وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أطباء وأخصائيون يدعون لتكثيف حملات التوعية والثقيف من اجل الإقلاع عن التدخين

نشر بتاريخ: 31/05/2008 ( آخر تحديث: 31/05/2008 الساعة: 10:27 )
غزة- معا- دعا أطباء وأخصائيون إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية والتثقيف من اجل الإقلاع عن التدخين لما له من أضرار كبيرة على النفس والجسد والمال، كما له أضرار اقتصادية على الدول والحكومات.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم العلمي لمكافحة التدخين "شباب بلا تدخين" والذي نظمه المنتدى الطبي الفلسطيني بالتعاون مع الكتلة الطبية الإسلامية، حضره عدد من الأطباء والشخصيات، وبدأت فعالياته بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

ورحب الدكتور أنور الشيخ خليل عريف اليوم العلمي، بالحضور من الأطباء والشخصيات المجتمعية، مؤكدا على أن تنظيم هذه الفعالية يتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين،وتأتي ضمن الجهود الهادفة لتفعيل الحملات التوعية والثقيف من اجل الإقلاع عن التدخين.

أمة عالمية بدون تدخين
وألقى الدكتور سعيد صلاح مدير مستشفى الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، كلمة القائمين على فعاليات اليوم العلمي، قال فيها " نجتمع في اليوم العالمي تحت شعار شباب بلا تدخين ونقصد بهذا الشعار وطن وأمة عالمية بدون تدخين، ولكن يقف الإنسان حائرا أمام الذين يصرون على التدخين، ويعجب المرء وهو يرى طوابير المدخنين وهم يبحثون عن السيجارة أكثر من بحثهم عن لقمة العيش لأبنائهم ".

وأضاف "لا تكفي المحاضرات والمؤتمرات والشعارات والضجيج الإعلامي، فمع كل شعار يرفع كأنه دعاية للشركات العالمية لصناعة التبغ، فالمطلوب التفكير بآلية حسنة نشعر بها أن ظاهرة التدخين بدأت تتناقص وتضمحل".

ودعا الدكتور صلاح خلال كلمته إلى ضرورة العمل على تنشئة الأجيال تنشئة سليمة تكره كل ما يخالف الفطرة السليمة، وعلى الدول وضع قوانين وإجراءات عقابية لمنع انتشار التدخين بين الشباب والفتيات، ومعاقبة كل من يخالف القوانين الخاصة بالتدخين.

أكثر شعوب المنطقة شباباً
وألقى وزير الصحة المكلف الدكتور باسم نعيم كلمة تحدث فيها على دور الشباب في خدمة المجتمع وأنهم هم وقود المرحلة، وان الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة الشباب، وانه أكثر شعوب المنطقة شباباً .

وأضاف نعيم "أن الإحصائيات الحديثة تؤكد على انخفاض نسبة انتشار التدخين بين الشباب في غزة، وهذا بسبب انتشار التدين بين شريحة الشباب والقيم الاجتماعية النبيلة".

مكافحة التدخين هدفاً أساسياً
وأكد نعيم على أن وزارة الصحة الفلسطينية جعلت مكافحة التدخين هدفا أساسيا في خطتها المركزية، وهي الآن تسير ضمن خطة تعمل على منع التدخين في الوزارة والمستشفيات والمراكز الصحية من خلال الوسائل المناسبة".

وأوضح نعيم أن الوزارة ستطلق خلال أيام فعاليات لمكافحة التدخين، وسيتم تكثيف الجهود التوعوية والتثقيفية من اجل العمل على مكافحة التدخين وانتشاره في المجتمع، موجها دعوة للمجلس التشريعي باتخاذ الإجراءات والتشريعات اللازمة لمحاربة التدخين.

وأشار نعيم خلال كلمته إلى أن وزارة الصحة رغم الصعوبات والعقبات التي مرت بها، إلا أنها استطاعت أن تحقق انجازات وإصلاحات في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، وفي مجال الأنظمة واللوائح، وجعلت التخفيف من معاناة المواطنين هدفها الرئيسي.

التدخين وآثاره على الإنسان
وألقى الدكتور نصر التتر رئيس قسم القلب في مجمع الشفاء الطبي محاضرة عن التدخين وآثاره على الإنسان، شرح فيها أضرار التدخين على جسم الإنسان، والأمراض التي تصيب المدخنين منها تصلب الشرايين وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض المعدة، مبيننا حالات الوفاة بين المدخنين والإحصائيات السنوية وعن حالات الموت بين المدخنين.

