وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العالم سيكون أفضل بلا بوش-هنية:لهجة أبو مازن تغيرت والمضمون لم يتغير ولكننا رحبنا بالحوار وعلى استعداد لتقديم المفاجآت

نشر بتاريخ: 15/06/2008 ( آخر تحديث: 15/06/2008 الساعة: 11:54 )
غزة - معا - اكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أن الحكومة وحركة حماس أبلغتا الرئيس محمود عباس بأنهما على استعداد لمفاجأته فيما اذا بدأ بينهما حوار.

ووصف هنية لمدير مكتب "معا" في غزة في حوار صحفي مع عدد من الصحفيين امس، دعوة الرئيس محمود عباس للحوار بأنها تغير باللهجة لا بالمضمون، قائلا :"موقف الرئيس عباس لم يتغير إنما لهجته فقط، وليس هناك تغير في المضمون لكننا تجاوزنا ورحبنا باللهجة الجديدة، ونريد ان ننظر إلى نصف الكأس المملوء، فنحن لم نضع شروطا للتهدئة"، وأرسلنا للرئيس عباس مع قيادات حماس قبل أسبوعين رسالة مفادها :"ربما نفاجئكم بخطوات لا توجد في حساباتكم اذا بدأنا الحوار".

وأضاف هنية:" نأمل ان يبدأ الحوار ولكن لم نتلقى أي دعوة حتى الآن".

وفيما يتعلق بالرئيس عباس، قال :" نحن نتمنى ان نصل لاتفاق قبل نهاية ولايته وإذا لم يحصل سيكون لنا موقف لكن لن نتحدث قبل ستة اشهر من التاريخ".

وعن التهدئة مع الاحتلال قال هنية: " الأمر مرتبط بالسلوك الإسرائيلي اذا استجابوا للمبادرة المصرية، فالطريق ستكون ممهدة للوصول الى تهدئة، فالعقبة الوحيدة هي المماطلة الإسرائيلية والغموض وعدم الوضوح في التعامل مع الاخوة في مصر، فهم قالوا تهدئة مقابل تهدئة وفترة اختبار والتدرج في فتح المعابر دون معبر رفح ويريدون ان نعمل كدور الشرطي، والاخوة في مصر لم يتعاطوا ونحن لا نريد تهدئة مقابل تهدئة نحن نريد رفع الحصار وفتح المعابر وهذه هي العقيدة".

أما عن قضية شاليط، قال هنية :" لم يكن جزءا من الصفقة ولكن الآن أصبح جزءا من السياق ونحن نرغب أن ينتهي هذا الملف اليوم اذا تم الاستجابة لشروط المقاومة".

وقدم هنية تفصيلا للمبادئ التي تم طرحها في السنغال بين وفدي فتح وحماس وتتضمن:"وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وحدة النظام السياسي في الضفة والقطاع سلطة واحدة وحكومة واحدة، احترام الخيار الديمقراطي والالتزام بنتائجها، احترام الشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، احترام القانون الأساسي الفلسطيني والالتزام به، إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن التدخلات الخارجية والمحاصصة، الالتزام باتفاق مكة 2007 واتفاق القاهرة 2005، ووثيقة الوفاق الوطني 2006، مراجعة أحداث عام 2006، وما نجم عنها، التمسك بحق مقاومة الاحتلال ما دام الاحتلال قائما، إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الانتخابات الحرة وبمشاركة جميع الفصائل والقوى والشخصيات".

ورفض هنية قدوم قوات عربية الى غزة قائلا:"الحديث عن قوات عربية هو في الاعلام فقط ولا أحد يفكر في إرسال قوات عربية الى غزة ونحن لا تقبل بوجود قوات عربية للفصل، فقط نقبلها لتساعد في التحرير ولا مشكلة لدينا في الاستفادة من الخبرة العربية لبناء المؤسسة الامنية وان تكون مؤسسات لكل الوطن نرحب بوجود خبير او اثنين او ثلاثة".

