|
البيان الختامي لمؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية السلمية
نشر بتاريخ: 06/06/2008 ( آخر تحديث: 06/06/2008 الساعة: 20:31 )
البيان الختامي لمؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية
السلمية المنعقد في بلعين في الفترة 4-6حزيران2008 انعقد مؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية السلمية في قرية بلعين رام الله في الفترة من 4-6حزيران2008، بمشاركة وحضور فلسطيني رسمي وشعبي واسع تمثلت في ممثل الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء من المجلس التشريعي، وقادة وممثلي القوى والأحزاب الفلسطينية وقادة العمل الشعبي. وبمشاركة دولية أيضا مثلتها وفود من الناشطين من أجل السلام من كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وألمانيا، وايرلندا، وإبريطانيا، وكندا، واليونان، وسويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا، ونشطاء من حركات السلام الإسرائيلية المناهضة للاحتلال الإسرائيلية. وقد جاء انعقاد المؤتمر متزامنا مع الذكرى الستين للنكبة، والحادية والأربعين للاحتلال، في ظل تصاعد وتيرة الممارسات الإسرائيلية بحق أرضنا وشعبنا، حيث استمرت عمليات إقامة الجدار العنصري الفاصل، بالرغم من الموقف الدولي الرافض والمندد لإقامته ، وواصلت سياسة الاستيطان من خلال مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء الآلاف من الوحدات السكنية في المستوطنات وعلى وجه الخصوص في مدينة القدس المحتلة التي تعمل إسرائيل على تهويدها وسلخها عن محيطها الفلسطيني في تحد صارخ لكل القوانين والقرارات الدولية بهدف فرض وقائع جديدة لقطع الطريق أمام أية إمكانية لتسوية سياسية مستقبلية عادلة، في الوقت الذي تواصل سياسة تقطيع أواصل الأراضي الفلسطينية من خلال الحواجز التي زادت عن 590 حاجزا، ومن خلال مئات أوامر الاغلاقات والمصادرات العسكرية وهدم البيوت، هذا عدا الحصار الظالم المفروض على المناطق الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، وما يرافق كل هذه الممارسات اللإنسانية من مجازر ترتكب دون تمييز بين طفل وشيخ وامرأة، واعتقالات يومية في مختلف المحافظات، وكل ذلك يجري على الرغم من الحديث عن انفراج في الوضع السياسي عقب مؤتمر أنابولوس الذي عقد بهدف إطلاق عملية السلام. أمام هذا الواقع المؤلم لم يكن أمام الشعب الفلسطيني إلا مواصلته التعبير عن رفضه لكل الممارسات الاحتلالية من خلال تصديه لها بالصدور العارية إلا من الإيمان في الحياة والحرية أسوة ببقية شعوب العالم جنبا إلى جنب مع كل الاحرار ومن مختلف الشعوب التي تسعى لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم . لقد افتتح المؤتمر أعماله وسط حضور دولي وفلسطيني رسمي وشعبي، بترحيب من اللجنة التحضرية بالمشاركين، حيث أكدت في كلمتها على أن مساعدات الدول المانحة للشعب الفلسطيني، على أهميتها ينبغي ألا تغفل الحقيقة بأن الإستثمارات الأجنبية في إسرائيل تزايدت منذ بدء انشاء الجدار في سنة 2002 من نصف مليار دولار إلى 37 مليار دولار أمريكي في سنة 2007 رغم تمردها على فتوى محكمة لاهاي. وقد أكد دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ممثل السيد الرئيس في كلمته أمام المؤتمر على أهمية دعم وتعزيز التجربة الشعبية في فلسطين وتعميمها لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته الوطنية. ودعا إسرائيل للالتزام بحل يقوم على التسوية السياسية العادلة استناداً إلى الشرعية والقانون الدوليين ، وضمن اطار سلام يضمن الأمن والاستقرار للشعبين في دولتين متجاورتين على حدود عام 1967، وبيّن أن سياسة الاستيطان وسياسة الأمر الواقع لن تحقق الأمن لإسرائيل ، داعياً الأحزاب الاسرائيلية للتوقف عن تحويل الأراضي الفلسطينية وحياة الشعب إلى مادة لحملاتها الإعلامية في المستقبل .