وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس بلدية نابلس بعد مرور عام على اعتقاله يدعو اهالي المحافظة الى توحيد الكلمة والصف في وجه التحديات

نشر بتاريخ: 10/06/2008 ( آخر تحديث: 10/06/2008 الساعة: 21:35 )
نابلس- معا -وجه المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس المعتقل لدى اسرائيل رسالة الى اهالي مدينة نابلس لضرورة جمع الكلمة وتوحيد الصف .

وهذا نص الرسالة كما وصل "معا " نسخة منها :-

"سنة مضت وانا مغيب غياب قسري في سجون الاحتلال عن نابلس الحبيبة، نابلس الطيبة - الطيب أهلها- نابلس العزة والكرامة، نابلس الصمود والاباء، نابلس الاصالة والحضارة التي حاول ويحاول الاحتلال طمسها وطمس حضارتها، ولكن هيهات هيهات له ذلك، فستبقى نابلس ان شاء الله شامخة صامدة بشموخ أهلها وجبالها.

هذا التغييب القسري في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن من تجاذبات سياسية وانقسامات طالت معظم نواحي الحياة. علما أن شعبنا وأهلنا في نابلس موحدين بفطرتهم ومتسامحين بتعاليم دينهم ومترابطين بنشأتهم وتربيتهم. فقد عاش في نابلس ومنذ مئات السنين المسلمون والمسيحيون والسامريون في انسجام وتآلف تام وكذلك الاتجاهات السياسية والفكرية المختلفة ناضلت - ولاتزال- بمسؤولية عالية وغلّبت مصلحة الوطن على كل شيئ.

وبالرغم من القيد وآلامه وعذابته الا أن مدينتي الحبيبة لم تغب عن بالي لحظة واحدة منذ الفراق، لم يغب عن بالي أهلها، رجالها، نساؤها، أطفالها، كما معالمها، شوارعها وأزقتها ومخيامتها وحاراتها واهلها الطيبون.

الاهل الاحبة .. اننا ومنذ انطلاق عمل المجلس البلدي الحالي أعلّنا وعملنا على أن تبقى البلديات والمؤسسات الخدماتية خارج نطاق أي خلاف او تباين. فان بلدية نابلس ومنذ نشأتها عام 1869 وهي تسعى لتقديم افضل الخدمات لكافة المواطنين بكافة انتماءاتهم السياسية والدينية والجغرافية وهي من المؤسسات القليلة التي تقدم الخدمات في حالات الطوارئ - وما اكثرها في بلادنا- وفي أحلك الظروف. هذه المؤسسة التي قادها ومنذ العام 1869 رجال أفاضل على مر الزمان قاموا بخدمة أهلها ومحافظة نابلس في ظروف صعبة و قاسية. ففي

نكبة 1948 ونكسة 1967 وفي الانتفاضة الاولى والثانية وخلال الاجتياحات المتكررة للمدينة والمخيمات كانت البلدية من اول وأهم المؤسسات التي تخدم الناس وتسعى للتخفيف من معاناتهم وآلامهم وكانت ادارتها وموظفوها وعمالها في طليعة من يقدم المساعدة ويصل لكل الناس في المدينة والمخيمات والقرى المجاورة بالاضافة الى توصيل الخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وجمع النفايات ومكافحة الحريق وغيرها في احلك الظروف وأقساها حتى وصل الى تقديم الارواح فداء للأهل والوطن خلال تأدية الواجب.

لهذا كله يجب على كل مسؤول ومواطن حر في هذا الوطن الغالي الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة كما يتحتم عليه دعمها والوقوف الى جانبها، هذه المؤسسة هي لكل الناس. فقد قدمت وما زالت وستبقى ان شاء الله تسعى بكل ما تملك من جهد وادارة وامكانيات لتقديم أحسن الخدمات لكافة المواطنين بهمة مجلسها وموظفيها وعامليها.

الاهل الاحبة ...انني من هنا من سجن مجدو الظالم ويشاركني أعضاء المجلس البلدي ونواب محافظة نابلس وكافة معتقلي المحافظة، اننا هنا بأجسادنا فقط ولكن أرواحنا وعقولنا وأفكارنا معكم، ندعوا لكم وندعوا الله عز وجل ان يحفظ نابلس وأهلها وأن يديم عليها الامن والامان وان يجمعنا جميعا وقد تحررت الاوطان باذن الله تعالى.

انني من هنا اقول للجميع، ان نابلس هي امانة في أعناقنا جميعا مسؤولين ومواطنين وأن الله تعالى لسائلنا عن هذه الامانة، فلنتق الله فيها وفي أهلها. ونقول للجميع وندعوا الجميع للوحدة والتراحم وتغليب المصلحة الوطنية من اجل تخفيف المعاناة والالآم والحصار الغاشم الذي يمارس بحق مدينتنا الحبيبة".