وحول الدعم العربي لأي حوار بين الفلسطينيين، قال هنية :" دعوة الحوار هي بالاساس كانت عربية عندما عقدت الجامعة العربية اجتماعا بعد أحداث غزة بأيام قليلة، ونحن رحبنا بالدعوة بقينا ننتظر ان ينطلق الحوار الداخلي، وصحيح ان الأمريكان وضعوا فيتو على المصالحة الداخلية لكن بطء التحرك الراهن لا نعزيه الى الضغط الامريكي بقدر محاولاتهم التعرف على بواطن دعوة الرئيس عباس وفي ذات الوقت البحث عن الصيغ الانسب للوصول بقطار الحوار الى محطته النهائية".

وأشاد هنية بالدور السعودي قائلا:"المملكة السعودية على تماس مباشر في الازمة الداخلية، خاصة بعد انفجار احداث غزة وبعد اتفاق مكة، فالمملكة السعودية التقت الفرقاء وانا شخصيا كان لي اتصالات عديدة مع قادتها، لذلك ارى ان المملكة بموقعها ودورها التاريخي لا يمكن الاستغناء عن دعمها واستنادها لاي مصلحة فلسطينية داخلية ونحن اكدنا على ضرورة توفر الرعاية العربية وعلى رأسها السعودية".

ونفى هنية تلقيهم دعوة مصرية لرعاية الحوار قائلا:"مصر في قلب الحدث بحكم موقعها الجغرافي ودورها التاريخي وهي مطلعة على الأزمة، وقد رعت حوارات فلسطينية متعددة، ومن ناحيتنا لم نتلق أي دعوة رسمية لاستضافة حوار فلسطيني - فلسطيني.. ومصر مثل كل العرب مرحب بأي دور تقوم به".

وجدد هنية القول:"نحن مع الحوار بلا شروط على قاعدة وطنية لا غالب ولا مغلوب نحن اكثر قناعة اليوم من صحة موقفنا حول الحوار، لان كل المراهنات سقطت وليس امامنا الا الحوار على طاولة واحدة دون مقدمات ودون شروط كل التفاصيل جاهزة للبحث".

وحول الأخطاء التي ارتكبت بعد عام من سيطرة حماس على قطاع غزة قال هنية:" نستطيع ان نقول انه أثناء العمل تقع اخطاء ولكن هذه الاخطاء ليست نهجا، وانما مسائلا فردية وهناك محاسبات ومتابعات، وهناك 36 منتسبا للاجهزة الامنية تم فصلهم خلال 4 اشهر، أما في 14 عاما من عمل السلطة الفلسطينية فلم يتم فصل إلا 4 منتسبين، وعندنا 400 منتسبا تعرضوا لعقوبات مختلفة اقلها الحبس لمدة اسبوعين، وقد أوجدنا هيئة الرقابة وفتحنا مكتبا خاصا لتلقي الشكاوى الخاصة بعناصر الأجهزة الأمنية ولا نترك أي شكوى دون توقف".

وتابع هنية :" استطيع القول بأن غزة اكثر مواءمة من العام الذي سبق، فعلى سبيل المثال تعمل السلطات الثلاث بشكل كامل، السلطة التشريعية تم إعادة إحياء دورها وهي تعمل بشكل جيد من خلال المجلس التشريعي، والسلطة القضائية تم إعادة بنائها، وإعادة بناء مجلس العدل الاعلى، وهناك 3 الاف قضية تنفيذ والسلطة التنفيذية أعدنا لها الاعتبار من خلال إعادة العمل في الوزارات بعد أن تركها آلاف الموظفين وهي تعمل على كل الصعد وقد فعلنا كل ما نستطيع لمساعدة الشعب الفلسطيني على الصمود".

ورأى هنية أنه يمكن تقسيم العام إلى قسمين، الأول ونظرا لفجائية الموقف والأحداث وقعت بعض الأخطاء والتي رفض فيها من حكومته إعطاء غطاء لها، أما القسم الثاني والذي يشمل الاشهر الستة التالية، فقال هنية:" كان هناك نقلة نوعية في التعامل".

وفيما يتعلق بالحوار قال هنية :" نحن لا ندعو لثنائية الحوار بقدر ما ندعو إلى آلية توفر مناخ مناسب لنجاح الحوار، بينها الحوار المباشر بين فتح وحماس، ولكن هذا لا يمنع ونحن لا نرفض نقل الحوار إلى دائرة أوسع على قاعدة متساوية"، مضيفا:"ليس لدينا مشكلة مع منظمة التحرير ولكن في البداية لا بد من وجود صيغ لتبحث ولا مشكلة ان يكون شامل ولكن ليس حماس مع منظمة التحرير".

