وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير عن أيار: اعتقال أكثر من (475) مواطناً بينهم (45) طفلاً و(6) صيادين وقرار بإبعاد أسيرة إلى الأردن

نشر بتاريخ: 04/06/2008 ( آخر تحديث: 04/06/2008 الساعة: 10:14 )
غزة- معا- أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بان سلطات الاحتلال اعتقلت خلال شهر أيار مايو الماضي أكثر من (475) مواطناً فلسطينياً بينهم أطفال، وصحفيون ومتضامنون أجانب، وصيادون وأصدرت قراراً بإبعاد أسيرة من الخليل إلى الأردن, ونفذت أكثر من (125) عملية توغل ومداهمة لمختلف المناطق الفلسطينية، ليصبح عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من (11700) أسير.

وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان سلطات الاحتلال لم تتوقف خلال الشهر المنصرم على سياسة الاعتقالات التي تمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني من الشوارع والمنازل ومن الجامعات والمؤسسات وعن الحواجز، وخلال اجتياحها لمناطق قطاع غزة، حيث اعتقلت سلطات الاحتلال ما يزيد عن (140) مواطناً من أبناء قطاع غزة، معظمهم من شمال القطاع حيث قامت القوات المتوغلة بجمع عشرات المواطنين من سن 16 وحتى 60 عاماً واقتادتهم إلى جهة مجهولة، كذلك اعتقلت 40 مواطناً من المنطقة الشرقية بخانيونس، واعتقلت (25) مواطناً من منطقة أبو معمر شمال شرق رفح.

وأضاف الأشقر بان من بين المعتقلين ما يزيد عن ( 50) طفلاً لا تتجاوز أعمارهم ال18 عاماً ، من بينهم (25) طفلاً تتراوح أعمارهم بين 11 عاما و17 عاما تم اعتقالهم من مدينة القدس بحجة قيامهم بإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين وحولتهم إلى مركز تحقيق المسكوبية.

فيما حكمت المحكمة العسكرية الاسرائيلية في معتقل عوفر قرب مدينة رام الله على الطفل الأسير (علي محمد سليمان ابو صالح) البالغ من العمر (14 عاما) من الخليل، بالسجن الفعلي لمدة 13 شهراً.

ونفذ الأسرى الأشبال في مركز توقيف "عتصيون" إضرابا عن الطعام ليوم واحد وذلك احتجاجا على سوء الطعام الذي تقدمه إدارة السجن لهم، حيث أفاد الأسرى الأطفال أن الطعام الذي يقدم لهم ناشف ومقلي دون أية سوائل فيه مما يؤثر على معدة الأسرى بشكل سلبي ويسبب لهم المرض، وقد عاقبتهم الإدارة بنقل عدد منهم إلى الزنازين الانفرادية، كما واشتكى الأسرى في مركز التوقيف أن إدارة السجن تعاملهم كأنهم في مركز تحقيق وتعرضهم للإذلال والمعاملة السيئة.

وحكمت محاكم الاحتلال على الأسيرة ( هيام احمد البايض ) 34 عاما رئيسة منتدى المرأة الثقافي في رام الله، بالسجن الفعلي لمدة عامين بتهمة رئاسة جمعية محظورة.

وكذلك أوصت محاكم الاحتلال بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية بإبعاد الأسيرة (نورا محمد شكرى الهشلمون )36 عاماً، من الخليل وأبنائها الستة إلى الأردن، أو تبقى في السجن لفترة مفتوحة إن هي رفضت قرار الإبعاد ، والأسيرة تخضع للاعتقال الادارى دون تهمة أو محاكمة منذ ما يزيد عن 21 شهراً.

وأوضح الأشقر أن من بين المعتقلين (6) صيادين اختطفتهم البوارج الحربية الإسرائيلية في عرض البحر قبالة شواطئ مدينة رفح، بعد إطلاق النار عليهم ونقلهم إلى جهة مجهولة، كذلك اعتقلت الصحفي ( حسن عوض الرجوب )24 عاما من منزله غرب مدينة الخليل ، كذلك اعتقلت مصور وكالة أنباء رامتان الصحفي ( أشرف الكفارنة ) من شمال قطاع غزة والذي كان يقوم بعمله الصحفي في تغطيه الأحداث.