وأشار بنضالات اللجان الشعبية في كافة المناطق الفلسطينية التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة. كما أكد رئيس ديوان الرئاسة د. رفيق الحسيني في كلمته على أهمية العمل الشعبي وابتكار الوسائل والأساليب الجديدة في مواجهة سياسة الاحتلال، مؤكدا على أن طريق تحرير القدس وتدمير الجدار وإزالة الاستيطان وتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها الشرعية الدولية، يمر عبر بلعين.. ومن جانبها قالت نائبة رئيس البرلمان الاوروبي لويزا مورغنتيني أن البرلمان الأوروبي يعمل لوضع حد للاحتلال ورفع الحصار ، وتعليق الإتفاقات الموقعة بين الجانبين ، وأكدت على أهمية الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقدس باعتبارها عاصمة مشتركة للجانبين، وتطرقت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة، وطالبت بضرورة إنهائه والخروج من دوامة الصراع . أما مرياد مكوير الناشطة الايرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام ، فقد اتهمت إسرائيل بانكار الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني ، واعتبرت أن سياسة إسرائيل تؤدي إلى بناء دولة عنصرية تقوم على أساس سياسة عنصرية وفرض سياسة الأمر الواقع . وفي رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر خاطب المؤتمر قائلا بأنكم تعبرون عن أن الحلم الفلسطيني لا يمكن أن يقوض بصمت، مؤكدا على أن استمرار سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية هي واحدة من أخطر العقبات أمام السلام . أما ناصر القدوة رئيس مؤسسة الشهيد ياسر عرفات فقد أكد أنه لا سلام في ظل استمرار حكومة الاحتلال في بناء وتوسيع المستعمرات. وقد وصل المؤتمر رسالة دعم من السيد فيدريكو مايور سراغوسا المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو ، وتلتها مداخلات من المتضامنين الإسرائيليين والدوليين، وقد أجمع المتحدثون من مسؤولي القوى الوطنية الذين شاركوا في المؤتمر على أهمية المقاومة الشعبية وضرورة اعتمادها كاستراتيجية، اثبتت فعاليتها في الانتفاضة الأولى. وقد تم استعراض تجربة المقاومة في بلعين كنموذج للمقاومة الشعبية السلمية بكافة جوانبها الشعبية والقانونية، حيث لم يتوقف هذا المؤتمر عند حدود هذه التجربة، بل تعدى ذلك إلى مواقع فلسطينيةأخرى. وقد طالب المؤتمر بما يلي : على المستوى الفلسطيني : 1-التأكيد على وجوب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنها الأساس في نجاح المشروع الوطني الفلسطيني. 2ـ مطالبة كل من مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين بمزيد من العمل الجدي لتطبيق ما جاء في القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 9/7/2004 ، وقرار الجمعية العمومية اللاحق . 3ـ مطالبة الجهات الرسمية الفلسطينية بوجوب دعم العمل الشعبي المقاوم وأخذ موقف سياسي حازم من قضايا تهويد القدس واستمرار الاستيطان وبناء الجدار بما يدفع المحافل الدولية للضغط على إسرائيل كي تمتثل للإرادة الدولية . 4ـ مطالبة القوى الوطنية بأن تتصدر المقاومة الشعبية برامجها. بدءاً من مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية، وحتى المشاركة بكل ثقلها في الفعل الشعبي المقاوم . 5ـ الاستمرار في نهج المقاومة الشعبية باعتبارها اداة استراتيجية تستند الى التجارب الناجحة في مقاومة الجدار، وإلى الرصيد النضالي للشعب الفلسطيني بما في ذلك تجربة الانتفاضة الأولى . على المستوى الإسرائيلي : 1ـ توثيق العلاقة مع قوى السلام الإسرائيلية التي تشارك شعبنا نضالاته ضد الممارسات الاحتلالية المختلفة 2ـ رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال ومؤسـساته وشخوصه المختلفة . على المستوى الدولي : 1ـ تكريس العلاقة مع المتضامنين الدوليين واستقطاب المزيد من نشطاء السلام والحرية . 2ـ العمل على تفعيل دور الجاليات الفلسطينية والعربية . 3ـ مطالبة المؤسـسات والاتحادات والجمعيات وكل نشطاء السلام والمجتمع المدني في العالم بالعمل على : أ ـ المساهمة في تقديم الرواية الفلسطينية كما هي في الواقع، في مواجهة الدعاية الاسرائيلية . ب ـ العمل على فرض المقاطعة، وسحب الاستثمارات، والعقوبات الاقتصادية، والتأكيد على ضرورة تعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. ج - الضغط على المؤسـسات الرسمية الدولية ، وخصوصا الحكومات الأوروبية، والاتحاد الاوروبي, وحكومة الولايات المتحدة الامريكية من أجل عدم الاستجابة لطلب إسرائيل لرفع مستوى علاقاتها معها إلا بعد أن تنفذ كافة الالتزامات المطلوبة منها وفقا للشرعية الدولية ، بما فيها اتفاقية جنيف لانهاء الاحتلال ووقف كافة الانتهاكات التي تمارس ضد حقوق الشعب الفلسطيني . |