وحول التهدئة والحوار، قال رئيس الوزراء المقال:" الضجيج الإعلامي هدفه التغطية على الجرائم اليومية، فهناك قتل واستباحة يومية وإسرائيل تحاول ربط الذهنية بان كل ما يحصل شيء بسيط مقارنة بما يمكن ان يحدث، فمثلا منذ بداية الشهر هناك 35 شهيدا غير الأراضي التي جرفت والمعتقلين، ونحن نتوقع من الاحتلال الأسوأ لكن التهديدات لا تخيفنا فضلا عن ان ما تعيشه إسرائيل لا يؤهلها للقيام بعمل شامل ضد قطاع غزة، فهناك ملفات الفساد والخلافات السياسية وفينوغراد، وفي الخارج التطورات الجارية في إيران والجبهة المالية وإسرائيل تعيش في وسط معادي لها، إسرائيل التي تبحث عن التهدئة وهم لجئوا إليها لأنهم فشلوا في كسر ارادة المقاومة وتحقيق أهدافهم في إسقاط الحكومة ودفع الشعب ليثور على حكومته الشرعية لذلك من جديد التهديدات لا تخيفنا ولكن نحملها على محمل الجد".

وأضاف هنية :"نحن بثقافتنا نستشعر أن معية الله معنا وهذا لا نسقطه من حساباتنا السياسية وشعبنا الفلسطيني الذي احتضن هذه الحركة منذ انطلاقتها ثم أعطاها الثقة وتحمل معها الحصار بمعنى ان حركة حماس والحكومة التي تمثلها ليست مجموعات يمكن فصلها او يمكن قضمها، إنما هي امتداد شعبي كبير وموجودة في كل قطاعات الشعب الفلسطيني"، مضيفا:" ثم هناك إسناد الأمة العربية والإسلامية لنا، صحيح ان هناك بعض الحكومات لا تقف معنا لكن الجماهير والشعوب في نسبتها المطلقة مع حركة حماس، ونحن دفعنا 140 مليون دولار رواتب حلال العام الأخير من أين تلك؟ نحن لا تأتينا أموال ضرائب ولا أموال من أوروبا والجابية الداخلية شيء يسير حوالي مليون ونصف في الشهر، والباقي توفره الأمة ونحن نعتمد على برنامج إدارة الأزمات واللجان المتخصصة التي تعالج هذه الأزمة ونحاول الإبداع في مواجهتها".

وحول الضفة الغربية، قال هنية :"الأوضاع في الضفة صعبة من جهة العدوان الإسرائيلي فهناك قدس تهود وجدار يبنى و1300 وحدة استيطانية في القدس جديدة تبنى والغور سيكون شريط امني حسب الطرح الاسرائيلي وهناك مئات الحواجز اضافة إلى الاستباحة الشاملة لمدن الضفة حتي فلا قلب رام الله.. هذا جزء من الصورة المؤلمة لشعبنا".

واضاف هنية ان الصورة لا تُسر داخليا، فحملات الاعتقال السياسي مستمرة والمؤسسات الخيرية مغلقة وما يشبه الملاحقة لقطاع الطلاب مستمرة، وهناك ما يشبه قانون اجتثات المقاومة ومن كل الفصائل وملاحقة كل من يحاول الدفاع عن شعبه بما في ذلك عشرات من كتائب الاقصى، فلا يجب ان تحتوي السجون على أي معتقل سياسي، واضاف:" نحن نسعى لتحرير الضفة، لا أن تنفجر، وان يتوحد الشعب الفلسطيني".

وجدد هنية التأكيد على ان الحسم العسكري لغزة كان اضطرارياً وقال:" كل الحالة التي جرت اضطرارية وطوال سنة سبقت كنا نحاول ان نعالج القضايا بعيدا عن الحالة التي وصلنا اليها، فنحن نريد ان نؤسس لواقع مختلف، وعدم الوقوف كثيرا امام المطالبة الخاصة بكل طرف وضرورة الاتفاق على مبادئ، ونحن من جهتنا قدمنا وثيقة من 10 نقاط في السنغال ولمنتدى فلسطين الذي تحرك ولكل من تحرك سواء حول المرحلة الانتقالية او غيرها، لان القضايا في غاية التعقيد".