كما اعتقلت مدير مكتب الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (عبد القاهر على سرور) وذلك بعد اقتحام منزله بعشرات الجنود المدججين بالسلاح وتفتيش المنزل وتهديد السكان في حال اعتراض الجنود وقاموا باختطاف سرور وتقييد يديه وعصب عينيه ونقله إلى جهة مجهولة.

وأضاف الأشقر انه خلال شهر مايو المنصرم انضم عدد من الأسرى إلى قائمة الأسرى القدامى الذين امضوا أكثر من (15 ) عاماً، ليصبح عددهم (279) أسيراً، فيما انضم الأسير (سليم على الكيال) 56 عاماً من قطاع غزة إلى قائمة الأسرى الذين امضوا أكثر من ربع قرن في السجون، ليرتفع عددهم إلى (14) أسيراً، ويعتبر الكيال الأول من قطاع غزة الذي يمضى أكثر من 25 عاماً في السجون.

وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تواصل سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الأمر الذي يزيد من معاناتهم ويرفع أعدادهم بشكل يومي، ويدعو إلى القلق على حالة الأسرى المرضى وتخوف من زيادة عدد الشهداء نتيجة الإهمال الطبي، وخاصة بعد انتشار الجرثومة المعدية في مستشفى الرملة والتي أصيب بها الأسيرين (ربيع علي) و (إسرار البرغوثي ) حيث قامت الإدارة بعزلهما في الزنازين الانفرادية و منعت الاحتكاك بهما إلا بلباس خاص ومنعتهم من الاختلاط بباقي الأسرى الذين أعربوا عن قلقهم الشديد من هذه الظاهرة وخاصة إن الأسرى لم يتمكنوا من معرفة حقيقة الجرثومة وأسبابها، في ظل إهمال متعمد من قبل الإدارة في متابعة هذه القضية والكشف عن تلك الجرثومة واكتشاف علاج لها، مؤكدين حاجة الأسيرين للمتابعة الخاصة لإنقاذ حياتهما حيث عانى الأسير ( البرغوتي ) من تساقط بالشعر بسبب الجرثومة ووضعه صعب.

ولازال الأسير ( منصور موقدي )من جنين يعاني في مستشفى سجن الرملة، حيث أجلت إدارة السجن إجراء العملية الجراحية المقررة له لأجل غير محدد، مما يشكل خطورة على حياته بشكل كبير.

كذلك تعانى الأسيرة (أمل جمعة) من نزيف داخلي منذ شهر جعلها تشعر بعدم القدرة على الحركة، وتقوم الأسيرات بمساعدتها بالإضافة إلى مشاكل في الكلى وانتفاخ في البطن، موضحة أنه تم نقلها إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة ولكن دون جدوى. وحالتها في تدهور مستمر ، وكذلك بالنسبة للأسيرة زهور حمدان المحكومة 8 سنوات والتي تعاني من ألام حادة في البطن وبحاجة إلى تشخيص طبيب لزيارتها وتشخيص مرضها لتقديم العلاج اللازم لها.

ويعاني الأسير (زهير لبادة ) 54 عاما داخل مستشفى سجن الرملة من فشل كلوي حاد و يعاني من التهاب بالكبد جعله في وضع صحي صعب للغاية حيث تم وضعه في المستشفى بعد استجوابه مباشرة نظراً لسوء حالته الصحية ولا يأخذ أي علاج له سوى بعض المسكنات، كذلك يعانى الأسير (أيوب مازن حسين شحادة ) من رام الله، من تضخم بالكلية اليسر وضعف عام في الكلى، وعلى الرغم من ذلك يقبع في العزل الانفرادي منذ شهرين دون سبب.

وقد تدهورت صحة الأسير (محمد بشير موسى) من بيت جالا جنوب الضفة الغربية، حيث أصيب بتسمم في الدم بالإضافة إلى نقص في إحدى قدميه وتشوهات في الساق من خلال فتحات كبيرة، وذلك جراء إصابته بالرصاص في قديمه أثناء الاعتقال، وتم إهمال علاجه، وترفض إدارة سجن عوفر إخراجه إلى المستشفى للعلاج.

كذلك تدهورت صحة الأسير (إبراهيم عبد الله ابو مصطفى) من غزة في سجن إيشل حيث يعانى من قرحة بالمعدة منذ سنتين ويعاني من ورم بالطحال ومرض بالكلى منذ ست سنوات، كان قد أصيب بها نتيجة الضرب الذي تعرض له أثناء مرحلة الاعتقال، بينما يعانى الأسير (جهاد إبراهيم العجوة) من مخيم عسكر من ضعف عضلة القلب وضيق وأزمة تنفس وشقيقة في الرأس، ووضعه الصحي صعب. وقائمة المرضى طويلة وترتفع يومياً بفعل الإهمال الطبي.

