وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة: صناعة الزجاج وفن الفسيفساء .. إبداع على شفير الانهيار بسبب الحصار

نشر بتاريخ: 04/06/2008 ( آخر تحديث: 04/06/2008 الساعة: 17:43 )
غزة -معـا- بريقها الأخاذ يجعلك لا تستطيع رفع ناظريك عنها , متباينة في الأشكال والأحجام وطراز التصميم وكلها تحكي عن حرفة لها في الجمال أبعاد مترامية , يأسرها الحصار ضمن باقي مجالات الصناعات والحرف وكأنها حورية تقبع في أعماق بحر دون أن تتاح لها فرصة لتلقط أنفاسها .

صناعة الزجاج والفسيفساء التي لطالما تغنى بها القطاع كإحدى الحرف العربية الأصيلة باتت اليوم تصارع لضمان استمراريتها .

إحدى عشرة سنة قضاها حازم الغفري في تشكيل الزجاج وابتكار الإبداعات من ذرات الرمال المكونة له , من صحون الزينة وزجاج البيوت واليوم امتدت لتغطي قطاع زجاج السيارات ومصابيح الكاز والغاز مؤازرة لنقص زجاجها الخاص الذي يتم استيراده من الضفة الغربية والخارج.

حاول الغفري تقريب الصورة بقوله " حرفة صناعة الزجاج جميلة جدا ولها أفاق متنوعة في التجديد والتغيير لكنها اليوم تقبع على شفير الانهيار بعد إن تأثرت بالحصار الخانق حالها كحال الصناعات والحرف الأخرى بقطاع غزة " هكذا كان الوصف الأقرب لحال مصانع تشكيل الزجاج "

وأضاف :"حاولت قدر المستطاع إن احتفظ بعمالي وادفع لهم رواتبهم ببيع سيارتي تارة وبمحاولة ابتكار استخدامات جديدة وعينات جديدة لترويجها في السوق وتحصيل مصدر جديد للرزق في ذات المجال بعد إن تعطلت حركة التصدير والاستيراد على المعابر "

من جانبه أكد أحمد الغفري (أحد العاملين في المصنع ) :" إن حرفة صناعة الزجاج تتيح لممارسها الإبداع والتجديد ومحاكاة ما هو مرغوب بالسوق لكننا اليوم بالمصنع نكاد نغلق أبوابنا بعد إن سرحنا العاملين لدينا , فكل من يعمل معنا اليوم هو من ضمن نطاق العائلة وهذا الحال لعله أفضل من حال باقي المصانع التي أغلقت أبوابها تماما "

هكذا تبقى العقبة قائمة مع وجود محاولات لتجاوزها بتوفير ما أنقصه إغلاق المعابر واستمرار الحصار الخانق , ولكن المعضلة في إن الإبداع لا حدود له إلا في قطاع غزة حيث يوأد في مهده .