وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مشاركون ومهتمون في قضايا الشباب يؤكدون علي ضرورة إنهاء حالة الانقسام

نشر بتاريخ: 29/05/2008 ( آخر تحديث: 29/05/2008 الساعة: 14:32 )
غزة- معا- أكد مشاركون ومهتمون في قضايا الشباب اليوم الخميس على ضرورة إنهاء حالة الانقسام واستعادة اللحمة السياسية وإعادة بناء المؤسسة على أسس المشاركة والديمقراطية كمدخل رئيس في عملية التغيير، والتصدي للسياسة الحزبية الضيقة واستبدالها بالثقافة الوطنية والولاء للوطن والشعب والهوية، والمساهمة في تحديد الأولويات والاحتياجات اللازمة لعملية الضغط والتأثير باتجاه تحقيق تلك الأولويات.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده معهد دراسات التنمية IDS في غزة بعنوان دور الشباب في إحداث التغيير بحضور نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال التنمية وقضايا الشباب والعديد من الباحثين والطلبة والمهتمين وذلك في قاعة فندق جراند بلاس في غزة.

وشدد المشاركون على ضرورة التزام القوى السياسية النافذة بالقانون والتشريعات ورفض مبدأ الاعتقال السياسي والسماح بحرية الصحافة والنقد والتعبير والتجمع السلمي، وتحسين جودة التعليم وربطه بسوق العمل والاحتياجات الفعلية وتشجيع الأبحاث العلمية، ومعالجة التأثيرات النفسية عبر برنامج الإرشاد والدعم النفسي.

وأجمع المشاركون على أهمية وقف جميع أشكال الاعتداءات والضغوط التي تمارس من قبل الأطراف المختلفة على الشباب وتحفيزهم على انتهاج خطط بديلة للعمل خاصة في حقل النشاط الاقتصادي وتحييد التعليم عن دائرة الصراع وإقرار برنامج شامل للحماية الاجتماعية خاصة في جوانبها التمكينية والتحويلية وتطوير النظام التربوي كان علاء أبو طه منسق وحدة التكوين والبحث في المعهد قد افتتح اللقاء بكلمة أشار فيها إلى مبررات عقد هذا اللقاء انطلاقا من الدور الهام المنوط بالشباب في إحداث التغيير، والتركيز على الوضع الذي يعيشه الشباب الفلسطيني والظروف الموضوعية المحيطة به المتمثلة بحالة الانقسام السياسي والمشكلات الاقتصادية والفقر والبطالة والتهميش موضحا أن المعهد دأب على مناقشة وبحث القضايا والهموم المجتمعية بهدف فتح حوار وتقديم رؤى متعددة من قبل الاختصاصين ومن الشباب أنفسهم لبحث السبل والآليات الكفيلة بتفعيل وإدراك دورهم.

وتحدث د. ناصر أبو العطا عميد شؤون الطلبة في جامعة الأقصى عن دور الجامعات في تعزيز العمل الجماعي والتشبيك وتمكين الشباب وتفعيل العمل الجمعي والشراكة الحقيقية مع المؤسسات المجتمعية منتقدا جامعاتنا الفلسطينية حيث لا تولى برامج البحث العلمي الاهتمام الكاف ولم تخصص له موازنات ملائمة ناهيك على عدم ارتباطه باحتياجات السوق والعملية التنموية بقدر ما هو مرتبط بعملية الترقية الأكاديمية.

وأضاف د. أبو العطا أن السمة الغالبة على جامعاتنا في قطاع غزة بأنها لا تركز على تأهيل اللغة وتعيد إنتاج الأنماط الاستهلاكية وبالتالي فهى غير منفصلة عن حالة الثقافة الاستهلاكية السائدة في المجتمع, مشددا على ضرورة ربط رسالة الجامعات بشكل أكبر بالمجتمع المحلي ومؤسساته من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة تستهدف فئات الشباب وتعيد الاعتبار للعمل الجمعي المنظم.

