وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشهيد الطفل "مجد" كان يطمح للتفوق- أطفال غزة بين مطرقة الاحتلال وسندانة الحصار

نشر بتاريخ: 21/05/2008 ( آخر تحديث: 21/05/2008 الساعة: 10:18 )
غزة- معا- يتعرض الاطفال الفلسطينيون إلى انتهاكات كثيرة في ظل "العدوان" الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة والذي كان آخر هذه الانتهاكات الشهيد الطفل مجد أبو عوكل.

"بدي انجح وأخذ نسبة عالية في الامتحانات واطلع على الإعدادية" هذه الكلمات الأخيرة للشهيد مجد التي سمعتها والدة الشهيد تحرير أبو عوكل من ابنها قبل أن يغادر المنزل.

الطفل مجد أبو عوكل ( 12 عاما) وهو في الصف السادس الابتدائي يقطن في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة, كان طموحه أن ينجح ويأتي بنسبة عالية ويرتفع إلى الإعدادية, ذهب صباح امس ليقوم بتوصيل أخيه "امجد" إلى الدرس الخصوصي باللغة الانجليزية "إلا انه نال الشهادة قبل موعدها".

والدة الطفل الشهيد تحرير تتحدث ودموعها لا تفارق عينيها قالت بحرقه "ذهب الساعة الثامنة صباحا ليوصل أخاه الأصغر إلى درس خصوصي وبعد مغادرة البيت بدقائق سمعنا صوت انفجار وبعدها قالوا لي مجد استشهد (..) ما ذنبه أن يقتلوه وهو على وجه امتحانات نهاية؟! العام إنا لله وإنا إليه راجون".

والد الشهيد زياد عوكل قال "مالنا إلا أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل", مطالبا الشعب العربي أن يقف إلى جانب الطفل الفلسطيني الذي يتعرض إلى الانتهاكات اليومية والقتل.

وكانت جماهير غفيرة قد شعيت ظهر امس الثلاثاء جثمان الطفل ابو عوكل الى مثواه الاخير وسط حالة من الغضب الشديد.

هند فارس منسقة برنامج الطفل في مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تحدثت خلال ورشة عمل بعنوان "الحصار وآثاره على الطفل الفلسطيني".

وقالت فارس أن من حق الطفل الفلسطيني أن يعيش حياته الكريمة وله حقوقه في التعليم والصحة وغيرها, مضيفة "أن كل المواثيق الدولية كفلت للطفل حقه في العيش بحياة كريمة في ظل الحرب أو في حالة الحصار".

وأشارت فارس أن من واجب مؤسسة الضمير توعية المجتمع الدولي والمحلي في الانتهاكات التي تحدث في قطاع غزة من انتهاكات خطيرة لحقوق الطفل الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة.

وقالت فارس: "لوحظ في الفترة السابقة تدني مستوى الأطفال في سوء التغذية وإصابتهم بالأنيميا والنحول", مشيرة الى أن آخر إحصائية كانت تشير في العام 2007 الى أن من بين كل 100 طفل يوجد طفل مصاب بسوء التغذية وان هناك ما يقارب 50 ألف طفل مصابين بسوء التغذية في غزة".

من جهة أخرى قال خليل شاهين مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان "هناك مؤشرات سلبية تأثر بها الأطفال جراء الحصار منذ حزيران عام 2007 وهناك تدهور خطير في سوء التغذية لدى الأطفال, كما أن هناك أطفال مصابون بفقر الدم والتي بلغت نسبتهم 72 % من الأطفال جراء منع قوات الاحتلال دخول الأدوية والأغذية المناسبة للأطفال".

واوضح شاهين أن قوات الاحتلال تمعن في استخدام الأطفال وعلى سبيل المثال عملية "الشتاء الساخن" شمال القطاع التي استهدف فيها أكثر من 125 فلسطينيا منهم 27 طفلا استهدف حقهم في الحياة بشكل مباشر, وكذلك العشرات من الأطفال المرضى الذين استشهدوا جراء الحصار ومنعهم من السفر للعلاج بالخارج.

أما الدكتور يونس عوض الله منسق وطني لبرامج صحة الأطفال في وزارة الصحة قال" إن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة بعضهم يعاني من مشاكل صحية بسبب انتشار العديد من الأمراض ونقض المواد الأساسية غير المتوفرة جراء الحصار المفروض على القطاع".

وأشار عوض الله أن من هذه الأمراض المنتشرة مثل النحول والتقزم وسوء التغذية والخوف والفزع ومشاكل صحية جراء الصدمات المباشرة وغير المباشرة.

وأوضح ان هناك نسبة كبيرة من الأطفال مصابون بهذه الأمراض وليست هناك أرقام محددة ولكن مرشحة للزيادة, وقال أيضا "الحوامل تعاني من مرض الأنيميا وان هناك نسبة 60 % منهن يعانين بسبب نقص العديد من المركبات التي لا يمسح لها بالدخول إلي القطاع, مضيفا أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على الخدمات الصحية وأزمة الوقود وتأخير وصول الأطباء إلى أماكن عملهم.

وعن استخدام زيت الطهي "السيرج" لتحريك المركبات قال "إن المواد المستخدمة في تشغيل المركبات تسبب تلوث البيئة ولها اثر سلبي على المواطنين منهم النساء والأطفال والشيوخ وغيرهم وعلى النمو, وان وجود الأبخرة والدخان المنبعث من المركبات يسبب العديد من الأمراض في الجهاز التنفسي وبعض الحالات مثل الحساسية في الصدر.