|
تقدم الفريق الفلسطيني على نظيره الأوروبي.. تدخل الجيش الإسرائيلي وامطر المباراة بالغاز المسيل للدموع
نشر بتاريخ: 06/06/2008 ( آخر تحديث: 06/06/2008 الساعة: 20:25 )
*** على هامش إنطلاقة الأمم الأوروبية ..
***تقدم الفريق الفلسطيني على نظيره الأوروبي.. تدخل الجيش الإسرائيلي وأمطر المباراة بالغاز المسيل للدموع بيت لحم - معا - محمد اللحام -لم يكتب لمباراة كرة القدم التي جمعت فريق فلسطين الذي مثله مجموعة من أبناء قرية بلعين قضاء رام الله وفريق آخر يمثل المتضامنين الأجانب من أوروبا ان تكتمل وذلك بفعل قنابل الغاز والرصاص المعدني الذي أطلق إتجاه اللاعبين والجمهور قبيل نهاية الشوط الثاني . فمنذ ساعات صباح الجمعة تجمع حشد كبير من الأوروبيين ومن أهالي قرية بلعين والقرى المجاورة لمشاهدة مباراة كرة القدم التي ستجمع بعض اللاعبين الفلسطينيين مع مجموع من المتضامنين وكما وصل للمباراة اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والنائب قيس أبوليلى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وجمال زقوت مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحضر متأخراً النائب مصطفى البرغوثي وزميله النائب وليد عساف. وكانت البداية جميلة على الملعب الذي أُعد على عجل لهذا الغرض بإستعراض لعناصر الفريقين وتحية الضيوف وكبار الشخصيات وأطلق كرة البداية كل من اللواء الرجوب ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي لويزا مارجنتيني اللذان تناقلا الكرة الى ان سددها اللواء الرجوب قوية إتجاه المرمى الأوروبي . أعلنت صافرت الحكم بداية المباراة ليتناقل الفريق الأوروبي الكرة بشكل جميل ويسجل أفضلية على الفريق الفلسطيني وقد ترجم ذلك بهدف السبق وقد حاول الفريق الفلسطيني مجاراة الأوروبيين الذين قاسموا الجنس اللطيف في حصتهم من المباراة حين طلبوا تبديل للحارس المصاب لتحل محله إحدى زميلاته التي دافعت عن مرماها بكل جدارة وجراءة . نجح الفريق الفلسطيني بتسجيل هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول . في الشوط الثاني كان الفريق الفلسطيني مصمم على التفوق ويلعب بحرارة عالية لخلق توازن مع مهارة الخصم الصديق الذي تسبب تهاونه بتلقي شباكه للهدف الثاني . الجماهير الغفيرة والمستمتعة بالمباراة كانت تشجع بحرارة واعترض النائب ابو ليلى مطالبا باحتساب تسلل للفريق الفلسطيني ألا أن أحدهم همس في آذنه أن لا تسلل في الخماسيات فسحب اعتراضه وسط ابتسامات المحيطين به وباللواء الرجوب وبالمستشار زقوت والذين اخذوا من ظل الزيتونة القريبة ساترا من حرارة حزيران. وفي وسط محاولات الأوروبيين لتعديل النتيجة وتحقيق التعادل وقع التسلل الإسرائيلي باطلاق قذائف الغاز التي انهمرت على أرضية الملعب وبجانبه عبر عشرات القنابل المسيلة للدموع في مشهد تراجيدي ومؤلم حيث تساقط أكثر من لاعب على الأرض وهم في حالة إعياء وإختناق بفعل الغاز المحرم دوليا دون ان يعير الاحتلال أي قيمة لبطاقة حمراء نتاج هذا الاعتداء لقناعتهم بغياب الحكام وهم في تسلل دائم منذ الدقيقة 48 و67 و82 و90 وحتى ما بعد الدقيقة 90 ولهم الحق في تنفيذ ضربات الجزاء الظالمة دوما ودون حتى السماح لنا بحراسة مرمانا ً . ولم يكتفي الجيش الإسرائيلي بذلك بل أطلق الأعيرة المعدنية والغاز إتجاه الجمهور الذي كان موحد ولا يشبه أي جمهور في العالم ووقعت في صفوفه الإصابات بالغاز بإستثناء مشجع إيطالي أصيب بجرح عميق في راسه بسبب عيار معدني على ما يبدو نقل على عجل لمستشفى الشيخ زايد بعد أن نزف كمية من الدماء . اللواء الرجوب من جانبه عقب لنا على الحدث بقوله أن هذا يثبت أن الجانب الإسرائيلي مصمم على إقتلاع كل مظاهر الحياة ويقمع أي محاولة للعيش وأن على العالم أن ينظر بإمعان لممارسات الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني ورياضته وشبابه المستهدف وأكد اللواء الرجوب أن ما حصل اليوم هو درس مفاده أننا شعب يعشق الحياة ويصر على ممارسة حقه حتًى في لعبة كرة القدم رغم كل أشكال القمع المستمر إتجاه مؤسساتنا الرياضية فالعشرات والمئات من أبناء الحركة الرياضية في سجون الإحتلال إضافة للشهداء والجرحى الذين لا ذنب لهم سوى عشقهم للكرة وصمودهم في الوطن . وعلَّق أحد اللاعبين وهو فرنسي الجنسية بقوله أنا حزين اليوم فهناك في أوروبا مشهد جميل وسعيد بإنطلاقة بطولة أمم أوروبا لكرة القدم وسط الفرح والألوان الجميلة وهنا غاز ورصاص ولالشيء فقط لمجرد ممارسة كرة قدم أنه لأمر عجيب وخطير ومحزن . كما أصيب العديد من الصحفيين والمصورين بالاختناق او الاغماء عرف منهم محمد الطريفي مصور قناة العربية التي أعدت تقريراً حول المباراة وحيثياتها وسيبث على قناتها . |