وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس سلطة المياه اثناء جولة ميدانية بنابلس: المياه قضية حساسة بحاجة الى تعاون الجميع

نشر بتاريخ: 08/06/2008 ( آخر تحديث: 08/06/2008 الساعة: 16:15 )
نابلس- معا- زار رئيس سلطة المياه الفلسطينية د. شداد العتيلي وطاقم من المهندسين والمختصين محافظة نابلس اليوم والتقى المحافظ د. جمال محيسن ورؤساء البلديات والمجالس القروية ضمن جولته الميدانية الهادفة للاطلاع على المشاكل المائية التي تواجهها المحافظات الفلسطينية وطرق التعاون للتقليل منها.

وفي بداية اللقاء رحب د. جمال محيسن محافظ نابلس بالحضور وأعرب ن تقديره لمبادرة سلطة المياه بالاطلاع المباشر على اوضاع المياه، وأوضح أن مشكلة المياه معقدة وسيتاح خلال اللقاء فرصة لعرض كافة المشاكل التي تواجهها المحافظة ككل في هذا القطاع الحيوي والهام.

فمحافظة نابلس التي يقدر عدد سكانها بحوالي 336,400، يبلغ عدد التجمعات الفلسطينية فيها حوالي61 تجمع، منها 37 تجمع مخدوم بشبكات المياه، بينما يوجد حوالي 24 تجمعاً لا تتمتع بشبكات مياه وهي محرومة من خدمة التزود بالمياه ويقدر عدد سكانها بحوالي 70,800 نسمة منها (صرة، عراق بورين، تل، بيت فوريك, بيت دجن، مادما، بورين، ، عصيرة القبلية، عوريف، عورتا، اوصرين، عقربا ،قصرة، جوريش،تلفيت، يانون قريوت، جالود، دوما، مجدل بني فاضل، ياصيد، شحدة وهملان، زعترة) حيث تعتمد هذه التجمعات على المياه التي تجمع في آبار الجمع خلال فصل الشتاء، و على شراء المياه من صهاريج المياه الموجودة في المنطقة.

من جانبه وفي بداية حديثه أكد د. شداد العتيلي على حرص الحكومة واهتمامها بقضية المياه، ومتابعة د. سلام فياض رئيس الوزراء كافة المشاكل التي تواجه المحافظات المختلفة وجدد دعمه للتسريع في التخفيف من أزمة المياه التي تعاني منها.

وأوضح د. العتيلي ان محافظة نابلس هي المحافظة الخامسة التي يقوم وفد سلطة المياه بزيارتها بعد قيامه بزيارة محافظات طوباس وبيت لحم وقلقيلية والخليل والتي كانت زيارات مثرة تم من خلالها الاطلاع مباشرة على معاناة المواطنين والمشاكل التي يواجهونها في هذا القطاع.

كما أكد د. العتيلي للحضور حرص سلطة المياه للنهوض بهذا القطاع وشدد على حساسية هذا الملف، وبين ان هناك الكثير من العقبات التي تواجه سلطة المياه في تنفيذ بعض المشاريع في بعض المناطق ويعود ذلك الى الالية التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه المشاريع فتنفيذ اي مشروع يتطلب الحصول على موافقة من لجنة المياه المشتركة وفي حال الرفض يبقى المشروع معلق، وبين ان هناك صعوبات كبيرة تواجه سلطة المياه مع الجانب الاسرائيلي فهناك مشاريع مقدمة منذ العام 2002وحتى هذه اللحظة لم نحصل على موافقة عليها.وعاد ليؤكد د. العتيلي من جديد على ان حصة الفلسطينين من المياه لم تتغير منذ اتفاق اوسلو حتى الان.

كذلك قام د. العتيلي بتقديم تقرير يتضمن أهم المشاريع التطويرية المائية المنوي تنفيذها ضمن خطة الطوارئ التي وضعتها سلطة المياه الفلسطينية لتحسين معدل التزود بالمياه للشرب من الناحية الكمية والنوعية في محافظة نابلس، والتي تهدف بشكل اساسي وعاجل الى تحسين وزيادة هذا المعدل في كافة التجمعات الفلسطينية في المحافظة وذلك من خلال تجهيز الآبار التي تم حفرها وتأهيل شبكات المياه الداخلية لتقليل نسبة الفاقد وبناء خزانات مياه وإنشاء وحدات ضخ وخطوط رئيسية لنقل المياه.

ومن ضمن هذه المشاريع مشروع تجهيز بئر دير شرف رقم 3 بمضخة مياه سعة 350 م3/الساعة مع كافة لوازمها والأعمال المدنية والالكتروميكانيكية اللازمة اضافة الى بناء خزان مياه سعة 2000 م3 وكذلك إنشاء خط مياه ناقل إلى بلدية نابلس وخط مياه آخر إلى 11 تجمع في شمال غرب نابلس مع إنشاء مجلس خدمات مشترك للمياه بالاضافة الى انشاء خطوط مياه وتأهيل شبكات المياه الداخلية وخزان إقليمي سعة 1500 م3 قي بيت أمرين، مشروع تزويد المياه لقرى جنوب نابلس (مجموعة عقربا) والذي يشمل خطوط رئيسية وخزان اقليمي وخزانات وشبكات داخلية، مشروع تجهيز بئر مياه روجيب بمضخة مياه سعة 250 م3/الساعة مع كافة لوازمها ولوحة كهرباء + بناء خزان مياه سعة 1500 متر مكعب لأغراض الشرب، إنشاء محطة المعالجة المركزية والخط الناقل لبلدية نابلس (الغربية)، مشروع إنشاء شبكات مياه داخلية وخزانات مياه وخط رئيسي ناقل لقرى بورين ومادما وعصيرة القبلية عوريف -مصدر المياه بئر أودلا، مشروع انشاء شبكة مياه داخلية وخزان مياه رئيسي سعة 300 م3 في بلدة ياصيد- المرحلة الثانية. وغيرها من المشاريع الاخرى الحيوية والهامة للمنطقة، ويأتي تمويل هذه المشاريع من جهات مانحة مختلفة منها الاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر والحكومة الالمانية والـ USAID.

