وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كعك العيد يعود من جديد الى طقوس الغزيين في عيد الفطر السعيد

نشر بتاريخ: 01/11/2005 ( آخر تحديث: 01/11/2005 الساعة: 13:21 )
غزة- معا- دقات قلوبهن تتزامن مع أول صينية كعك يخرجنها من الفرن، في حلقات نسوية تحلق بعضهن حول عجينة يخشين برودها وأخريات حول الفرن يخشين احتراق ما أنجزته أيديهن ورغم ساعات المساء والتعب والأرق تجدهن بقمة اليقظة والحيوية والتفاعل.

ورغم الأوضاع الاقتصادية والحصار وإغلاق المعابر وقلة المسموح بدخوله من المواد التموينية خاصة مستلزمات الكعك ترى نساء قطاع غزة يبدين استعداداً كاملاً لصناعة الكعك المنزلي قبيل انتهاء رمضان خاصة وانه اصطلح عليه بـ "كعك العيد".

الكعك أحد أهم طقوس عيد الفطر السعيد في الأراضي الفلسطينية، ويلحظ انهماك النساء في صناعته وإخراجه إلى النور بأيام قليلة تسبق قدوم العيد ليكون طبقاً شهياً مرحباً بالضيوف المهنئين بحلول العيد، ورغم مرور سنوات من الحصار والإغلاق والقتل والتدمير إلا ان عائلات قطاع غزة تحرص على تضمينه في قائمة مستلزمات العيد كما هو الحال في السمك المملح الذي يتناوله المواطنون عادة في وجبة الإفطار فيما يؤجله البعض إلى وجبة الغذاء.

وتكاد السعادة تغمر أهالي رفح وخانيونس وشمال القطاع خاصة الذين يسهرون لأول مرة الساعات القليلة السابقة لفجر العيد بأمان دون قصف إسرائيلي متواصل ونباح كلاب لطالما أطلقها جيش الاحتلال في إزعاج متعمد للمواطنين، حيث تجلس سيدات الحي الواحد بعد انتهاء صلاة التراويح في حلقات دائرية وحركة دؤوبة متواصلة ومشاورات علنية ومنخفضة وهامسة ليرين ثمرة تجمعهن الطويل وقد انتهى صنع الكعك وتوزع بين العائلات بعد أن يتذوقه الأطفال ويأخذ الفقراء في الحي نصيبهم من بعضه.

تقول السيدة أم عصام امطير إحدى نساء حي تل السلطان في مخيم رفح إنها تشعر بفرحة غامرة لأول عيد يستقبله الأهالي بعد انسحاب قوات الاحتلال مستذكرة تواصل قصفه وضحاياه وبيوت العزاء التي يتم فتحها بدلاً من تقبل المهنئين والفرحين بالعيد، ومؤكدة أن كافة الأهالي رغم جراحهم يعيشون أجواء فرحة بالعيد إلا أن غلاء الأسعار حط من معنويات بعض الآباء الذين عجزوا عن استكمال مستلزمات العيد.

وأكدت أم عصام أنها لم ترغب بمرور العيد دون كعك هذا العام خاصة أن النساء عشن لحظات جميلة متحلقات حول عجينة الكعك طوال الليل في منزلها المتواضع بالحي، قائلة: جميع النساء وأطفالهن شعرن بالأمان لأول مرة باختراقهن الشوارع دون خوف من قصف المدفعيات الثقيلة أو القصف المروحي الصاروخي الليلي.

وعن أسعار الكمية الواحدة للكعك قالت إن هذه الأسعار جاءت متناسبة مع الأوضاع الاقتصادية حيث يلحظ عدم ارتفاعها خاصة إذا كانت الكمية قليلة للعائلة الواحدة، وتكلف الكمية الواحدة حوالي 50 شيقلا قرابة 20 دولار فقط، متضمنة مكوناته من الدقيق والسميد والسمن والزيت ودقة الكعك والسمسم والينسون والشومر والمحلب ومادة رائحة الكعك بالإضافة إلى القليل من الفانيلا والباكنج باودر عدا عن السكر حسب الرغبة.

وعن مراحله تمتاز كل سيدة بطريقة معينة، وعن طريقتها الخاصة تقول ام عصام إنها تبدأ بنقع السميد ليلة كاملة بالسمن والزيت الحار، وفي الصباح الباكر تبدأ بتجهيز عجينة الكعك حيث تخلط المقادير الخاصة بعجينتها وتبدأ بعملية العجن المتتالية بطريقة دائرية لساعة كاملة ومن ثم تبدأ عملية التقطيع وحشو القطع الصغيرة الدائرية بعجوة البلح أو التمر المزودة بقليل من السكر والسمسم والقرفة وزيت الزيتون.

ومن ثم يبدأ توزيع بعض الكعك على الأهالي والمقربين والجيران والعائلات الميسورة الحال لتعم فرحة العيد كافة المنازل.