|
أهالي بيت حانون: الانسحاب الإسرائيلي لم يغير أياً من مظاهر العيد التي نتمناها
نشر بتاريخ: 01/11/2005 ( آخر تحديث: 01/11/2005 الساعة: 12:14 )
غزة- معا- هل سيسبق ليلة عيد الفطر المبارك في بيت حانون دك الغارات الوهمية؟ وهل سينعم الأهالي بليلة هادئة عشية العيد المنتظر لأول مرة إثر انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بعد احتلال وحصار وخناق دام 38 عاماً؟ وهل سيستطيع المواطنون النهوض فجراً لتأدية صلاة العيد بأمان دون تحليق مروحي إسرائيلي؟.
أسئلة بلا إجابات تراود خيال أطفال وأهالي بلدة بيت حانون شمالي محافظة غزة بشكل خاص، حيث تسكن أفئدة مواطنيها خيالات وذكريات القتل والتدمير الإسرائيلي الذي أصبح عادة يومية حتى في كافة الأعياد التي مرت آملين أن يحول انسحابهم دون تواصل القتل كما حدث في رمضان حيث أقدمت طائرات الاحتلال على عمليتي اغتيال في شمال القطاع راح ضحيتها قرابة تسعة مواطنين. أية قاسم(16عاماً) من بلدة بيت حانون تصف لنا مشاعرها في استقبالها لأول عيد يأتي على البلدة بعد الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة, قائلة:" كنت أتوقع أن يأتي أول عيد بعد الانسحاب في أجواء هادئة خالية من جنازات الشهداء التي يقضي فيها أقاربنا يوم العيد وقتهم وهم يعزون أهالي الشهداء مما يجعلهم يتأخرون عن زيارتنا مثل كل عيد مر علينا من بداية الانتفاضة, وخالي من القصف الذي لا يرحم صغيراً أو كبيراً ". وتحلم آية أن تستيقظ صباح يوم العيد على أصوات تكبيرات المساجد وليس على صوت القصف والغارات الوهمية التي لم تفارق سماء بلدتها منذ عدة أيام. ويعد الكعك من أهم طقوس عيد الفطر عند الشعب الفلسطيني, ولكن عند آية فالأمر يختلف قائلة:" غابت معالم الكعك عندي من زمان لذا أتمنى حقاً أن أذوق طعم الكعك الحقيقي " متابعة كنت أفضل أن أشترى هذا العيد ملابس ذات ألوان زاهية غير التي تعودنا عليها من اللون الأسود والرمادي". وعن أمنيتها الخاصة تقول:" كنت أتمنى أن يفرج الاحتلال عن خالي الأسير عطا المعتقل فى سجن نفحة الصحراوي وان يكون وسط العائلة يوم العيد". هديل ابنة التاسعة والتي ترتسم عندها فرحة العيد باللعب واللهو هي وصديقاتها في المنتزه, وبركوبها للارجوحة الدوارة المنصوبة في الشارع عند العم أبو سالم, تقتصر أمنيتها بعد الانسحاب الاسرائيلي على إمكانية زيارتها لبيت جدها المحاذى للحدود الفاصلة ما بين بلدة بيت حانون وبين الأرض المحتلة, والتي حرمت من زيارتهم طوال السنوات الخمس السابقة, وذلك لخوف والديها عليها وعلى اخوانها من أن تطالهم نيران قوات الاحتلال الاسرائيلي, ولكن يقف أمام تحقيق هذه الأمنية عودة الاحتلال للسيطرة على مسافة 650 متراً على المناطق الحدودية الشمالية للبدة حيث يقع منزل جدها. أما المواطن أبو محمد الكفارنة (43عاماً) فيبدو متشائماً من المظاهر التي تسبق العيد قائلاً:" بلغت الثالثة والأربعين من عمري ولا أذكر أنني عشت يوماً فرحاً بعيد من أعماقي أو عيد يخلو من إطلاق النار أو الغاز المسيل للدموع ". وتابع قائلاً: إن الانسحاب الإسرائيلي من غزة لم يغير شيئاً في حياته، موضحاً أن قوات الاحتلال كانت في الانتفاضة الأولى تضرب في كل عيد المصلين المتواجدين في ساحة الجرن بالغاز المسيل للدموع, ليجعلوا من يوم العيد يوماً شديد الظلام جراء ما ينجم عن المواجهة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي بإشعالهم لإطارات السيارات. ويتابع :"اليوم يعود القصف والاغتيال والتدمير من جديد إلى بلدة بيت حانون ليحول ما كان الناس يحلمون به من بهجة وفرحة وليبدد آمالهم في أول عيد بعد الانسحاب". أم إبراهيم الزعانين (35عاماً) تقول:" الاحتلال الإسرائيلي يقصد بغاراته وقصفه المتواصلين قتل الفرحة في نفوس الشعب الفلسطيني" متابعة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتادت على قتل معالم شهر رمضان المبارك والعيد في كل سنة, متسائلة عن سبب تصعيد إسرائيل لعدوانها ضد الشعب الفلسطيني خاصة في شهر رمضان منذ بداية انتفاضة الأقصى. أما الشاب أحمد حمد(19)عاماً فيعبر عن قلقه الشديد اثر ما شهده القطاع أواخر شهر رمضان من قصف واغتيال معتبراً أن إسرائيل انسحبت انسحاباً وهمياً قائلاً:" خرجت الدبابات من الأرض وحلت الطائرات في السماء ليل نهار لتقصف وتغتال من جديد, عدا عن تلك الغارات التي ترعب الأطفال وتأكل فرحة فوانيسهم وأرجوحاتهم في العيد". |