وأوضح الأشقر بان سلطات الاحتلال صعدت من إصدار قرارات الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين ،حيث أصدرت هذه المحاكم الصورية أكثر من (200) حكماً بالادارى خلال شهر مايو المنصرم ، ومن بينهم الشيخ (خالد الحاج) من جنين احد قادة حركة حماس في الضفة الغربية لمدة 6 شهور للمرة الثانية على التوالي ، فيما جددت الاعتقال الإداري للمرة (22) على التوالي للأسير محمود عيسى عبد الحميد المسالمة (48عاما)، من سكان بلدة بيت عوا جنوب الخليل بالضفة الغربية، ويعتبر مسالمة ثاني أقدم أسير إداري على مستوى الوطن بعد الأسير عمر حمارشة، كذلك جددت الاعتقال الادارى للمرة الثالثة على التوالي للأسير (وليد خالد ) مدير صحيفة فلسطين بالضفة الغربية والمعزول في سجن الرملة منذ اعتقاله، كذلك جددت الاعتقال الإداري لكل من الشيخ (ماهر الخراز) احد قيادات حماس في نابلس والشيخ (تيسير عمران ) من رجال الإصلاح والمحاضرين بجامعة النجاح الدكتور (خضر السدة )والدكتور( غسان ذوقان ( كما ثبتت الاعتقال الادارى للمرة الثالثة بحق نائب رئيس بلدية نابلس المهندس ( مهدي الحنبلي ).

وقال إن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر المنصرم عرض نواب المجلس التشريعي "المختطفين إلى المحاكم الصورية، التي تؤجل باستمرار، حيث لا وجود للوائح اتهام ضد النواب، الأمر الذي يؤكد أن اعتقالهم سياسي بالدرجة الأولى، وغير قانوني، فيما قررت محاكم الاحتلال النطق بالحكم على رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. عزيز دويك خلال الشهرين القادمين حيث اعتبرته محكمته الأخيرة أول أمس هي أخر المحاكم وسوف يصدر الحكم خلال شهرين، علماً بأن الاحتلال يختطف (48) نائباً ووزيراً سابقاً في سجونه".

وأكد الأشقر بان "الأسرى المعزولين لا زالت معاناتهم مستمرة وتتصاعد بفعل الانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها، حيث صعدت سلطات الاحتلال من ممارساتها القمعية ضدهم وخاصة سياسة التفتيش العاري والمداهمات الليلية لغرفهم في ساعات متأخرة، وزجهم في غرف مظلمة تحت الأرض دون ضوء أو تهوية ولفترة زمنية غير محددة قد تصل شهورا طويلة لا يرى فيها الأسير النور نهائيا أو يسمح له بالخروج إلى ساحة الفورة أو التواصل مع رفاقه، الأمر الذي يترك آثارا نفسية خطيرة على الأسير المعزول وقدراته العقلية، بالإضافة إلى قلة الطعام ورداءه أنواعه، وعدم نظافة الصحون التي يقدم بها".

وخلال الشهر المنصرم استخدم الاحتلال مصطلح (المقاتل غير الشرعي) ضد بعض الأسرى، وغالبيتهم من قطاع غزة، وبموجب هذا القرار يتم استمرار حجز المعتقل دون محاكمة إلى ما لا نهاية، ويحرم الأسير من ممارسة حقوقه في الدفاع عن نفسه والاطلاع على التهم الموجهة ضده ويعني أيضاً استمرار احتجاز هؤلاء الأسرى في سجون الاحتلال دون تقديم لائحة اتهام ضدهم، ودون تقديمهم لمحاكمة، بحجة وجود ملف سرى للأسير، وهذا يوفر غطاءً قانونياً وتشريعاً لاستمرار اعتقال الأسرى دون محاكم ولفترات طويلة جداً.

وناشدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال لوقف حملات الاعتقال المسعورة التي يمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني يومياً، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ السجون في ظل ظروف مأساوية يحياها الأسرى بفعل الانتهاكات التي تمارس بحقهم، ودعت الوزارة جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والشعبية بضرورة زيادة فعاليات وحملات التضامن مع الأسرى، وعدم جعل قضيتهم موسمية.