وتطرق الخبير التنموي محسن أبو رمضان في ورقته حول دور منظمات المجتمع المدني في استنهاض حركة اجتماعية للشباب لتاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية في الثمانيات التي اتسمت بطابعها الديمقراطي ودورها في عملية النهوض الوطني والتصدي للعديد من القوانين العسكرية الاحتلالية خاصة القرار رقم 81 الذي أراد به الاحتلال السيطرة على مجالس إدارات الجامعات والتحكم بالمناهج الأكاديمية حيث استطاعت الحركة الطلابية إلغاء هذا القرار بالعمل والكفاح الجمعي المنظم.

وحث أبو رمضان الحركات الطلابية على ضرورة أن تبادر بتحديد أولوياتها واحتياجاتها وصياغة إستراتيجيتها والمهام المطلوب تنفيذها خلال فترة زمنية معينة، كما شدد على دور الشباب كذلك في إعادة صياغة الوعي والثقافة لتصبح قائمة على أساس الانتماء ووحدة نسيج المجتمع الداخلي والتسامح ونبذ الفئوية والتعصب وتجاوز الأبوية.

وحث أبو رمضان الحركات الطلابية على ضرورة أن تبادر بتحديد أولوياتها واحتياجاتها وصياغة إستراتيجيتها والمهام المطلوب تنفيذها خلال فترة زمنية معينة ، كما شدد على دور الشباب كذلك في إعادة صياغة الوعي والثقافة لتصبح قائمة على أساس الانتماء ووحدة نسيج المجتمع الداخلي والتسامح ونبذ الفئوية والتعصب وتجاوز الأبوية.

وتحدث مهيب شعث المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي عن دور المؤسسات الشبابية في تعزيز دور الشباب في عملية التنمية حيث أشار إلى أهمية المؤسسات الشبابية ووظائفها المتمثلة في تسخير وتوظيف خدماتها لمصلحة الشباب وتعزيز آليات الضغط والتأثير على صناع القرار واعتماد تشريعات تدافع عن حقوق الشباب مستعرضا نتائج الاستطلاع التي أجرته جامعة بيرزيت مؤخرا والذي يشير إلى تدني ثقة الشباب في دور المؤسسات الشبابية حيال مطالبهم الحقيقية.

وتطرق إلى محدودية الدعم الموجه من قبل الحكومة لقطاع الشباب والموجه معظمه لنشاطات تطويرية وبرامج تدريبية في كافة الأندية الشبابية فقط منتقدا تراجع حجم التمويل الموجه للبرامج التنموية لمختلف قطاعات الشباب من الجنسين.

وقدم د. محمد العيلة مدير مشروع بحث حول الشباب في قطاع غزة ورقة عمل حول الشباب والتغيير الاجتماعي "منظور تنموي" تطرق فيها إلى الصعوبات ومصادر التهديد التي تواجه قطاع الشباب في قطاع غزة وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة وصعوبة مواصلة التعليم وتوقف المشاريع التنموية التي تستقطب أعداد كبيرة من الشباب.

كما تطرق د. العيلة إلى العقبات التي تحد من مشاركة الشباب في العملية التنموية منها الجهل وعدم معرفة المؤسسات وطبيعة عملها وبكيفية الوصول إليها وتدنى مستوى الثقة والمصداقية بين الشباب والمؤسسات المحلية وعدم المعرفة بالمشاريع والبرامج التي تديرها المؤسسات واقتصار عدد منها على توزيع المعونات الاغاثية.

فيما قدم الخبير التنموي تيسير محسين ورقة عمل بعنوان "نحو خطة وطنية للشباب في فلسطين تطرق فيها إلى حالة الانكشاف التي يعاني منها قطاع الشباب في قطاع غزة نتيجة انعدام الأمن وغياب الحاجات الأساسية والخوف من القوة السياسية وتهمش دوره في المشاركة والتمثيل.

وأوضح محسين أن أي خطة عمل للشباب يجب أن ترتكز على ثلاثة مسارات متصلة ومعتمدة بعضها على بعض والمتمثلة في مسار عام يقضي بتجاوز حالة الانقسام كشرط لا غني عنه للتحرر والتنمية، والثاني الاهتمام بالحاجات الآنية والطارئة للشباب والثالث تمكين الشباب وإدماجهم في المجتمع والسياسة والاقتصاد والاستثمار في الموارد والقدرات وتدعيم البنية المؤسساتية على المدى البعيد.