وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أمهات الأسرى: حلمنا الوحيد أن يجمعنا الله بأبنائنا في العيد لتكتمل فرحتنا

نشر بتاريخ: 31/10/2005 ( آخر تحديث: 31/10/2005 الساعة: 15:33 )
غزة - معا - يمر رمضان بأيامه ولياليه على أمهات الأسرى وهن يتضرعن إلى الله للإفراج عن أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي, والذين يعانون فيها من برد الشتاء وحر الصيف, وأسرهم تشاركهم تلك المعاناة كل يوم اثنين عبر الاعتصام الأسبوعي الذي يشارك فيه أهالي الأسرى والمعتقلين في ساحة مقر الصليب الأحمر بغزة.

أم الأسير إبراهيم أبو علي المعتقل في سجن نفحة الصحراوي والمحكوم عليه مدى الحياة, قضى منها إحدى عشرة سنة والأم للشهيد محمد الذي استشهد في الانتفاضة الأولى تاركاً خلفه ثلاث بنات, من سكان بنى سهيلة تصف لنا مشاعرها التي تعبر عن مدى اشتيقاها لابنها الأسير خلف قضبان الحديد ويداها ترتجف من البرد وعيناها تمتلأ بالدموع لا يفصلها عن السقوط سوى صبرها وأملها بالمستقبل التي تنتظره بعودة ابنها إبراهيم الى أحضانها لتكتمل فرحتها, قائلة :" أتمني رؤيته ولو لدقائق معدودة لأطمئن عليه وأعرف كيف حاله, ولأهنئه بالعيد".

والتقت معاً والد الأسير رمضان البابا أحد أفراد الشرطة الفلسطينية سابقاً والمحكوم(13)عاماً يروى حادثة اعتقاله وهو يذرف الدموع قائلاً:" كان رمضان في المقاطعة برام الله مع الرئيس عرفات أثناء حصار الرئيس, لأنه من أحد أفراد الحرس الشخصي له, وبعد اقتحام المقاطعة حول الرئيس عرفات رمضان وزملائه إلى مدينة بيت لحم, ومن ثم عرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمكانهم فاعتقلوهم جميعاًُ وقادوهم إلى سجن السبع".
وتابع أنه حرم من زيارة ابنه الأسير بدعوى أنه مرفوض أمني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أنه يعرف أخبار رمضان عن طريق الأسرى الذين يغادرون السجون, بسبب انقطاع الاتصال بينه وبين ابنه.

أما أم الأسير ناصر الفاضي المحكوم عليه بـ(10)مؤبدات وعشرة أعوام, أمضى منها ثلاثة عشرة عاماً, من محافظة خان يونس, تقول بأن ابنها اعتقل وهو لم يكمل الثامنة عشر من عمره بدون أي أسباب.

وتتابع أنها حرمت من زيارته للشهر الخامس على التوالي بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لها بالدخول عبر الخط الأخضر, موضحة أنها أثناء زيارته تتعرض إلى معاناة شديدة لا تصف بكلمات من قبل المجندات الإسرائيليات, وذلك للضغط على أهالي الأسرى والمعتقلين لمنعهم من زيارة أبنائهم داخل السجون.

وأوضحت أم الأسير محمد سليم قاسم والمحكوم عليه بـ(25)عاماً والمسجون أيضاً في سجن نفحة الصحراوي بأنها حرمت من زيارته منذ خمسة شهور مضت, إضافة إلى انقطاع الاتصال به الطريقة الوحيدة التي يعرفون بها أخباره واحتياجاته .
مضيفة أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول أياً من الأغراض التي يبعثونها لأبنائهم في السجون, متابعة :" ابني لا يوجد عنده ملابس يرتديها لتحميه من برد الشتاء".

أما والد الأسير أشرف حسن البعلوجة والمحكوم عليه بـ(320)عاماً, يصف حال أسرته في رمضان بعد فراق دام أربع سنوات بينهم وبين أشرف قائلاً:" أشعر بأن شي لا أقدر على وصفه سلب مني, وأطوق لإرجاعه لأنني لا أستطيع العيش بدونه وهذا الشي هو أشرف".
متمنياً أن يفرج الله عنه في القريب العاجل ليعود إلى أحضان والداته التي تمسى وتصبح وهي دائمة التفكير به .

وكانت منظمة أنصار الأسرى قد وزعت في الاعتصام بياناً بمناسبة عيد الفطر طالبت فيه الشعب الفلسطيني بدمج ذوى الأسرى والشهداء والجرحى في احتفالات العيد, زيارة أسر الشهداء والأسرى والجرحى والعمل على التخفيف من معاناتهم, إضافة الى زيادة الاهتمام بهم والعمل على دعمهم مادياً ونفسياً, وذلك لما للعيد من فضل باعتباره مناسبة للتكافل والتراحم والتواد الإنساني والاجتماعي.