وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطفل عدى الجمل... رحلة بين المشافى.. بانتظار الشفاء التام .. صاروخ من طائرة اسرائيلية كاد ان يصيبه في مقتل

نشر بتاريخ: 15/06/2008 ( آخر تحديث: 15/06/2008 الساعة: 20:59 )
غزة - معا - كان يتنقل بيننا .. ويوزع ابتساماته علينا .. ويفسح المجال لوالدته بالحديث عنه وبإسهاب ويحاول ان يضيف بعض الكلمات بين ثنايا حديث أمه ليذكرها ان هي نسيت شيئا ما.

انه الطفل عدي الجمل" 8" أعوام ، رغم الجمال الذي حباه به الله عز وجل.. إلا ان طائرت الاحتلال كانت له بالمرصاد .. لا لشئ إلا لأنه طفل فلسطيني متميز يعشق الحريه ويمقت الاحتلال.

قال في حديث متلفز عبر احدي المحطات الأمريكية على الرئيس الأمريكي جورج بوش ان يوقف الطخ والرصاص علي أطفال فلسطين .

وتبدا الحكاية قبل ثلاثة أعوام بتاريخ 23/5/2005 حينما كان عدي يلهو ويلعب أمام منزله لتباغته طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخ أوشك ان يقضى عليه.. لولا عناية الله العلى القدير التي حمته وحفظته.

برنامج التاهيل في شمال غزة في الإغاثة الطبية عكف ومنذ البداية على مساعدة أطفال فلسطين سواء المعاقين او ضحايا العنف والإرهاب الاحتلالي ليكون لهم عنوان نحو العلاج .. وهاكم التفاصيل .

الحكاية تسرد تفاصيلها والدة الطفل "عدي" التي عانت على مدار ثلاث سنوات مع صغيرها وستواصل معاناتها حتي يبلغ "20" عاما وفق ما اجمع عليه الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتتابع حديثها وهى توزع دعواتها بعيونها الى صغيرها بان يحميه الله عز وجل قائلة :" من خلال التعاون مع جمعية الإغاثة الطبية برنامج التأهيل المجتمعي في شمال غزة تم استضافة طفلي والذي يعد آخر أبنائي وهو من مواليد تشرين أول /2000 وفق المثل - آخر العنقود سكر معقود- ويعاني من بتر في الرجل اليمنى وتقطع أوتار وأعصاب في الرجل اليسرى وحروق في باقي جسم وتشوهات .

ولفتت الى ان أولى محطات علاجه كانت في مستشفى سوروكا في بئر السبع ومكث في هذه المستشفى ستين يوماً في العناية المركزة وتم إجراء عدة عمليات في البطن والأمعاء والكلى والرئتين وبتر للرجل اليمنى وتنفيذ عمليات تجميل للرجل اليسرى .

وتسترسل وهى تحنو على صغيرها ان عدى بدأ رحلة العلاج الى المستشفيات في الأراضي المحتلة" إسرائيل" ولمدة ستة أشهر متواصلة حيث تم نقل صغيري وهو في عداد الموتى وكان يحتضر آنذاك.

:"وبعد ذلك تم تحويلنا إلى مستشفى إيلين بالقدس للتأهيل وتم مكوث4 شهور وتم تركيب طرف صناعي وتم العودة إلى غزة"، وفق حديث الأم .

وتقول :"بعد عام من تركيب الطرف قامت الإغاثة الطبية بزيارة صغيري وتفقد حالته الصحية وتم تحديد احتياجاته ووضعونا على سلم الأولويات في تركيب طرف صناعي وزراعة أوتار واجراء عمليات التجميل للحروق في الرجل اليسرى وبناء على العلاقة المميزة مع جمعية إغاثة أطفال فلسطين تم التنسيق والتعاون من أجل تبني علاج عدي في مستشفيات أمريكا ,لتبدا رحلة العلاج إلى المستشفيات داخل الولايات المتحدة الأمريكية .

وانتقل الحديث الى منسق التاهيل شمال غزة مصطفى عابد الذي شاركنا الحديث ليقول:" بتاريخ 10/3/2007م خرج عدي وأمه من غزة إلى مصر ومن ثم إلى ولاية كاليفورنيا لتبدا رحلة العلاج في مستشفى USF سان فرنسيسكو باشراف جمعية إغاثة أطفال فلسطين وبمساعدة السيدة ريما* و ودينا أبو لوز ، حيث مكث عدي في أمريكا لمدة ستة أشهر متواصلة وتم خلالها إجراء 3 عمليات جراحية وزراعة الأوتار وتجميل للحروق .

عن معاملة المؤسسة والجاليات العربية قالت أم عدي :" قابلونا بكل احترام وقاموا بمساعدتنا في المستشفى وواصلوا زيارتهم لنا ومتابعة أوضاع أبننا عدي وعملوا على توفير وعمل ما يلزم لعدي خلال 6 شهور قضاها في أمريكا .

وتضيف وهي تعبر عن شكرها وامتنانها لكل من الإغاثة الطبية وإغاثة أطفال فلسطين:" وجدت معاملة انسانية من قبل الجالية الفلسطينية والعربية والمشرفين على جمعية إغاثة أطفال فلسطين "، مضيفة :" لقد أيقنت أن الشعب الفلسطيني شعب واحد في الوطن الشتات هذا شيء خفف الآلام والمصاعب والمتاعب دائماً كانوا بجواري أنا وابني وتقديم كافة الدعم النفسي والاجتماعي لنا .

وأعربت عن شكرها لجمعية إغاثة أطفال فلسطين ممثلة بالسيد ستيف سوسبي وسهيل فليفل ومحمد حسين والطاقم المساعد في أمريكا، كما شكرت الإغاثة الطبية مضيفة أنهما كانا أولى الخطوات ونقطة الانطلاق لعلاج صغيري.

وناشدت أم عدي المؤسسات الإنسانية والحقوقية والإغاثة بتوفير علاج لجميع الأطفال الجرحى والمعاقين ، مضيفة "بعد مرور عام على تركيب عدي للطرف في أمريكا أناشد من اجل إعادة تركيب طرف جديد لعدي وذلك لعدم مواءمة الطرف له بسبب كبر الحجم" .

ومن جانبه أوضح عابد أن الإغاثة الطبية تبنت عدي ضمن مشروع غزالة لتبني الأطفال الجرحى منذ عام وتنفيذ زيارات منزلية لعدي حتى يتم استكمال العلاج .