وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د. احمد يوسف لوكالة "معا": أتمنى أن يفاجئنا الرئيس أبو مازن بزيارة خاطفة لغزة خلال الأيام القادمة

نشر بتاريخ: 05/06/2008 ( آخر تحديث: 05/06/2008 الساعة: 15:34 )
بيت لحم- معا- عقّب د. أحمد يوسف/ المستشار السياسي بوزارة الخارجية في الحكومة المقالة على قرار الرئيس اعادة الحوار الوطني بالترحيب والمباركة .

وقال يوسف في تصريحات لوكالة معا : جاءت كلمة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أمس والترحيب الفوري لها من قبل حركة حماس وحكومة إسماعيل هنية كإرهاص لعودة الوعي السياسي وتغليبٍ لصوت العقل والحكمة داخل الساحة الفلسطينية، وكخطوة لتدشين مشروع المصالحة الوطنية، والبداية لأن يتنفس الجميع الصعداء، بعدما باعدت أحداث يونيه 2007 الدامية بين الإخوة في حركتي فتح وحماس، وتسببت في تكريس حالة من التشظي والقطيعة بين الضفة والقطاع.

إننا نأمل أن يكون هناك جهد عربي وإسلامي يدفع في اتجاه إنجاح مساعي الحوار والمصالحة ودعمها، والعمل على قطع الطريق أمام كل من يحاول إجهاضها.

إننا بانتظار أن تُثمر هذه اللغة الايجابية في تحريك الكل الوطني للعمل على ترميم الشرخ الذي أصاب العلاقة بين الإخوة في حركتي فتح وحماس، واستعادة شعبنا بمختلف فصائله لروحه الوطنية، والتي حملتنا للعمل معًا طوال سنوات المواجهة مع المحتل الإسرائيلي.

وأضاف :لقد سبق أن حذرنا من المراهنة على الموقف الأمريكي وحده، وقلنا أن أوراق القضية يتوجب ألا توضع في سلة واحدة، وعلينا أن ندفع في اتجاه تفعيل العمق العربي والإسلامي، باعتبار أن فلسطين والمسجد الأقصى تسكن في عقل ووجدان مليار ونصف المليار مسلم يتوزعون على امتداد القارات الخمسة، وأن طبيعة الواقع الفلسطيني المسجّى ـ قهرًا ـ تحت الاحتلال تتطلب منا أن نحافظ على المقاومة وسلاحها، لأن عدونا لا يفهم إلا لغة القوة، وأن الإصرار على نهج المفاوضة وحده لن يعيد الحق الفلسطيني، وسوف يباعد بيننا وبين الوصول إلى تحقيق أهدافنا الوطنية.
اليوم، وبعد أن نسمع خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والذي سيكون بمثابة خطوتين للأمام، سيكون يوم جديد، وسنبدأ معه ـ إن شاء الله ـ رحلة إصلاح ما تراكم من تحزب واستقطاب خاطئ، انعكس سلبًا على صورة شعبنا وجهاده المشرق في ذاكرة أمتنا العربية والإسلامية.. اليوم سنبدأ العمل من أجل تعزيز وحدتنا الوطنية، وتقوية نسيجنا الاجتماعي كأبناء وطنٍ واحد، ونؤكد على تمسكنا بالشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، وأن يبقى الدم الفلسطيني خطًا أحمر محذور على الجميع الاقتراب منه.

أتمنى أن يفاجئنا الرئيس أبو مازن بزيارة خاطفة لغزة خلال الأيام القادمة، ليدرك أن غزة ليست فقط الحاضنة الأمينة لمشروعنا الوطني، بل هي بيت العز المسكون بعطر دم الشهداء، وأن إرادة أهلها لم تنكسر برغم الجوع والقهر والحصار.