كما تطرق د. العتيلي الى اتفاقية تبادل المياه الموقعة مع بلدية نابلس والتي هي عبارة عن شقين الاول يتعلق بتبادل المياه من بئر روجيب، حيث تم حفر بئر روجيب لتزويد المياه لمجموعة قرى عقربا وقرى بورين إضافة إلى عورتا ونظرا" لصعوبة مد الخط الرئيسي لمجموعة بورين ولوجود خط ناقل من بئر اودلا تم الاتفاق مع بلدية نابلس على استبدال حصة مجموعة بورين من بئر روجيب وتزويدهم بهذه الكمية من بئر اودلا. والشق الثاني يتعلق بزيادة كمية المياه المزودة لقرى شمال غرب نابلس وقرى أخرى مزودة من بئر بيت ايبا: تم حفر بئر دير شرف رقم 3 البديل في المسعودية بطاقة انتاجية تصل إلى 350 م3 سيتم استغلال ما معدله 80-100 م3/الساعة لزيادة كميات المياه المزودة لهذه التجمعات إضافة إلى زيادة كميات المياه للتجمعات التي تزودها بلدية نابلس بالمياه.

وخلال اللقاء تطرق وفد سلطة المياه الى مجموعة من المشاكل والمعيقات التي يتوجب على جميع الاطراف التعاون من اجل التغلب عليها والتي تركزت على ضرورة جمع وجدولة الديون المتراكمة على التجمعات التي تتزود بالمياه في القريب العاجل والتي تصل الى 30 مليون شيكل. كما انه وفي ظل الدعم الذي تقدمه الحكومة يتوجب أن يتحمل مقدمي الخدمة مسؤولياتهم من خلال تغطية تكاليف تشغيل وصيانة وتوسيع البنية التحتية لقطاع المياه من الدخل الذي تقوم بجبايته من المواطن وتخصيص هذا الدخل فقط لتطوير قطاع المياه، حيث ستعمل سلطة المياه بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي على تشكيل مجالس خدمات مشتركة للمياه والصرف الصحي على مستوى المحافظة وصولا إلى إنشاء مرفق المياه لإدارة خدمة تزويد المياه بطريقة مستدامة. وضرورة العمل وبشكل جدي على ترشيد استخدام المياه في المحافظة لمواجهة أزمة المياه. بالاضافة الى العمل على التشغيل الفوري لبئر روجيب للمساهمة في مواجهة أزمة المياه خلال هذا الصيف.

وفي نهاية اللقاء استمع د. العتيلي وطاقم المهندسين الى اسئلة وملاحظات الحضور التي تركزت على مشكلة الابار المخالفة التي تؤدي الى حرمان البعض من المياه. شبكات المياه المهترئة والتي تتسبب بزيادة الفاقد فيها، بالاضافة الى دعم التجمعات الصغيرة بخزانات مياه ومساعدة المجالس القروية االصغيرة بصيانة شبكات المياه. ومشكلة تلوث الينابيع وعدم صلاحية المياه للشرب.

كذلك وعدت سلطة المياه الحضور بانها ستعمل مع الجانب الإسرائيلي في لجنة المياه المشتركة لتسهيل تنفيذ المشاريع المنوي تنفيذها بالمحافظة، وستعمل على توفير الدعم المالي اللازم للقيام بالمشاريع اللازمة تنفيذا للوعود التي تم الالتزام بها خلال الزيارة للنهوض بقطاع المياه في محافظة نابلس لتحقيق التنمية الاقتصادية.كذلك سيتم تشكيل لجنة مشتركة من سلطة المياه والمحافظة لحل مشاكل المياه في حوض الفارعة السفلي في القريب العاجل.

ووعد د. العتيلي بتشكيل لجنة لمتابعة قضية الابار المخالفة بالتنسيق مع المحافظة والجهات التنفيذية لضمان تحقيق مبدأ لا ضرر ولا ضرار، وكذلك وعد بزيارة قريبة لقرى الاحدى عشر وقرى مجموعة بورين.

ومن الجدير ذكره ان محافظة نابلس تتزود بما مجموعه 10.5 مليون متر مكعب سنوياً من المياه لأغراض الشرب وذلك من خلال عدة مصادر ما بين ذاتية عن طريق الابار ومشتراه من شركة ميكوروت الإسرائيلية، حيث يقدر معدل التزود بالمحافظة بحوالي 85 لتر للفرد في اليوم، وهي تعتبر من المعدلات المنخفضة بين محافظات الوطن مائياً. هذا ويقدر مجموع الاحتياجات المائية الحالية للمحافظة بحوالي 18.4 مليون متر مكعب في السنة أي هناك عجز مائي يقدر بحوالي 7.9 مليون متر مكعب في السنة. تتم إدارة المياه وتنظيمها في المحافظة باشراف سلطة المياه الفلسطينية بالتعاون مع البلديات والمجالس المحلية ومجالس الخدمات المشتركة. تشكل الآبار وبعض الينابيع المصدر الرئيسي للمياه في المحافظة لكافة الاحتياجات، إلا أن هذه المصادر الحالية لا تلبي كافة الإحتياجات الفعلية للمحافظة.