|
فنانون وفنانات من غزة يمارسون هوايتهم من قلب الحصار
نشر بتاريخ: 17/06/2008 ( آخر تحديث: 17/06/2008 الساعة: 11:54 )
غزة- معا- كانت تضع اللمسات الأخيرة على لوحتها الفنية التي تعبر عن التراث الشعبي الفلسطيني وعلى بعد أقل من نصف متر زميلتها التي ترسم لوحة فنية أخرى تجسد واقع المرأة الفلسطينية المكافحة أنها الفنانة التشكيلية دعاء البطريخي التي تحاول قدر الإمكان أن تعبر بريشتها وأناملها الصغيرة ما لم تستطع السياسة تحقيقه وتنفيذه.
قالت البطريخي اثناء تشطيب لوحتها :"إننا كفنانين وفنانات نمارس هذه الهواية من قلب الحصار والآلام لنتبث للعالم أجمع أننا شعب ما زال حيا وينهض من وسط الركام وأننا متمسكون بثراتنا وبحضارتنا وبوطننا المنكوب. وأضافت "درسنا في الجامعة هذا التخصص نحاول أن نرسم اللوحات الفنية التي تجمع ولا تفرق" موضحة أن الأفكار في هذا المجال كثيرة ومتنوعة وما على الفنان إلا أن يختار الأفضل. وفى تنهيدة قوية تنم عن مدى الضيق والألم التي تعاني منه تقول للأسف الشديد لا يوجد أحد إلا القليل الذي يعرف مدى قيمة العمل الذي نقوم به موضحة: "نعاني منذ تخرجنا من قلة العمل أو تبنينا كفنانين وفنانات وتشجعنا وتوفير لنا ما يلزم من مكان ومواد خام لنستطيع مواصلة الفن". وتقاطعها زميلتها الفنانة إيناس جبر من مخيم البريج موضحة "بالرغم من ذلك لم نيأس ونحاول أن ننحت في الصخر ونطرق كل مكان وندفع من جيوبنا الخاصة في سبيل الاستمرارية لقناعتنا بهذا العمل الجميل الذي أصبحنا نفتقر له في مجتمعنا الفلسطيني". وتتمنى الفنانة إيناس أن يلتئم الشمل وتعود المياه لمجاريها وذلك بهدف الخروج من هذا الوضع داعية الجميع إلى الاهتمام بهذه الشريحة وتبني الأجيال الشابة. وتعمل الفنانتان البطريخي وجبر ضمن فريق عمل تطوعي مكون من 11 فنانا وفنانة لا ينتمون لأي فصيل أو حزب ويلبون دعوة أي جهة أو مؤسسة ترغب في تبني عملهم في الرسم وهو ما تم بالفعل من قبل منتدى فلسطين في غزة الذي استضاف هذا الفريق المتكامل لرسم بعض اللوحات الفنية التراثية التي تعبر عن أصالة وحضارة الشعب الفلسطيني ووفر لهم كل ما يحتاجون من خامات وورق وألوان بالإضافة إلى مكان هادئ وواسع لممارسة هذا العمل. المهندس علي أبو شهلا نائب رئيس منتدى فلسطين فى محافظات غزة قال:" في منتدى فلسطين وضعنا من ضمن أهدافنا ومبادئنا العمل تبني الأجيال الشابة الموهوبة والاهتمام بعنصر الشباب من كلا الجنسين بصفتهم جيل المرحلة القادمة والعمل على توفير متطلباتهم حسب الإمكانيات المتاحة وذلك بهدف الأخذ بيدهم وتشجيعهم وتطوير قدراتهم وتحفيزهم " موضحا أن الفريق التطوعي المكون من مجموعة من الفنانين والفنانات بمجرد طرح أفكار عليهم لرسم مجموعة من اللوحات وافقوا على ذلك. وتتضمت الفعالية ورش عمل بواقع 3 أيام أسبوعيا ولمدة شهرين، وأعرب المهندس أبو شهلا عن تقديره وإعجابه بهذا الفريق التطوعي والذي يحاول أن يقدم شيئا جميلا الوطن بحاجة ماسة إليه داعيا الجميع إلى احتضانهم وتبنيهم وإيجاد فرص عمل لهم. فيما يقول الفنان محمد جبر منسق الورشة والذي كان مشغولا في رسم لوحة فنية تعبر عن القناعة الزائفة:" أننا كمجموعة ناشئة حاصلين على مؤهلات وتخصصات مختلفة في الفن أرئتينا أن نكون فريق عمل تطوعي نعمل في ظل ظروف غاية في الصعوبة" مشيرا أنه بعد الأحداث التي وقعت "شعرنا بحالة من الإحباط واليأس من الأوضاع ومن عدم الاهتمام بنا وأصبحنا لوحدنا في الميدان ولكن سرعان ما أفقنا وشكلنا هذا الفريق الذي بضم مجموعة من الفنانين والباب مفتوحا لمن أراد أن ينضم معنا". |