وبيّن التتر الآثار السلبية للتدخين على النساء وخاصة الحوامل والمرضعات، وما يسببه التدخين من آثار سلبيه على حياة الجنين والطفل.

وتحدث التتر خلال محاضرته العلمية عن الفوائد الجمة للإقلاع عن التدخين، في مقدمتها صحة الجسم والفوائد التي يجنيها المدخن بعد إقلاعه عن التدخين، كما يعمل على تقليص النفقات المالية عند الإنسان، وعدم تبديد الأموال والإفادة منها في أشياء تعود بالخير والفائدة على الإنسان، مشيرا إلى كيفية مواجهة ظاهرة التدخين في المجتمع.

الآثار النفسية للتدخين
وألقى الدكتور احمد أبو طواحين مدير برنامج غزة للصحة النفسية محاضرة حول الآثار النفسية للتدخين على الإنسان، تحدث فيها عن الاضطرابات النفسية المختلفة للتدخين، وعن آثاره السلبية على السلوك الإنساني، وعن القلق والتوتر النفسي الناتج عن التدخين.

وأوضح أبو طواحين علاقة التدخين باضطرابات الحالة المزاجية عند الإنسان، والغضب والسلوك العدواني والضغط النفسي عند المدخنين.

ودعا أبو طواحين خلال محاضرته إلى أهمية وجود برامج جادة للتنبيه للنتائج الاجتماعية النفسية للتدخين، وتكثيف حملات التوعية والتثقيف بأضرار التدخين على صحة الفرد النفسية والاجتماعية.

الآثار الاقتصادية للتدخين
وألقى الدكتور حسن أبو طويلة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية ومدير مجمع الشفاء الطبي سابقا، محاضرة حول الآثار الاقتصادية للتدخين على الفرد والمجتمع، وان التدخين يعني ضرب للاقتصاد ومعوقا من معوقات التنمية في المجتمعات، مشيرا إلى أن المال الذي ينفق على التدخين لا ينفق على ضرورات أساسية في حياة الإنسان.

كما عرض الدكتور أبو طويلة خلال محاضرته لإحصائيات حول الخسائر والأضرار الاقتصادية للتبغ على المجتمع والفرد، وحجم الإنفاق السنوي لعدد من دول العالم، ومن بينهم فلسطين.

وأشار أبو طويلة إلى أن التدخين يسهم في إفقار الفرد والعائلة ويعمل على ضياع الإنتاجية ويكلف وزارة الصحة تكاليف باهظة في علاج أمراض التدخين، وانه مع حلول عام 2025 سيصبح معدل الوفيات السنوي في العالم عشرة مليون إنسان في كل عام.

وتحدث أبو طويلة عن النفقات الباهظة التي ينفقها المدخنون، والأثر السلبي على اقتصاد الدولة، فضلا عن ما يجنيه المستثمرون في صناعة التبغ من أموال طائلة من بيع وترويج التبغ.

ضرورة الحفاظ على النفس البشرية
وألقى النائب الدكتور يوسف الشرافي محاضرة دينية عن الحكم الشرعي للتدخين، تحدث فيها عن ضرورة الحفاظ على النفس البشرية، مستعرضا الآيات والأحاديث التي تدعو إلى الحفاظ عن النفس من كل مكروه، فيحرم على الإنسان أن ينتحر أو يُلقي بنفسه إلى التهلكة، والتدخين تهلكة يؤدي بالضرر الكبير على النفس البشرية.

وأشار إلى أن التدخين يؤدي إلى إهدار الأموال وتبذيرها، وان التدخين بالإجماع يعد قتل للنفس، لذلك فهو حرام شرعا للضرر الكبير على النفس البشرية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ عليها.

أهمية التربية
وأكد الدكتور الشرافي خلال محاضرته على أهمية الاهتمام بتربية النشء على الخير والاستقامة وعلى مصاحبة الأخيار، داعيا الآباء إلى مراقبة أبنائهم والاهتمام بمتابعتهم خاصة في سن المراهقة والعمل على إشغالهم بالأشياء المفيدة في حياتهم والاهتمام بتعليمهم والارتقاء بهم نحو الأفضل.

توصيات
وأوصى النائب الدكتور الشرافي بضرورة العمل على تكثيف حملات التوعية والإرشاد لمكافحة التدخين، والارتقاء بمستوى تربية الأبناء والاهتمام بهم، ودعوة وسائل الإعلام بالقيام بدورها نحو التعريف بمخاطر وأضرار التدخين على حياة الإنسان، والعمل على إصدار اللوائح والقوانين والتشريعات اللازمة لمكافحة التدخين.