في مدينة غزة. بحضور نخبة من الاقتصاديين ورجال الأعمال والمختصين في هذا المجال.

وفي البداية, أشار أ. هاني حبيب إلى الدور الذي يلعبه مركز بال ثينك في دراسة القضايا المحلية والنوعية بشكل علمي معمق يساهم في فهمها ووضع حلول إستراتيجية لها.

وتحدت الخبير الأقتصادى عمر شعبان حول ثلاثة محاور أساسية قدم خلالها تقييما ً عاماً للاقتصاد العالمي، متطرقاً إلى ملامح أزمة الغذاء العالمي وأسبابها، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية تعتبر ثاني أكبر أزمة في القرن السابق بعد "الركود الأكبر" في الثلاثينيات, مؤكداً أن هذه الأزمة فاقت حدتها أزمة سوق المناخ في الكويت وأزمة الدينار الأردني في منتصف الثمانيات. وهذا كان له تأثيره المباشر على اقتصاديات الدول المتقدمة في حين كان تأثيرها ضئيلاً على الدول النامية، مؤكداً أن هذه الأزمة تبقى رهينة التطورات الاقتصادية خاصة في الولايات المتحدة حيث تفاقمت أزمة الرهن العقاري, مما ينذر بأن الأسوأ لم يأت بعد وأن الأزمة ستتواصل خلال 2008.

وفي إشارة لملامح الأزمة ومجالاتها, تطرق شعبان على المظاهر الأساسية لها و التي تضمنت: هبوط السوق العقاري الأمريكي في النصف الثاني من العام 2007, حيت شهدت الأسواق المالية بعدها تذبذبات واضحة تجلت بإعلان الإفلاس للعديد من المؤسسات المصرفية نتيجة هذه الأزمة التي تعود إلى عدة أسباب منها, تضخم قيمة العقارات ومنح قروض دون ضمانات جيدة. وإرتفاع أسعار البترول وموارد الطاقة: والتي أدت الى تضاعف سعر برميل النفط مما ساهم في تعميق الأزمة وفي الوقت ذاته وفر فوائض نقدية هائلة في دول الخليج العربي ساهمت في تفادي الأثار السلبية لمشاكل الاقتصاد العالمي. وأيضا من ضمن الأسباب، وتراجع مبيعات الطائرات الامريكية أمام الصناعات الأوروبية والأسيوية. والإرتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية: الذي رجعت أسبابه إلى مشكلة الجفاف بأستراليا, وإنتشار الأمراض بالصين, والفيضانات في أوروبا, ومن ملامح هذا الارتفاع, تضاعف أسعار الأرز والبن إلى أعلى مستوياته خلال العشر سنوات الأخيرة.مضافا الى ذلك، وتذبذب وانخفاض قيمة الدولار خلال النصف الثاني للعام 2006 موضحا أن أمريكا كانت معنية بذلك لتسهيل عملية التصدير ووضع عراقيل أمام عملية الاستيراد لكي يكون الميزان التجاري في صالحها.

وفي إشارة إلى أسباب الأزمة العالمية, أشار أ. عمر شعبان إلى أن العديد من الأسباب الأخرى التي ساهمت في ذلك ومنها :

- سوء أداء الإقتصاد الأمريكي.

- التضخم الهائل غير الحقيقي في سوق العقارات (فقاعة العقارات).

- الأزمة السياسية في مناطق الثروة (العراق, فنزويلا, نيجيريا).

- الظروف المناخية: جفاف أستراليا, فيضانات أوروبا, وأمراض الصين.

- التوجه نجو إنتاج الوقود الحيوي كبديل للبترول.

وتحدث في الندوة الدكتور مازن العجلة, حيت تطرق إلى أهمية موضوع الغذاء كونه يتعلق بحياة الناس اليومية، مشيراً أن هناك عدة ارتفاعات في أسعار الغذاء بدأت عام 2003 ولكنها كانت مرحلية وبسيطة مقارنة بالارتفاع الذي بدأ بمنتصف 2007 (سعر القمح ارتفع 130%) وقسم الأسباب إلى أسباب تتعلق بالعرض وأخرى تتعلق بالطلب.

وأشار الى أنه على صعيد الحكومات, أرجعت المصادر الرسمية الأزمة إلى التغيرات المناخية وتجاهل الحديث عن الوقود العضوي كسبب مؤثر.

أما عن انعكاس الأزمة العالمية على فلسطين والاقتصاد الوطني, أشار العجلة إلى أن الأزمة في فلسطين أعمق وأكبر حيث ترجع لسببين أولهما أحداث حزيران المنصرم والحصار الحالي، وغياب السياسة الزراعية والاقتصادية واحتكار التجار وسوء ادارة المشكلة من جهة وكذلك تأثر فلسطين كما باقي الدول بالارتفاع العالمي الحاصل في أسعار الغذاء من جهة أخرى.

وأكد العجلة على أن أزمة ارتفاع الأسعار في فلسطين استبقت الأزمة العالمية بسبب الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الفلسطينيون. وهو ما حدا بالأونروا لزيادة حصص المساعدات للاجئين وهو ما ساهم في خفض حدة الأزمة على الرغم من ارتفاع نسبة الفقر إلى 80%.

وتضمنت الورشة عدة مداخلات من الجمهور أجمعت على عجز الاقتصاد الفلسطيني في مواجهة التغيرات العالمية وكذلك عجزه في التأثير على المناخ الاقتصادي الإقليمي.

واستنكر الحضور غياب الرؤية السياسية التي تدعم الأزمات الاقتصادية كواحدة من مقومات الصمود, خاصة أنه لا مجال للفصل بين السياسة والاقتصاد كمركبات مرتبطة.

واختتم أ. هاني حبيب الذي أدار الندوة بالإشادة بدور بال ثينك في طرح القضايا الأقليمية ودراسة علاقتها بالواقع الفلسطيني وهو ما ينسجم مع سياسة مركز بال ثينك ورؤيته العامة.