واضاف :"نحن نسعى لأن يؤمن الجميع بالشراكة وليس على قاعدة المحاصصة، والمشكلة كانت في إخواننا إنهم لم يستطيعوا استيعاب تغير أحادية القطب في حكمهم، وإذا ما بدأنا حوارا ناجحا فلا احد يستطيع إلغاء احد، فضلا أننا نريد أن نعمل مع جميع الفصائل خاصة في مرحلة تداخلت فيها مهمة التحرير مع مهام البناء ولا ننسى أنها سلطة قامت تحت الاحتلال وقرار تفعيل الحوار حول منظمة التحرير عند الرئيس ابو مازن".

وأشار هنية الى تقدم بالموقف الأوروبي تجاه حكومته قائلاً: "حركة الاتصالات مع الأوروبيين لم تنقطع بل دخل عليها دول جديدة، مثل الفرنسيين والاسبان والأتراك والايطاليين ومستشار بلير، ومن يطرق بابنا نحن نجبه لكن اوروبا تعاني من إشكالات عديدة أبرزها محاولة الإسرائيليين إبعادها عن الدور السياسي وحصر دورها في الإغاثة وإضافة إلى حسابات أوروبا للدور الإسرائيلي وأيضا الخلاف الداخلي الفلسطيني والشرعيات الفلسطينية".

واضاف هنية:"قبل يومين وجهت رسالة مطولة للرئيس الفرنسي ونحن نتطلع للدور الفرنسي للقيام برفع الحصار، واذا نفى الرئيس الفرنسي هذه الرسالة فهذا شأنه ونحن استقبلنا اميريكيين وبرلمانيين وكذلك مبعوث الامم المتحدة ديزموند توتو وهذا لم يكن قبل شهور، لان الاوروبيين لا يستطيعون القيام بذلك، وكذلك استقبلنا الرئيس كارتر في القاهرة وسوريا بعد ان منعته اسرائيل من الوصول لغزة، هذا تغيير ملحوظ في كسر العزلة السياسية ضد الحكومة، وهم وصلوا الى قناعة انه لا شيء ايجابي يمكن ان يحدث دون حماس ولا استقرار في المنطقة دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه ونطالب بموقف اكثر جرأة في الوقوف ضد العدوان وضد الانحياز للكيان الاسرائيلي".

وفي ملف العملاء للاحتلال قال هنية:"العملاء درجات وهذا العدد لا يشوه الصورة المشرفة لشعبنا العظيم والجهد ما زال قائما".

وحول اولويات حكومته قال هنية:"هناك صعود لتيار المقاومة لتتمكن من ضرب المنظومة الاسرائيلية وتغيير الجغرافيا السياسية، وبالنسبة لنا نحن غير مضغوطين، ورغم ان الحصار وصل الى كل بيت والاولوية الاولى لنا هي استعادة الوحدة الوطنية ورفع الحصار وحماية الشعب والمقاومة"، قائلا :" انا اعتقد ان المنطقة ستكون افضل بدون ادارة بوش وسنواجه كل السيناريوهات بالصمود ومحاولة توفير عناصر الصمود وبالوحدة الوطنية بالاستناد للعمق العربي وباتخاذ كل القرارات التي تقطع الطريق على أي عدوان شامل على شعبنا، اما اين نحن ذاهبون فنحن ذاهبون الى القدس في ظل وحدة شعبنا ووحدة الجغرافيا".

وجدد هنية دعوته لفتح معبر رفح قائلا:"افتحوا لنا معبر رفح ولنكسر هذا القيد عن شعبنا لماذا لا نربط اقنصادنا بالوطن العربي وهذا لا يعني بالتأكيد الفصل السياسي عن بقية الوطن وعن الضفة الغربية.. لماذا لا نأخذ الكهرباء والوقود من العرب لماذا لا يكون مناطق حرة لماذا في ظل الإغلاقات المشددة والحصار لا نخرج للفضاء العربي".

وعن حكومة المقاومة قال هنية:" المقاومة ظلت مصانة ولا يوجد غير سلاح المقاومة مصان والمجلس القانوني سيصدر قانون حماية المقاومة وتجريم الاعتداء عليها".