|
مبروك للبنان / بقلم: عمر البوزية
نشر بتاريخ: 31/05/2008 ( آخر تحديث: 31/05/2008 الساعة: 18:14 )
بملء الفيه نقولها مبروك أيها الأشقاء اللبنانيون، مبارك هذا الانتصار الكبير للوحدة على الفرقة وللحوار على النزاع، مبارك هذا الانتصار الكاسح للغة العقل والمنطق على لغة القوة والاحتراب.
نعم لقد انتصر لبنان بعد أن كادت السنة اللهب تأتي على كل البلاد ليخرج لبنان مهزوماً بكل مكوناته. دولة وأحزابا وطوائف ونسيجا اجتماعيا وبنيويا، ولم نكن كفلسطينيين سنبقى بمنأى عن السنة اللهب اللبناني لا قدر الله لو تفاقمت الأحوال هناك. ولكن بفضل الله تعالى أولاً ثم بفضل عواصم صنع القرار العربي الجاد كان هذا الانتصار اللبناني الشامل لكل اللبنانيين. فعندما اكتوت هذه العواصم بحرارة الرصاصات والصواريخ التي انفجرت في بيروت والجبل تداعى وزراء الخارجية العرب للاجتماع، لتكون الدوحة حاضنة الإرادة العربية في الحسم والتوفيق والانتصار اللبناني. الدوحة التي لم تبلغ مساحتها مساحة حي في بعض العواصم العربية الكبرى أثبتت أنها تمتلك مقومات احتضان قرار عربي نافذ هو الأسرع للأمة العربية منذ عقود، بوركت يا دوحة الوفاق اللبناني وبوركت مقومات القرار العربي الحاسم لحل الأزمة اللبنانية التي أوشكت أن تؤدي إلى انهيار دستوري واجتماعي وبنيوي في لبنان. أما نحن الفلسطينيين، يحق لنا بعد عام من الشقاق والانشقاق وسفك للدماء، وبعد عام من الحصار والتجويع والامتهان، وبعد عام من الضياع بين مفاوضات عبثية ومقاومة أكثر عبثية بعد عام كاد الشعب الفلسطيني أن يلفظ أنفاسه رغم كل شحنات الدعم المعنوي التي يتلقاها الشعب وقيادته على حد سواء من الأطراف العربية والدولية لا تكاد تصل إلى حد التقاط الأنفاس يحق لنا أن نسأل عن القرار العربي التوافقي الذي حضر للبنان لماذا لا يندرج على فلسطين رغم كل التباينات والتشابهات والشبهات. (أليست فلسطين جزءًا من جغرافية الوطن العربي ؟؟ أليس الشعب الفلسطيني جزءًا من منظومة الشعوب العربية؟؟؟) أليست القضية الفلسطينية هي القضية الأم للأمة العربية؟؟ أليس من حق القضية الأم أن يكون لها هذا التداعي السريع من قبل عواصم صنع القرار العربي؟؟ الجاد والشجاع؟؟ أليس من حق الفلسطينيين أن يحظوا بهذا الاهتمام العربي والقرار العربي وأليس من حقنا دوحة أخرى بعد مكة مثلما حظي لبنان بدوحة بعد الطائف؟؟ يحق لكل فلسطيني أن يسال اليوم لماذا؟؟ ومتى؟؟ وأين؟؟ لماذا لم يتخذ القرار بعد لحل الأزمة الفلسطينية الداخلية؟؟؟ ومتى سيتحرك قادة صنع القرار العربي من اجل فلسطين؟؟ وأين سيتم اتخاذ هذا القرار بما أن مكة تم اغتيالها ولم تكن لتصان حرماتها. ويحق لنا أيضا أن نسأل ونتساءل عن الجرس الذي قرع في لبنان وتردد صداه في العواصم العربية لتلتئم في الدوحة كل الأطراف ويكون الصلح والانتصار اللبناني. |